محل عم حسني الترزي المتخصص في تفصيل الملابس الحريمي, والرجالي الشباب والأولاد, الموجود بشارع مبارك المتفرع من الميدان الشاسع الفسيح الواسع في قلب العاصمة. قضي عم حسني الترزي ثلاثين عاما من عمره في تفصيل ملابس سكان الحي الواقع به دكانه, محل عم حسني الترزي به العديد من العمال الصبيان المساعدين له بالمحل, سكان المنطقة الكائن بها محل عم حسني الترزي كانوا قد اعتادوا موديلات الملابس التي يفصلها لهم عم حسني الترزي كانت تناسب أذواقهم نساء ورجالا شبابا وأطفالا مقاساتها مضبوطة تماما بالمازورة فوق تضاريس اجسامهم, ولدت علاقة صداقة وتعارف بين صبيان عم حسني الترزي المساعدين له وبين مجموعة من الترزية العاملين بالدفليهات المحيطة بالمنطقة, الواقع محل عم حسني الترزي بها لهم ملامح أجنبية بشرتهم شقراء عيونهم تتراوح بين اللون الازرق الفيروزي والاخضر الزرعي شعرهم الاصفر الذهبي منسدل منساب لأكتافهم, توطدت علاقة الصداقة بينهم وبين صبيان عم حسني الترزي المساعدين له يقومون بزيارتهم بمحل عم حسني الترزي خلسة من وراء ظهره يحرضون عمال حسني الترزي علي التمرد عليه وعصيانه بحجة كبر سنه وعمل احلال وتجديد وتغيير جذري لمحتويات المحل من ماكينات الخياطة وكتالوجات وموديلات الملابس مقصات دأبر وخيوط تفصيل الملابس بحجة موضتها وموديلاتها القديمة التي لاتناسب العصر الحالي استدرجوا عمال عم حسني الصبية المساعدين له للسفر للخارج لمدة خمس سنوات بإحدي الدول الاجنبية للتدريب علي تفصيل أحدث خطوط الموضة بأحد بيوت الأزياء العالمية وعند عودتهم تمردوا علي عم حسني الترزي واطاحوا به بتحريض من اصدقائهم اصحاب الملامح الخواجاتي وبعد ان انتهوا من عملية الاحلال والتجديد بمحل عم حسني الترزي وتزويده بالماكينات الحديثة في الخياطة والتفصيل وتطعيمه باحدث كتالوجات الموضة العالمية وبعد اربعة عشر شهرا تقريبا قضوها في التدريب والاعداد لكرنفال عارضي الازياء بالمنطقة الشهيرة بالميدان الفسيح الواسع بوسط العاصمة الموجود بها محل عم حسني الترزي وفي الموعد المحدد لافتتاح كرنفال العرض ودعوة زبائن عم حسني الترزي من الرجال والنساء والاطفال والكبار لعرض الازياء وبعد تجربتهم الملابس الحديثة المفصلة علي احدث خطوط الازياء والموضة العالمية شعروا بعد ارتدائها كأنهم اراجوزات بملابس حديثة لا تناسب اذواقهم ومقاساتها غير منضبطة فوق اجسامهم فانصرفوا من عرض الازياء وقاموا بمقاطعته وعادوا لمحل عم حسني الترزي الذي تناسب موديلاته وتفصيلاته ملابسهم لمدة ثلاثين عاما. نادر المغيني القاهرة