سلطت الصحف الامريكية امس الضوء علي بداية الانتخابات الرئاسية في مصر في صورة تغطية خبرية وتقارير موسعة وتحليلات سياسية, ووصفت صحيفة نيويورك تايمز تلك الانتخابات بانها تاريخية مشيرة الي اصطفاف ملايين المصريين في مراكز الاقتراع للادلاء باصواتهم فيما هو متوقع علي نطاق واسع ان تكون أول انتخابات حرة نزيهة يمكن ان تؤدي نتائجها إلي رأب الانقسامات في نسيج المجتمع بعد الثورة. وأشارت الصحيفة الي ان نتائج الانتخابات يصعب التنبؤ بها الا ان السباق يتشكل باعتباره سباقا بين المصريين الذين يريدون قيادة الاسلاميين واولئك الذين يؤيدون دولة علمانية, علي الرغم من وجود مرشحين علي علاقة بالنظام السابق. وذكرت الصحيفة انه من غير المتوقع ان يحدث تزوير بالانتخابات وذلك بعد عقود شهدت ضمان انتصارات ساحقة للحزب الوطني الديمقراطي بزعامة مبارك وأشارت الصحيفة لوجود عدد قليل من المراقبين الاجانب علي الانتخابات حصلوا علي تصريح في اللحظة الاخيرة. ونقلت الصحيفة عن مواطن مصري قوله إنه لم يكن يشارك في الانتخابات من قبل لانه كان متأكدا من ان نظام مبارك سيحصل علي99% دون ان يدلي بصوته ولكن الان كل مصري حر في اختيار رئيسه ونحن نريد رئيسا محترما لتحقيق مطالب الشعب.. كما ذكرت الصحيفة ان أبرز مايقلق الناخب المصري ارتفاع مستوي الجريمة وتدهور الحالة الامنية لافتة الي مدي خطورة الطريق الدائري, الذي وصفته بغير الامن سواء بالليل أو النهار, لاسيما مع انتشار حالات الاختطاف وسرقة البنوك في أجزاء متفرقة من البلاد, وتعرض النساء للمضايقات من قبل سائقي التاكسي, حتي في وضح النهار. وذكرت الصحيفة ان انعدام سيادة القانون هو اكبر تغيير في الحياة اليومية منذ الثورة وهو القضية الابرز في سباق الرئاسة. وأن المرشحين الرئاسيين تعهدوا باستعادة الامن ليكون من أهم اولوياتهم حيث وعدوا بعودة الشرطة للعمل واستعادة المعنويات وتوفير تعليم لهم بشأن حقوق الانسان, لكن نغمة تناولهم للمشكلة قد لاتكون اكثر اختلافا. وأشارت الي انه في الوقت الذي يتحدث فيه مرشحان اسلاميان عن إصلاح قوة الشرطة. وبينما وصفت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية الانتخابات المصرية التي بدأت امس بانها انتخابات تاريخية ولكنها تتسم بأن التفاؤل فيها ضئيل جدا بل ومكتوم وأنها الانتخابات الرئاسية الاولي منذ اندلاع ثورات الربيع العربي وهي الاولي من نوعها منذ الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك. بينما وصفت صحيفة واشنطن بوست الامريكية الانتخابات بالتاريخية مؤكدة انها اتسمت بالاقبال القوي من قبل الناخبين في الوقت ذاته شابها القليل من مواطن الخلل. وأكد ديفيد دارير أحد المراقبين الأجانب علي الانتخابات أن السمة الغالبة علي الانتخابات الرئاسية هي البساطة بعكس الانتخابات البرلمانية التي وصفها بانها كانت اكثر تعقيدا. وبموجب تقارير ميدانية اولية عن الانتخابات, فإن مشاركة السيدات في التصويت كانت قوية ووفق ماقالته جين هارمان عضوة الكونجرس السابقة ومديرة مركز ويدرو ويلسون الدولي للباحثين انها شاركت في مناقشة بين اثنتين من الناخبات وخلال المناقشة قالت احداهما ان حقوقها لابد ان تكون مستمدة من القرآن الكريم, فيما عارضتها السيدة الأخري بشدة حيث أكدت ان الحقوق لابد وأن تكون مكفولة بالقانون. وصفت هارمان هذا النقاش بأنه رائع في الوقت الذي تقف فيه هاتان السيدتان في طابور واحد للتصويت لأحد المرشحين بغض النظر عن من سيكون الفائز فيها. وذكرت أن الانتخابات الرئاسية هي اكبر فائدة للثورة الشعبية التي اطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك. ولفتت الصحيفة الي أنه لايوجد من المرشحين من يتوقع التلاعب علي نطاق ما كان يحدث في العقود التي ضمنت انتصارات ساحقة للحزب الوطني, لكن الناخبين والسياسيين أعربوا عن مخاوفهم بشأن تلاعب محتمل وغيره من المخالفات. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن إقبال المصريين الكبير أمس علي المشاركة في انتخابات الرئاسة التاريخية يعد اختبارا لمفهوم الديمقراطية الوليدة في العالم العربي.