قصة حزينة تابعها الملايين منذ سقوط الطائرة الشراعية الصغيرة التي كان عليها الأخ الاصغر لرئيس دولة الإمارات الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان في احدي البحيرات القريبة من العاصمة المغربية الرباط. وعلي مدي الأيام الخمسة التي شهدت عمليات البحث الواسعة سجلت المواقع الاخبارية مشاركة غير مسبوقة من اشخاص عاديين عبروا عن مشاعر مخلصة تراوحت بين الرجاء بأن يتم العثور عليه حيا, إلي أن تم الاعلان رسميا عن وفاته فإذا بالمواقع تمتلئ بكلمات العزاء والمواساة الصادقة في اجماع نادر بين مختلف الدول العربية. كان لافتا أن الاهتمام والمتابعة يعود في الأساس إلي أن الفقيد هو نجل الشيخ زايد آل نهيان- رحمهسس الله- مما يؤكد ان ذاكرة الشعوب لا تنسي- ليس فقط لكونه مؤسس دولة الإمارات وانما باعتباره زعيما عربيا امتلك البصيرة والرؤية النافذة الصحيحة في أوقات الشدة والأزمات المتعاقبة التي مرت علي الأمة, وظل في كل الاحوال متمسكا بثوابت رأي فيها طوق النجاة من المخططات الهادفة لزرع الفتنة والانقسام في المنطقة. وكان لافتا ايضا أن مشاعر المصريين قد تدفقت في تلك المواقع للاشادة بمواقف الشيخ زايد, معتبرة أن الحادث الذي وقع لواحد من ابنائه يصيبهم تماما كما اصاب أهله وعشيرته.. كلمات صادقة وخالصة لاتزال موجودة علي الانترنت وقد عبرت في البداية عن الرجاء والأمل ثم انتهت بالعزاء والمواساة في الفقيد. تحولت المواقع إلي استفتاء شعبي يظهر ان الخصال الفريدة التي تمتع بها الشيخ زايد لا تموت وانها تظل باقية في وجدان الشعوب والأفراد. ولم تتطرق المشاركات إلي كون الفقيد رئيسا لأكبر صناديق الاستثمار في العالم, ولكنها توقفت فقط أمام عزوفه وزهده في الاضواء والشهرة علي الرغم من أن اعماله كانت تمتد إلي كل القارات باستثمارات تتجاوز ستمائة مليار دولار, الأمر الذي ادي إلي اختياره ضمن قائمة أكثر الشخصيات نفوذا في العالم, ولكننا لم نره أو نسمع عن تفاصيل حياته إلا بعد أن سقطت الطائرة الصغيرة. [email protected]