واصلت صحف العالم اهتمامها بانتخابات الرئاسة المصرية وبنتائج الجولة الأولي وأشادت بنزاهتها وشفافيتها في تقاريرها وافتتاحياتها, فيما تطلعت للجولة الثانية المقرر إجراؤها يومي16 و17 يونيو المقبل مؤكدة أن نتائجها ستحدد مصير مصر. فقد ذكرت صحيفة لوس انجلوس تايمز الأمريكية أن المواجهة في جولة الاعادة بانتخابات الرئاسة المصرية بين المرشحين المتناقضين أحمد شفيق ومحمد مرسي ستحدد مصير الدولة إذا ما كان سيحكمها الاسلام السياسي الصاعد أم ستعود بمصر للروح الليبرالية التي ميزت فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك رغم القبضة القوية للأجهزة الأمنية في تلك الفترة. وأضافت الصحيفة في تقرير لها أمس أن هذا التقارب الشديد في نسب الأصوات التي حصل عليها مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي وبين آخر رئيس وزراء في عهد مبارك أحمد شفيق يوضح أنه بالرغم من ثورة الخامس والعشرين من يناير فإن أعمدة الماضي لاتزال قائمة وقوية وتتصارع حول تحديد مستقبل البلاد, كما أن محمد مرسي يمثل التوجه الديني لجماعة الإخوان المسلمين التي لطالما كانت معارضة للنظام القديم بينما يجسد أحمد شفيق بلا حرج عصر مبارك. فيما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أمس أن إسرائيل تتابع بحذر وقلق ما سوف تتمخض عنه الانتخابات المصرية ونتائجها علي مستقبل العلاقات المصرية الإسرائيلية, لكنها آثرت في الوقت ذاته الصمت الحذر وعدم التعليق, خشية من أن يؤدي أي تدخل إسرائيلي في هذا الأمر إلي نتائج عسكية. من جانبها أشارت صحيفة لوبوان الي أنه سيخوض الجولة الثانية من الانتخابات الدكتور محمد مرسي الخيار الثاني لجماعة الإخوان بعد عدم أحقية المهندس خيرت الشاطر في خوض الانتخابات.. موضحة ان مرسي استفاد من الماكينةالانتخابية والقاعدة النشطة للجماعة المحظورة رسميا منذ أكثر من50 عاما في مصر والتي حاز حزبها علي الأكثرية البرلمانية في الانتخابات التشريعية التي انتهت في شهر يناير الماضي. وأضافت ان المرشح الآخر الذي من المتوقع أن ينافس مرسي علي عرش الرئاسة هو الفريق شفيق الذي ركز حملته علي الأمن والاستقرار, لحشد المصريين الذين يطغي عليهم شعور الاحباط بسبب الاضطراب السياسي وتدهور الوضع الاقتصادي منذ الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بحسني مبارك في إطار الربيع العربي. من ناحيتها ركزت صحيفة لو نوفيل اوبزرفاتور علي الدعوة التي أطلقتها جماعة الاخوان المسلمين لدعم مرشحهم في جولة الاعادة لإنقاذ الثورة..مشيرة إلي هزيمة اثنين من أقوي المرشحين وهما عمرو موسي وزير الخارجية الأسبق الأمين العام للجامعة العربية السابق وعبد المنعم أبو الفتوح الإسلامي المستقل. وواصلت وسائل الإعلام النيجيرية أمس اهتمامها بالإنتخابات الرئاسية في مصر, مشيرة إلي الإعادة بين مرشح جماعة الإخوان محمد مرسي والفريق أحمد شفيق. وعرض التلفزيون الرسمي النيجيري وبعض القنوات الخاصة في نشراتها نتائج الإنتخابات والإعادة بين مرسي وشفيق في الوقت الذي أشاد فيه راديو صوت نيجيريا بالإنتخابات وبالإقبال الكبير الذي شهدته من قبل ملايين الناخبين ووصفها بالتاريخية والنزيهة, مشيرا الي أنها جاءت بعد عقود من التزوير الذي شهدته الإنتخابات في عهد الأنظمة السابقة في أكبر الدول العربية من حيث عدد السكان. كما تناولت صحف سعودية في افتتاحياتها أمس بالتعليق نتائج المرحلة الاولي للانتخابات الرئاسية.. مؤكدة ان نزاهة الانتخابات وكفاءة إدارتها تشي بأن مصر تحررت من إرادة التزوير السياسية, واعادت تصويب جهازه القضائي, والبيروقراطية والإدارية التي غيبت خلال عقود من حكم الفرد, وتنم عن حيوية الشعب المصري في تقبل الواقع السياسي الجديد مهما كانت النتائج.