اختفت الأراضي الزراعية في محافظة سوهاج نتيجة حالات التعدي الكثيرة التي تتم تحت سمع وبصر الوحدات المحلية والجهات الأمنية والجمعيات الزراعية التي لم تقم بتحرير أي محاضر للمخالفين بالبناء علي الرقعة الزراعية. مما سيكون له العديد من الآثار السلبية علي حجم إنتاجية المحافظة من المحاصيل الزراعية في السنوات القادمة خاصة القمح, حيث إن الأراضي في سوهاج من أجود الأراضي الزراعية. يقول محمد عبدالفتاح من أهالي مركز سوهاج: استغل عدد كبير من المواطنين بكل قري ومدن محافظة سوهاج ثورة25 يناير وقاموا بالبناء علي الأراضي الزراعية التي يملكونها في معظم قري ومراكز المحافظة وضربوا عرض الحائط بتصريحات اللواء وضاح الحمزاوي محافظ سوهاج التي طالب فيها الأهالي بعدم الانصياع ولمجموعة المخالفين الذين قاموا بالتعدي علي المساحة الخضراء التي يمتلكونها وتسابق الأهالي في البناء بصورة ملحوظة نتج عنها اختفاء اللون الأخضر من الأرض وإنشاء المباني بالطوب الجيري مما يهدد بتدمير مساحات شاسعة من الرقعة الزراعية إذا لم يتم التصدي لها بحزم وتنفيذ قرارات الإزالة فورا لردع المخالفين. ويضيف صالح علام من مركز طما أن معظم المواطنين بقري ومركز طما باستغلال دور الأجهزة المعنية نظرا للظروف التي تمر بها البلاد, وقاموا بالتعدي علي الرقعة الزراعية وتحويلها إلي أرض مبان لتحقيق ربحية أكبر لهم وزيادة أسعار المباني المجاورة وأن التعديات علي الأراضي الزراعية ليست وليدة ثورة25 يناير ولكنها منذ سنوات تنتشر التعديات والمباني المخالفة حيث يقوم بعض الأهالي بتبوير الأراضي وتحويلها إلي شون لمواد البناء, والغريب في الأمر أن ذلك يحدث تحت مرأي ومسمع المسئولين بالمحافظة. ويشير فؤاد محمود من الأهالي إلي أن الأهالي يقومون بالبناء علي الزراعات بسبب الزحام داخل المنازل وتعدد أفراد الأسرة وبسبب غلاء المعيشة وارتفاع تكاليف الزواج حيث يضطر أفراد الأسرة والأحفاد إلي العيش ويبرر الأهالي ذلك بأنهم يعانون الأزمات في الإسكان تدفعهم إلي البناء علي الأراضي الزراعية. ويؤكد حسين إبراهيم من الأهالي ان نفس حالات التعدي تتكرر في جرجا والبلينا ودار السلام من حيث حجم التعديات علي الأراضي ونوعية البناء مثل بناء حظائر ماشية بالطوب الجيري الأبيض علي مساحات واسعة والبعض الآخر أقام عمارات متعددة الطوابق وفيللات محاطة بحدائق واسعة المساحة, أصحاب هذه المباني يجلسون فيها باستمرار لحراستها ولمواجهة أي مسئول يشرع في هدمها أو تحرير أي مخالفات لها. ويكشف السيد عبدالوهاب عن أن التعديات لاتقتصر علي الأراضي الزراعية فقط بل امتدت إلي الجسور والترع والمصارف وأراضي الأوقاف والتلال الأثرية, مشيرا إلي استغلال البعض لحالة الفراغ الأمني, ويضيف أن المشكلة خطيرة للغاية وتتطلب نشر الوعي بين المواطنين وتضافر كل الجهود ومنع التعديات ويوضح أن ثمة شعورا لدي المخالفين بأن الدولة لن تتمكن من تنفيذ الازالات لكثرتها ولضعف جهاز الشرطة في الوقت الحالي وهو ما يدفعهم إلي الاستمرار في التعديات بل إن بعض الأهالي لاتورعون عن البناء علي مساحة كبيرة تصل إلي فدان واحاطة مساحة أكبر بالأسوار تمهيدا لتبويرها. ومن جانبه, أوضح المهندس مصطفي عبدالفتاح وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة أن جهاز حماية أراضي الدولة قام بحصر كل التعديات بالبناء علي الأراضي الزراعية وعمل محاضر اثبات حالة وإيقاف وإرسال مذكرة بها إلي اللواء وضاح الحمزاوي محافظ سوهاج لاستصدار قرارات إزالة بشأنها. وأضاف أن عدد حالات التعدي من2003/3/12 حتي15 مارس2012 بلغت120511 حالة تعد علي مساحة5829 فدانا ما تمت إزالته29672 علي مساحة1398 مالم تتم إزالته90839. وأشار وكيل وزارة الزراعة إلي أن أكبر عدد حالات التعدي في مركز المراغة بعدد14552 حالة تعد علي مساحة603 أفدنة ما تمت إزالته2620 علي مساحة113 فدانا ومالم تتم إزالته11932 علي مساحة489 فدانا, وأقل المراكز في عدد حالات التعدي مركز ساقلتة حيث بلغ عدد حالات التعدي4107 علي مساحة164 فدانا. وأكد أن التعديات لم تقتصر علي البناء علي الأراضي الزراعية بل امتدت إلي المصارف والترع.