أثار اتجاه د. صابر عرب وزير الثقافة لوقف تمويل الأنشطة الثقافية غير الحكومية مثل الاحتفالية الشهرية الفن ميدان أزمة في وسط الثقافة المستقلة, وطالب المثقفون المستقلون المتمثلون في إائتلاف الثقافة المستقلة الوزير بالإعلان عن ميزانية الوزارة وجهة الصرف, والتعامل مع الأمر بشفافية. وقال الفنان حمدي رضا عضو الائتلاف إن هناك موارد بالفعل للوزارة لكن لا احد يعرف شيئا عن سياسة توزيعها بخلاف منح التفرغ وجوائز الدولة التي تقوم عن طريق مسابقات بغض النظر عن تلك المسابقات وكيفية التحكيم والاختيار فيها, حتي ان بعض الجمعيات الأهلية تدعم المهرجانات مثل الخاصة بالسينما, لذا نطالب بشفافية التوزيع لمعرفة كيف تصرف الميزانية وأين هي مناطق العجز, كي يحدث شيء من اثنين أولا معرفة الاخطاء في الميزانية لكي تعالج او ان الناس تعرف ان الميزانية متوزعة بشكل عادل وجيد ولا يكون هناك استياء وبعدها نبحث عن حلول أو طرق اخري لتغطية تلك الفعاليات من تطوعات او من رجال اعمال. واضاف حمدي: الشفافية يجب ان تكون أساس التعامل بيننا الآن, فنسبة وزارة الثقافة من الموازنة العامة0.22% أي اقل من الربع ورغم هذا فتلك الميزانية تذهب الي المرتبات او الانشاءات, ونسمع ان قصور ثقافة يصرف عليها ملايين الجنيهات وليس لإنشائها بل لمجرد الترميم وفي النهاية لا تقوم بنفس النشاط الذي يقوم به المستقلون. وقالت الناشرة سمية عامر وإحدي منظمي احتفالية الفن ميدان أن وزير الثقافة رفض تمول الاحتفالية وقال: لا توجد موارد, خاصة بعد أن انفصلت الوزارة عن الآثار, حتي انه رفض أي شكل من أشكال الدعم وقال انه لا يوجد غير الدعم الفني عن طريق هيئة قصور الثقافة وعندما ننسق مع الهيئة يقولون لنا انه لا توجد مواد فنية وانهم يؤجرون مثلنا الإضاءة وغيرها من الخارج. وأوضحت سمية أن ما لا يعرفه الكثيرون أن في الموازنة العامة للدولة يتم تخصيص جزء في ميزانية الوزارات للعمل المدني او مع المجتمع المدني, وهناك بند للتعاون مع المجتمع لكن لا توجد لدينا ثقافة أن تعلن الوزارات عن تلك البنود أو تتعامل بشفافية فيتم ضخ تلك المبالغ في بدلات خاصة بميزانيتهم, ولا يأخذ المجتمع المدني منها شيئا, ووزارة الثقافة كانت تعتمد في مواردها بنسبة90% علي الآثار لكن تلك النسبة تلاشت, لكن رغم ذلك لنا في عهد د. عماد أبو غازي وزير الثقافة الأسبق نحصل علي30 ألف جنيه خاصة باحتفالية الفن ميدان, وفي عهد د. شاكر عبد الحميد وزير الثقافة السابق حصلنا علي10 آلاف جنيه, ومنذ شهرين حصلنا من قطاع الإنتاج الثقافي علي30 ألف جنيه, فكيف يتوقف التمويل فجأة, ففي العالم كله المؤسسات الحكومية بها قاعدة بيانات تكون متاحة لكن نحن لا نمتلك تلك الثقافة, لذا أتساءل: ما هي وظيفة مركز المعلومات في رئاسة الوزراء؟ ماذا يتيح للمواطن؟ وهل يدلي بأي معلومات نحتاجها؟! لا أظن ذلك. وأصدرمنظمو احتفالية الفن ميدان في القاهرة والمحافظات بيان طالبوا فيه وزير الثقافة بإعلان الميزانية التفصيلية للوزارة فورا, مع توضيح بنود الصرف كاملة وإتاحتها بكل شفافية للمستفيدين منها من العاملين في الحقل الثقافي والمواطنين أصحاب المصلحة المباشرة. لأن الوزير قد أكد خلال لقاء بعض منظمي احتفالية الفن ميدان وفقا لهم أنه اتخذ قرارا بوقف تمويل الأنشطة الثقافية غير الحكومية في الوقت الحالي بسبب العجز الكبير في ميزانية الوزارة بعد انفصال وزارة الآثار عنها, حيث أن المصدر الرئيسي لموارد الوزارة كان يأتي من إيرادات المزارات الأثرية التي تتبع وزارة الآثار حاليا,وسيؤثر هذا القرار بشكل مباشر علي مصير العديد من الفعاليات الثقافية غير الحكومية, لذا طالب المنظمون بان يكون مصحوبا بالتوضيحات والمبررات المقنعة والمدعمة بالبيانات والمعلومات, والإعلان عن ميزانية الوزارة بشكل كامل الشفافية مع بيان بنود الصرف ونسب التوزيع علي الأنشطة المختلفة مع بيان أسباب العجز, إن وجد.