أقرت سوريا للمرة الأولي أمس بحيازة أسلحة كيماوية وبيولوجية وقالت انها يمكن أن تستخدمها في مواجهة التدخل الخارجي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي ان الجيش لن يستخدم الأسلحة الكيماوية لسحق المسلحين المعارضين لكنها قد تستخدم ضد اي قوات من خارج البلاد. وقال مقدسي أي سلاح كيماوي أو جرثومي لن يتم استخدامه أبدا خلال الازمة في سوريا مهما كانت التطورات لهذه الازمة في الداخل السوري. وأضاف: هذه الاسلحة علي مختلف انواعها مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية وباشرافها المباشر ولن تستخدم ابدا الا في حال تعرضت سوريا لعدوان خارجي. وذكرت صحيفة( الاندبندنت) البريطانية أمس أنه مع استمرار القتال علي أشده في أكبر مدينتين سوريتين, خرجت إسرائيل يوم أمس الأول لتصدر تحذيرا بامكانية أن تلجأ لعمل عسكري للحيلولة دون سقوط الأسلحة الكيماوية التي يمتلكها النظام السوري في أيدي حزب الله اللبناني. وأشارت الصحيفة إلي أن حزب الله يتصدر حاليا مخاوف إسرائيل بشأن تداعيات النزاع في سوريا الذي اتسعت رقعته لتصل إلي العاصمة دمشق علي نحو دفع عدد من المسئولين الإسرائيليين إلي التهديد باستهداف أي قوافل يشتبه في حملها أسلحة كيميائية إلي حزب الله, الذي اتهمته إسرائيل بالوقوف وراء التفجير الذي استهدف أتوبيسا سياحيا يقل إسرائيليين في بلغاريا. وأفادت بأن ثمة مخاوف أخري تنتاب المسئولين الإسرائيليين من احتمال سقوط هذه الأسلحة المتطورة في أيدي مجموعات مسلحة خاصة تنظيم القاعدة أو أن يتعمد النظام السوري استخدامها ضد إسرائيل. وكشفت لجنة الإعلام المركزية في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر عن قيام الجيش السوري النظامي بعمليات نقل لأجهزة خلط المكونات الكيماوية والبيولوجية إلي بعض المطارات الحدودية. وأكدت اللجنة أن القيادة المشتركة للجيش السوري الحر أنها لن تسمح مطلقا بتدخل إسرائيل للسيطرة علي الأسلحة الكيماوية والبيولوجية التي أعلن نظام الأسد عن حوزتها واستخدامها حال تعرض سوريا لأي تهديدات خارجية. وقال مسئول الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر فهد المصري في مقابلة خاصة مع تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أمس من باريس , إن قيادة الجيش السوري الحر تعلم تماما مواقع ومنشآت الأسلحة الكيماوية والبيولوجية داخل سوريا, كما نعلم أن جيش الأسد يقوم حاليا بنقل أجهزة الخلط للمكونات الكيماوية والبيولوجية إلي بعض المطارات الحدودية. من جانبه, قال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أمس ان اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا وافقت علي تقديم معونة قدرها100 مليون دولار للاجئين السوريين. وتستعد المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للامم المتحدة لتدفق اللاجئين من سوريا باعداد كبيرة وضاعفت الشهر الماضي عدد اللاجئين الذين تتوقع خروجهم هذا العام الي185 ألفا. وناشدت جيران سوريا استمرار فتح حدودهم حتي يتمكن الفارون من الصراع من التماس الأمان في ارضهم مع استمرار القتال في دمشق بين القوات السورية ومقاتلي المعارضة. وكان مجلس جامعة الدول العربية علي المستوي الوزاري في دورته غير العادية قد اختتم أمس بالدوحة بعدة توصيات تتضمن دعوة الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي عن الحكم وأدان المجلس بشدة استمرار أعمال القتل والعنف والجرائم البشعة التي ترتكبها قوات الحكومة السورية والميليشيات التابعة لها الشبيحة والتي كانت آخرها جريمة التريمسة التي ترقي إلي جرائم إلي جرائم ضد الإنسانية وتقديم المسئولين عنها إلي العدالة الجنائية الدولية. وطالب المجلس الحكومة السورية الالتزام بتعهداتها بالوقف الفوري والشامل لكل أشكال العنف ووجه نداء إلي الرئيس السوري للتنحي عن السلطة والجامعة العربية ستساعده علي توفير الخروج الآمن له ولعائلته حقنا لدماء السوريين وحفاظا علي مقومات الدولة السورية وعلي وحدة سورية وسلامتها الوطنية ونسيجها الاجتماعي ولضمان الانتقال السلمي للسلطة. ودعا المجلس إلي تشكيل حكومة سورية انتقالية فورا بالتوافق تتمتع بجميع الصلاحيات وتضم قوي المعارضة داخل وخارج سورية والجيش الحر وسلطة الأمر الواقع الوطنية وذلك لتيسير الانتقال السلمي للسلطة. وكلف المجلس المجموعة العربية في نيويورك بالدعوة إلي عقد اجتماع طارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة تحت قرار الاتحاد من أجل السلام لاصدار توصيات باجراءات جماعية لمواجهة الوضع المتدهور في سورية والذي يهدد استقرار سورية وفي المنطقة من حولها والسلم والأمن الدوليين ومن ضمن هذه الاجراءات إنشاء مناطق آمنة في سورية لتوفير الحماية للمواطنين السوريين وتمكين منظمات الإغاثة الإنسانية العربية والدولية من اداء عملها, كما قرر قطع جميع أشكال العلاقات الدبلوماسية والاتصالات مع النظام السوري.