بدأت الموجة الجديدة من الفتنة التي يصدرها الغرب ضد العالم الإسلامي, بدعوة مشبوهة أطلقها من يدعون الحرية ويتخذون منها ستارا لتنفيذ مخططات لا يعلمها إلا الله إن كانت صهيونية أم أمريكية أم ماذا تكون ملة منفذها. كان الخبر صادما عندما تلقي السفير السعودي بالنمسا خطابا من احدي الجمعيات هناك نعتت نفسها باسم مبادرة المسلمين الليبراليين في النمسا, تطلب فيه الجمعية من السلطات السعودية بناء كنيسة في المملكة للمسيحيين من الدبلوماسيين ورجال الأعمال ليتمكنوا من ممارسة شعائرهم الدينية. الخطاب في ظاهره يدعو إلي حرية العبادة لكنه في باطنه يحمل مؤامرة جديدة تحاك ضد المنطقة العربية لتجعلها عائمة فوق فوهة بركان تنفجر فتحرق الأخضر واليابس وتؤهل المنطقة لأن تكون أرضا خصبة للتدخل الخارجي.. إذن فكيف يجري الإعداد لتلك المؤامرة في غرف أوروبا المظلمة؟ دعاة الفتنة يعملون دائما في جمعيات حقوقية أو ثقافية تحمل مسميات مختلفة, وأهدافا واحدة فهم يرفعون شعارات العدالة والمساواة بين أتباع الديانات في حق التعبد وممارسة الشعائر, وأصحاب الدعوة المشبوهة حاليا يرون أن السعودية الدولة صاحبة القداسة ومهد الرسالة المحمدية وأرض الحرمين الشريفين تدعم بالمال والدعاة بناء المساجد في بلدان أوروبا وفي مهد العالم المسيحي المتحرر ولذلك فإنهم يزعمون أن من حق المسيحيين في المملكة أن يبنوا الكنائس أسوة بمساجد المسلمين في أوروبا وأمريكا وهنا يبدأ المخطط. عندما يجد المسيحيون في المملكة أن هناك مسلمين يطلبون لهم حق التعبد داخل كنائس علي أرض السعودية سيطلبون رسميا من خادم الحرمين ذلك الحق وطبيعي أن يرفض الملك بناء كنيسة في بلد الوحي كما تحرم دولة الفاتيكان بناء مسجد علي أرضها, وذلك حق مكفول للدولتين( السعودية والفاتيكان), وعندئذ سيضطر المسيحيون إلي الاعتراض والتظاهر وربما الاصطدام بالأمن السعودي, ويتباري دعاة الفتنة في مشارق الأرض ومغاربها في إصدار بيانات الإدانة والتنديد بانتهاك قبلة العالم الإسلامي ومقصد حجاج بيت الله الحرام لحرية العبادة التي أطلقها الرسول صلي الله عليه وسلم علي هذه الأرض قبل14 قرنا من الزمان وبالتالي سوف يشتعل الفيسبوك وتويتر والإعلام.. وهلم جر. وتمضي فصول المؤامرة, التي لا أشك أن لها سيناريو مفضوحا كالذي حبكوه في لعبة الفيلم المسيء وإن كان أبطال العمل الجديد من مسلمي المهجر وليسوا من الأقباط حتي إذا ما تعالت أصوات المعارضين من الخارج ظهرت دعوات من داخل المملكة من سعوديين ليبراليين أو متأوربين أو متأمركين يهتفون بنصرة المضطهدين, وتصبح السعودية أمام خيارين كلاهما مر: إما الرضوخ وبناء أول كنيسة في بلد أول بيت وضع للناس, وإما فلنستعد لنار الغرب وأصابع التدخل العابثة, وربما يتزامن ذلك مع صحوة شيعية لأهل القطيف فيخرجون للتظاهر وتنتهي اللعبة إلي النتيجة التي يريدها من خططوا لتلك المؤامرة. ربما أكون مبالغا أو شطحت بخيالي إلي أبعد من الواقع أو جاوزت الحد المسموح به من التكهنات, لكن ثمة دليلا علي شبهة الدعوة التي تفوح رائحتها النتنة: ألم يكن الأساقفة ورجال الدين النمساويون أول من انتقدوا فتوي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي السعودية التي أطلقها قبل نحو ستة أشهر وطالب فيها بهدم الكنائس في شبه الجزيرة العربية وحظر بناء أي كنيسة جديدة؟ إذا كان جزء من حملة الهجوم علي فتوي آل الشيخ( التي اختلف معها تماما) قد بدأ في النمسا, وإذا كانت الدعوة إلي بناء كنيسة في بلد كالسعودية خرجت من النمسا أيضا ولايهمني إن كان طالبها مسلما أو مسيحيا.. فهل هذا من قبيل المصادفة؟ وهل كانت أزمة الفيلم المسيء مصادفة؟! أيها السادة: الملتحفون بعباءة الغرب عرايا, وإن صنعوا لكم رداء من الدولارات واليورو.. أفيقوا يرحمكم الله, قبل أن تتداعي علينا الأمم.