توالت الخسائر المالية والفنية علي العديد من الأندية خلال الساعات الأخيرة مع تصاعد ظاهرة التوقيع المجاني للاعبين لمصلحة أندية أخري غير المنتمين لها في ظل انتهاء عقودهم في مايو المقبل وفشل إدارتهم في التوصل إلي حلول معهم. الأيام الماضية شهدت تصعيدا مثيرا في ظاهرة الانتقالات المجانية التي بدأت تتسارع أحداثها لتستفيد منها أندية الشركات علي حساب الفرق الجماهيرية التي تعاني حاليا. وتشير خريطة الأزمة إلي معاناة أندية من رحيل لاعبين رسميا, بينما تواجه أندية أخري المصير نفسه في الزمالك لا حديث حاليا سوي عن تحديد مصير عبدالواحد السيد35 عاما حارس المرمي وقائد الفريق والحارس الأول للفريق منذ عام.1998 وينتهي عقد عبدالواحد السيد مع الزمالك منتصف مايو المقبل حال عدم استكمال بطولة كأس مصر لهذا الموسم وتعد تلك هي المرة الأولي التي يتأجل فيها تجديد عقد الحارس المخضرم مع الزمالك لما قبل نهاية عقده بأيام. ويدور جدل واسع في النادي حول ملف التجديد لعبد الواحد السيد سببه الرئيسي عدم تقديم إدارة النادي عرضا ماليا للحارس المخضرم يتساوي به مع الفئة الأولي التي تتخطي رواتبها السنوية حاجز5 ملايين جنيه سنويا أو مساواته بأحمد حسن كابتن المنتخب وأكبر لاعبي الفريق سنا ويتقاضي3 ملايين و500 ألف جنيه. ولم تزد العروض المالية المقدمة للحارس المخضرم سواء في عهد المستشار جلال إبراهيم رئيس النادي السابق أو عهد ممدوح عباس الرئيس الحالي حاجز المليونين و500 ألف جنيه وهي أقل من قيمة عقد الحارس في عقده الذي ينتهي بعد أيام معدودة. ومن حين إلي آخر, يتجدد الخلاف بين الحارس والإدارة حول العقد مع ظهور تصريحات لعبد الواحد السيد يؤكد فيها حسمه لأمر رحيله خلال أيام ثم يجري الاحتواء لتتجدد بعدها, والمثير أن الزمالك لم يجدد عقد كابتن الفريق في الوقت الذي جدد عقد حسام عرفات رأس الحربة الذي وقع ل3 مواسم مقبلة قبل أن تجري الموافقة له علي الإعارة لبتروجت لمدة6 أشهر في يناير الماضي قبل تجميد نشاط المسابقات المحلية من قبل اتحاد كرة القدم. ولدي الغريم التقليدي( الأهلي) لاعب آخر من أبنائه ينتهي عقده بعد أيام ولم يتم حسم التجديد له طوال الفترة الماضية, هو أحمد السيد(32 عاما) قلب الدفاع وأحد أقدم اللاعبين وهو مقيد ضمن قائمة الفريق الأول ل12 موسما متصلا. ويمثل التجديد لأحمد السيد جدلا واسعا.. فاللاعب رفض التوقيع قبل يناير بسبب جلوسه علي دكة البدلاء لكل من وائل جمعة ومحمد نجيب ثم عاد للعب أساسيا من حين إلي آخر بعد تعرض جمعة ونجيب للإصابة, ولكن بقي ملف تجديد عقده مثار خلاف في ظل تمسك أحمد السيد بأن يتم تقديره ماليا وينال عقدا لا تقل قيمته عن مليونين و500 ألف جنيه سنويا في ظل حصول مدافعين وافدين للأهلي في آخر3 أعوام علي رواتب سنوية تفوق ما يحصل عليه اللاعب من ناديه.. والمثير أنه قبل تجميد النشاط كان أحمد السيد في طريقه للانتقال إلي المصري البورسعيدي أو إنبي بعد تلقيه عروضا شفهية ورسمية في حال عدم تجديده لعقده في الأهلي. وللأهلي تجربة مثل الزمالك.. فهو لم يجدد عقد لاعبه المخضرم في الوقت الذي جدد عقود لاعبين صغار السن مثل شهاب الدين أحمد لاعب الوسط المدافع الذي كان في طريقه قبل تجميد الموسم للانتقال لأحد الأندية معارا لمدة6 أشهر في ظل عدم مشاركته أساسيا وخروجه من حسابات مانويل جوزيه المدير الفني للفريق في عدد كبير من مباريات الموسمين الماضيين والمجمد. ويعتبر فريق الكرة الأول بالنادي الإسماعيلي أكبر ضحية بين الفرق المختلفة بعدما رحل عنه لاعبون بصفة رسمية ووقعوا لأندية أخري, رافضين تجديد العقود بسبب الخلافات حول الراتب السنوي وعدم وجود موارد مالية لدي إدارة الدراويش تساعده علي الوفاء بمطالب لاعبيه. وشهدت الأيام الماضية هوجة رحيل رسمية بدأها أحمد سمير فرج(26 عاما)الظهير الأيسر الدولي الذي اختار التوقيع لفريق ليرس البلجيكي في صفقة انتقال حر ولم يجدد لمصلحة الإسماعيلي لينهي علاقة دامت أكثر من4 أعوام ارتدي فيها القميض الأصفر. وما أقدم عليه أحمد سمير فرج شجع لاعبين آخرين علي اتخاذ الخطوة نفسها والرحيل لأندية أخري.. وفجر أحمد صديق(29 عاما) الظهير الأيمن وأحد الركائز الأساسية ل3 مواسم متتالية قنبلة من العيار الثقيل بالتوقيع لفريقه السابق الأهلي لمدة3 مواسم بعد مفاوضات طويلة اطمأن فيها صديق علي رغبة البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني في استعادته. وتلقت الجماهير ضربة قوية مصدرها إنبي البترولي الذي نجح في خطف لاعب آخر يعد من أبناء الإسماعيلي وتربي بين جدرانه وهو عبدالله الشحات(25 عاما)الجوكر, الذي يجيد اللعب في أكثر من مركز بالوسط والدفاع.. ووقع الشحات لإنبي في صفقة انتقل حر يتخطي فيها راتبه السنوي حاجز المليون و250 ألف جنيه.. وجاء توقيع الشحات لإنبي بعد فشل إدارة الإسماعيلي في تلبية مطالب اللاعب بالحصول علي مقدم الموسم الأول كاملا عند التوقيع للتجديد.. وكان الشحات يريد الحصول علي مليون و500 ألف جنيه في ظل وجود مشكلات مالية له يسعي للانتهاء منها من خلال عقده الجديد. ويملك الإسماعيلي قنبلة أخري بطلها مدافعه المخضرم المعتصم سالم(32 عاما) الذي لم يتم حسم التجديد له ويمكن للاعب التوقيع لأي ناد والرحيل المجاني ليصنع عندها خسارة مالية ضخمة للدراويش الذي رفض عروضا بالجملة في آخر موسمين لبيع اللاعب, أبرزها عرض الأهلي بخمسة ملايين جنيه في صيف عام2010 ثم عرض آخر من مصر المقاصة بمليونين و250 ألف جنيه في شتاء عام2011, ويسعي اللاعب للانتقال لأحد الأندية القاهرية في حالة عدم تجديده لعقده مع الدراويش. وظهرت خسائر أخري في ناد جماهيري آخر هو المصري البورسعيدي المبعد عن المسابقات المحلية لمدة موسمين بعد أحداث مجزرة بورسعيد الشهيرة مطلع فبراير الماضي. وما أن صدر قرار التجميد والاستبعاد من قبل اتحاد الكرة, حتي انهارت مفاوضات كامل أبو علي رئيس النادي مع لاعبيه الذين كانت عقودهم تنتهي في صيف العام الحالي.. ووقعوا سريعا لأندية محلية أخري دون انتظار لتحديد مصير المصري من العودة لبطولة الدوري الممتاز. أول من رحلوا بصورة رسمية كان عبدالسلام نجاح(28 عاما)مهاجم الفريق الذي وقع عقدا مع إنبي لثلاثة مواسم مقبلة نظير4 ملايين و500 ألف جنيه وبعد مفاوضات قصيرة له مع حسام البدري المدير الفني للفريق البترولي وإخطار اللاعب بعدها إدارة النادي البورسعيدي بقرار الرحيل والتوقيع لإنبي. وبعد هذه الواقعة, ظهر في الكادر لاعب آخر من الأعمدة الأساسية لم ينتظر تجديد عقده أو حسم ناديه لمصيره وهو أحمد فوزي(28 عاما) الظهير الأيمن الذي أكمل إجراءات توقيعه لوادي دجلة لمدة3 مواسم مقبلة نظير3 ملايين و300 ألف جنيه, كما جاء اتفاقه مع النادي القاهري. وكان أحمد فوزي قريبا من الانتقال إلي الزمالك, ولكن تجمدت المفاوضات في اللحظات الأخيرة لينضم إلي وادي دجلة, وفي الوقت الحالي يوجد لاعب ثالث تأكد رحيله وعدم تجديده لعقده ولكنه لم يحسم بعد موقفه النهائي بشأن وجهته المقبلة, وهو أمير عبدالحميد(32 عاما) حارس مرمي الفريق والذي كان يتقاسم مع أحمد الشناوي حراسة مرمي المصري.. وسر تأجيل أمير عبدالحميد لوجهته المقبلة هي انتظاره لتفعيل اتفاقه السابق مع الجهاز الفني للزمالك بقيادة حسن شحاتة بشأن الانتقال إلي الفريق الأبيض الذي يرغب في التعاقد مع حارس آخر بجانب عبد الواحد السيد ومحمود عبدالرحيم جنش. ويواجه فريق آخر كان ينافس علي لقب الدوري قبل تجميد الموسم وظل متصدرا للقمة المصير نفسه.. فلديه عنصر أساسي لم يجدد عقده ولا توجد له نوايا للتمديد, ويسعي للرحيل عن صفوف الفريق ويفاضل بين عروض من الأهلي والزمالك داخل مصر وأخري أوروبية.. اللاعب هو أحمد سعيد أوكا(28 عاما) قلب دفاع الفريق وأحد عناصر المنتخب الوطني. ويرفض أوكا التجديد لحرس الحدود بداعي البحث عن تجربة جديدة بعد أكثر من5 أعوام ارتدي فيها قميص الحدود.. وفي الوقت نفسه تعرض لإغراءات هائلة من الأندية الجماهيرية الكبري في مصر مثل الأهلي والزمالك وأخري من وادي دجلة الذي كثف من مفاوضاته مع اللاعب.. وهناك أندية أخري بدأت تتضرر من التوقيع المجاني ولديها تأجيل مستمر في حسم ملف تجديد العقود.