نعيش في هذا الأسبوع ذكري موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب والكتاب الذي أصدره المشروع القومي للحفاظ علي تراث الموسيقي العربية والذي قام بتنفيذه مركز المعلومات ودعم إتخاذ القرار التابع لرئاسة مجلس الوزراء بالتعاون مع المركز الثقافي القومي( دار الأوبرا المصرية). الكتاب يحتوي علي كل أعمال الموسيقار الكبير ويتكون من ثلاثة أبواب والباب الرابع هو مقدمة والسيرة الذاتية للفنان محمد عبد الوهاب باختصار( نشأته وطفولته وبداية دراسته التخصصية) وبعد مقدمة الكتاب واعتباره الباب الأول يكون الباب الثاني هو فهرست أغاني محمد عبد الوهاب ابتدأ بالأغاني التي تبدأ بحرف الألف وتنتهي بالأغاني التي تبدأ بحرف الياء. ومجموع الأغاني التي تبدأ بحرف الألف مائة وعشرون أغنية وليست كلها من غنائه كان نصيبه سبعون أغنية وخمسين لمطربين ومطربات عصره( ليلي مراد ونجاة الصغيرة وصباح ونور الهدي وشادية وعبد الحليم حافظ وفايدة كامل ووردة الجزائرية) وهذا يؤكد براعته وعظمته في الغناء والتلحين وهذا الأسطورة مطرب الشعب ومطرب الملوك والأمراء وموسيقار الأجيال كان يعيش في محرابه الفني وكان يقدس العمل ويعطي كل كلمة حقها في التلحين وطرق كل الأبواب وكان دائما الأول حتي أنه قدم ألحانا لإسماعيل ياسين وشكوكو وسعاد مكاوي. وثقافة عبد الوهاب ونشأته الدينية وحفظه القرآن وعلاقته بأمير الشعراء أحمد شوقي خلقت شخصية فنية قادرة علي هذا العطاء المتميز والذي نعيش ونستمتع بسماعه حتي الآن. وفي الربع الأول من القرن العشرين خطا فن الغناء المصري خطوة جديدة علي يد الشيخ سيد درويش وانتقلنا من عنصر التطريب الي عنصر التعبير والاثنين معا وأسند الشيخ سيد درويش دور البطولة في مسرحية شهر زاد للمطرب عبد الوهاب وكتبت الأقدار لهذا المطرب أن يحمل راية التجديد بعد رحيل الشيخ سيد درويش سنة1923( عمر سيد درويش الفني خمس سنوات فقط) وحمل الراية عبد الوهاب حتي رحيله سنة1991 عن عمر يزيد علي التسعين عاما. والباب الثالث في هذا الكتاب عن إجمالي أعمال عبد الوهاب الموسيقية وينقسم التأليف الموسيقي الي نوعين التأليف الغنائي والتأليف الآلي الغنائي يختص بالأعمال التي تنم علي الكلمة المؤلفة( شعرا أو زجلا) أما التأليف الالي فهو المقطوعة الموسيقية التي تؤلف للعزف علي الآلات فقط دون غناء ويعتبر عبد الوهاب من أشهر ملحني القصائد حيث قام بتلحين تسع وسبعين قصيدة وتتألف القصيدة من مجموعة أبيات شعرية ذات القافية الواحدة والبحر الشعري الواحد. والباب الرابع من هذا الكتاب( أعمال عبدالوهاب مع الزمن) لحن عبد الوهاب واحدا وخمسين في فترة العشرينيات وثلاث وسبعين أغنية في فترة الثلاثينيات من القرن الماضي وفي فترة الأربعينيات أربع وثمانين أغنية وفترة الأربعينيات والخمسينيات من أزهي الأعمال وتخطت فيها أعماله أكثر من خمس وثمانين أغنية وبدأ العدد ينخفض حتي نهاية مشواره الفني وفي الإحصائية نفسها يحصل المؤلف حسين السيد علي نصيب الأسد في أعمال عبد الوهاب والنسبة27,2 ثم أحمد رامي9,7% مأمون الشناوي6/7% أحمد شوقي6,5% أمين عزت الهجين4.2% أحمد شفيق كامل3.9% أحمد عبد المجيد3.7% والباقي37.1% تشمل بقية المؤلفين وبعيدا عن هذه المعلومات الجافة أرجو أن يمنحني الله الصحة والمقدرة لأكتب لكم المواقف والمقامات التي استخدمها في كل هذه الأعمال.