قرأنا وسمعنا كثيرا في الآونة الأخيرة لآراء خبراء الاقتصاد وسوق المال والمصارف, حول تأثير الاحتجاجات التي جابت دول العالم العربي والاسلامي وخاصة مصر ضد الفيلموالصور المسيئة للرسولصلي الله عليه وسلم, ووصف البعض ذلك بالمخطط الصهيوني لتدمير الاقتصاد المصري, فضلا عن إثارة الفوضي في الشارع, بما يؤثر ذلك علي البورصة وعلي مباحثات صندوق النقد الدولي وتخويف الشركات العالمية والاقليمية والعربيةالتي أبدت رغبتها في توسيع استثماراتها بمصربعدما زاد عددها في الأونة الاخيرة. بل إن البعض ذهب إلي القول بأن الإقتصاد الوطني لن تقوم له قائمة بعد ما حدث ويحدث من فوضي المظاهرات, ولكن والحمد الله خاب ظنهم ومساعيهم وربحت البورصة ربحت3 مليارات جنيه في اسبوع الاحتجاجات دفاعا عن النبي!! وهذا لايعني اننا نشجع مثل هذه الأعمال لانها ليست هي الوسيلة لنصرة النبي ولا الدفاع عنه, وانما معظمها كان اساءه للاسلام ونبيه, وما أريد قوله في هذا الشأن أن حالة الاقتصاد الوطنيتتأثر بعوامل عديدة سابقة وحالية وليست الاحتجاجات وحدها..فعلي سبيل المثال المحاكمشهدت6 آلاف قضية ضد فساد رموز النظام السابق منذ عام ما بعد الثورة, منظمة الشفافية الدولية تتحدث عن تهريب أكثر من57 مليار دولار خارج البلاد بين عامي2000 و2008, تخفيض تصنيف اقتصادنا4 مرات خلال عام ما بعد الثورة من قبل وكالةStandard&Poors,الميزان التجاري المصري لم يعرف سوي العجز طوال العقود الثلاثة الماضية, فالصادرات المصرية عادة تشكلنحو50% فقط من قيمة الوارداتلكن فوجئنا ان صادراتنا بلغتنهايةالشهر الماضي85.09 مليارجنيه مقابل وارادات بلغت147 ملياراوبالتالي فإن علي الخبراء أن يكفوا عن نغمة المخططات الصهيونية ويبحثوا عن آليات جديدة ينهضوا بها بالاقتصادبعد أن جري تجريف منابع هذا الاقتصاد علي مدي ثلاثة عقود. كما عليهم ان يكفوا عن مطالبتهم باستخدامسلاح المقاطعة لكل منتج أمريكي أو فرنسي, لاننا نستورد من أمريكا بنحو14 مليار جنيه شهريا مابين قمح و ملابس وقطع غيارومعدات وإذا استغنينا عن الملابس والمواد الغذائية فكيف يتم الاستغناء عن قطع غيار السيارات واجهزة التكييف وغيرها من المعدات امريكية الصنع, وهذا ايضا ليس حجرا علي المحاولة وتكرار تجربة المقاطعة مع الدنمارك. لذا لابد من الفهم الصحيح لكيفية نصرة اقتصادنا من ناحية ونصرةالرسول الخاتم ودين الله الذي نزل للبشرية جمعاء, ولعل ما نسوقه الان من حوار دار بين إمام الدعاة الشيخالشعراوي رحمه الله وبين أحد الشباب المتشددين فسأله الشعراوي: هل تفجير ملهي ليلي في إحدي الدول المسلمة حلال أم حرام ؟ فرد الشاب: طبعا حلال وقتلهم جائز. فقال له: لو أنك قتلتهم وهم يعصون الله ما هو مصيرهم ؟ قال الشاب: النار طبعا.. فقال له الشعراوي: الشيطان أين يريد أن يأخذهم ؟ رد الشاب: إلي الناربالطبع قالله الشعراوي: إذن تشتركون أنتم والشيطان في نفس الهدف وهو إدخال الناس إلي النار! وذكر الشيخ الشعراوي للشاب حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم لما مرت جنازة يهودي أخذ الرسول صلي الله عليه وسلم يبكي فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله ؟؟ قال: نفس أفلتت مني إلي النار ويذكرأن شاه ايران عقد مناظرة بين سبعة علماء من الشيعة امام سبعة علماء من السنه.. ففي المكان والزمان المحدد حضر العلماء الشيعة ولم يحضر أحد من علماء السنة إلا واحد وجاء متأخرا ودخل عليهم حاملا حذاءه تحت إبطه فاستغرب علماء الشيعة قائلين: لماذا تحملحذاءك وانت تدخل علي شاه ايران ؟ فقال لهم: لقد علمت بأن الشيعة كانوا يسرقون الاحذية في عهد رسول الله! فنظر بعضهم الي بعض وقالوا: ولكن لم يكن هناك شيعة في عهد الرسول!! فقال: انتهت المناظرة, من أين جئتم بدينكم اذن ؟! انصر نبيك بنشر سنته بالحسني والكلمة وليس بالقتل والتخريب لاحظ الفرق بين ما يحدث الان من شبابناوبين رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي يسعي لهداية الناس وإنقاذهم من الناروهم يذهبون بنا وبانفسهم الي النار.