بسم الله تبدأ مصر مرحلة جديدة وتاريخية لم تشهد لها مثيلا علي طول تاريخها الممتد في أعماق الزمن. بسم الله نفتح صفحة ناصعة نكتب فيها للأجيال القادمة كيف أنجزت ثورة يناير مثل هذا الإنجاز حينما تجري معركة انتخابية رئاسية شرسة, لا تقل أبدا عن مثيلاتها في أعرق الدول الديموقراطية, بسم الله نذكر بها أنفسنا والقوي السياسية وكافة الأطراف ذات العلاقة بالمشهد السياسي, حتي يتقوا الله في مصر, ويرتفعوا فوق الخلافات والمصالح الضيقة التي استنفدت الكثير من الوقت والجهد علي مدي الشهور الماضية. بسم الله نفتح أبواب مستقبل مشرق ينتصر للخير والمساواة والعدالة بعيدا عن مظاهر الفساد التي أوصلت مصر إلي حالة راهنة لا تعبر أبدا عن إمكانياتها ومكانتها بين شعوب العالم. بسم الله ينطقها أول رئيس منتخب بعد الثورة لم يأت باستفتاء ولا بإجماع هائل كما كان يحدث لعقود ماضية وإنما الفارق بينه وبين منافسه يبدو ضئيلا إلي درجة تدعونا للفخر والاعتزاز بهذه التجربة الرائدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط بكاملها. بسم الله ينطقها الرئيس القادم وهو يفتح الملفات الصعبة في الداخل والخارج, حتي يحظي بدعم من شعبه وهو يواجه إرثا ثقيلا, ممثلا في الفقر والمرض والعشوائيات وغياب الحد الأدني من حقوق المواطن المصري في العيش الكريم, وكذلك وهو يتعامل مع القضايا الإقليمية والدولية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي دفعت مصر في سبيلها الكثير من التضحيات ولن يهدأ لها بالا حتي تعود الحقوق المشروعة كاملة للشعب الفلسطيني, ولا ننسي الأوضاع الملتهبة والقابلة للإنفجار علي خلفية البرنامج النووي الإيراني وما قد تتعرض له المنطقة من حرب شاملة لا يمكن التكهن بنتائجها. بسم الله تلهث بها ألسنة المصريين جميعا حتي يحفظ الله أرض الكنانة من كل مكروه وأن يرد كيد الكائدين وما أكثرهم إلي نحورهم. [email protected]