هناك طوائف في الأمة رمضان شر لهم! هكذا يقول د. عبدالمهدي عبدالقادر أستاذ الحديث بجامعة الأزهر ويوضح ذلك: إن شهر رمضان شهر مبارك عظيم الخير، يغفر الله فيه لأهل الإسلام، ويضاعف فيه الحسنات، ويعلي لهم الدرجات، إلا أنه مما ينبغي أن يعلم أن هذه المزايا إنما هي لأهل الاستقامة علي دين الله، الذين يحبون الإسلام وأهله، ويعملون علي نصرة الإسلام وذيوعه، ويحرصون علي شيوع الخير والاستقامة في الناس. أما الذين يحرصون علي إشاعة العيوب، وينتقصون المسلمين، ويعملون أعمالا من شأنها صرف الناس عن الطاعات، وربما إيقاعهم في الزلات. إن هؤلاء عليهم أن يعدلوا سلوكهم، وإلا فرمضان شر عليهم، لن يزدادوا به إلا بعدا عن الله عز وجل. يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "أظلكم شهركم هذا بمحلوف رسول الله صلي الله عليه وسلم ما دخل علي المسلمين شهر خير لهم منه، ولا دخل علي المنافقين شهر شر لهم منه وبمحلوف رسول الله صلي الله عليه وسلم إن الله يكتب أجره ونوافله من قبل أن يوجبه، ويكتب وزره وشقاءه قبل أن يدخله وذلك أن المؤمن يعد له من النفقة في القوة والعبادة، ويعد المنافقون اتباع غفلات المسلمين، واتباع عوراتهم. فهو غنم المؤمنين، ونقمة للفاجر" ويستطرد د. عبدالمهدي قائلا: آه للفاجر. آه لهؤلاء الذين يشيعون الباطل بين المسلمين، بل ويل لمن يقبل لأهله ذلك الباطل. إن رمضان خير شهر للصالحين، وفي نفس الوقت شر شهر للفاجرين. وحذار ثم حذار أن تكون فيك خصلة من خصال الشر ولا تدري، وحذار أن تخدعك نفسك أو هواك في محاسبة نفسك، وحذار أن يزين لك شيطانك الباطل فتفعله. وتظنه خيرا، والميزان في ذلك أن تعرض كل ما تقول أو تفعل علي القرآن والسنة، وإن كنت سليم الفطرة فسل نفسك عن كل أمر من أمور حياتنا: هل هذا يرضي الله تعالي؟ هل الإفطار أو السحور في ساحات اللهو يرضي الله؟ هل قضاء الوقت في مجالس السوء يرضي الله؟ هل النظر إلي المرأة الأجنبية ترقص أو تتمايل يرضي الله؟ إن هذا السؤال سيمنعك من كثير من المعاصي، وسيدفعك إلي كثير من الطاعات، فجلوسك عن الصلاة والناس يصلون جماعة، هل هذا يرضي الله؟ وتركك أهلك دون أمر بالمعروف، ودون حملهم علي الاستقامة، هل هذا يرضي الله؟.