الي جوار منزل وليم فوكنر الكاتب الأمريكي الحائز نوبل, وعلي ضفاف دلتا نهر الميسيسيبي, قدمت أمس فرقة الحرية للفنون الشعبية ثالث عروضها الفنية علي مسرح مدينة أكسفورد, ضمن مهرجان الميسيسبي الدولي للفنون الشعبية, وبحضور فني وجماهيري عريض شارك أعضاء الفرقة علي مدار ساعة رقصاتهم التي قدمت التراث المصري الفني علي اختلاف فنونه الشعبية التراثية الأصيلة, ليتمتع المشاهدون الأمريكيون بجولة فنية قدمتها فرقة الحرية علي العديد من ألوان الفن الشعبي المصري. بدأ الحفل مع الاستعراض الفرعوني المتميز من خلال أزيائه إلي الموسيقي الساحرة للموسيقار عمر خيرت, التي جعلتنا نعيش في أجواء الحضارة المصرية القديمة وهذه الرقصة توضح دخول موكب الملك وتدل علي سيادة حكمه للبلاد, ثم تلتها الفقرة الثانية رقصة الحصان المستوحاة من الفلكلور المصري لرقص الحصان العربي علي أنغام المزمار البلدي برفقة عدد من الراقصين الذين قدموا مع الحصان لوحة استعراضية متميزة مصحوبة بأداء تمثيلي لاقي استحسان الجمهور. وبألوان العيد الزاهية قدم أعضاء الفرقة رقصة( غزال اسكندراني) المستوحاة من البيئة السكندرية والتي تدل علي غزل الشباب والبنات في إطار رومانسي وعلي أنغام أغنيات شعبية اعتاد عليها أهل البحر. واستمتع الجمهور بعدها برقصة العصا المصرية الحاضرة التي تعكس فنون الصعيد حيث ترمز إلي حرفية الشباب الصعيدي ومهاراتهم في اللعب بالعصا والتحطيب في المناسبات المختلفة سواء مناسبات الزواج أو الأفراح عموما. ومن الصعيد إلي أقصي الجنوب حيث رقصة نوبية تدل علي امتزاج الهوايات والآلات المستخدمة في هذه البقعة من ارض مصر والتي تزخر بمختلف أشكال الفنون وتتميز بإبداع أهلها في صناعة ملابس ذات ألوان مبهرة أصبحت بمضي الوقت سمة مميزة لهم استطاع أعضاء فرقة الحرية أن يعيشوا هذا الحلم. ومن ابرز فقرات الأمسية التي قدمها أعضاء الفرقة وهم: المخرج نصر الدين محمد مدير الفرقة وخالد سعد ركابي ومحمد رشاد و وتامر صلاح ومنصور عبد الله ومحمد سعيد وأمنية أبو العلا, ويارا خميس, وسهيلة سعيد, و إسراء عبد الفتاح, و يحيي عبد المقصود, ومحمد محمود, وسعيد عطية, و محمد فرج, كانت رقصة عرب العامرية المستمدة من سامر شباب العامرية وفيها تقوم الفتاة باختيار الشاب الذي تريد الزواج منه وبدا واضحا مدي تناغم أداء أعضاء الفرقة مع تشكيلاتهم الجسمانية التي أضفت متعة بصرية علي أنغام الموسيقي لتختتم الفرقة فقراتها مع الزفة الاسكندراني من التراث السكندري وفيها يقوم الشباب والبنات بزفة العروسين ومشاركتهم بفرحة العرس. وقال الدكتور محمود السحلي الأستاذ بكلية الصيدلة وعميد الجالية المصرية في ميسيسيبي أن الاهتمام الواسع بالفنون الشعبية المصرية يأتي انعكاسا لمشاعر التقدير والحب التي يكنها لها الجمهور الأمريكي هنا, وإيمانا بأن هذه الفنون هي التي عملت علي مدي قرون عديدة في ربط الحاضر بالماضي وتوثيق الصلات بين الشعوب والثقافات, مشيرا الي أن هذه الفرقة أعطت للرقصات والفن والكلمات معني الأصالة, ورسخت الضرورة لإحياء التراث الأصيل في مجتمعاتنا.. تفاعل مع الجمهور وشهدت الحفلة التي أحيتها فرقة الحرية تفاعلا كبيرا من قبل الجمهور من خلال ما قدمته من روائع التراث الشعبي المصري المعروف في أمريكا, والتي تختزل مسيرة فنية استمرت وتطورت عبر قرون من الزمن, مؤسسة لمنجز إنساني ذي ملامح روحية وثقافية تعكس متانة العلاقات الثنائية الثقافية التي تصله بالثقافات العالمية. من ناحية أخري أستعدت الجالية المسلمة في ولاية مسيسبي للاحتفال بالعيد بمهرجان( العيد في أكسفورد), والذي يتضمن حفلات فنية, وعروضا. في الشوارع, إضافة إلي أنشطة ترفيهية للأطفال وعروض تراثية و أكلات شعبية.