اكد الفنان التشكيلي احمد شيحة انه لا خوف علي الفن من صعود التيار الإسلامي للسلطة حيث طبيعة المصريين عبر التاريخ وقدرة هذا الشعب علي تمصير كل النظريات الانسانية وتصدير فنون تناسب كل مرحلة تاريخية مشيرا إلي ان الهوية المصرية قادرة علي استشراف المستقبل والتعاطي مع طبيعة كل عصر, واشار إلي انه قدم في معرضه الاخير الذي اقيم بدار الاوبرا احدث اعماله التي قام بتنفيذها بعد ثورة25 يناير وقد جاءت معبرة عما يفيض به قلبه وعقله وفنه, وانه حاول ان يوثق المتغيرات ويعلن انه مازال في قلب الحدث يقاوم الجهل والقبح والرجعية, معبرا عن التحول الكبير الذي تشهده مصر, في الأحداث اليومية المتلاحقة والصور التي تغزونا في كل لحظة. شيحة فنان استطاع ان يحجز له ولمصر مكانا بارزا في مصاف الفنانين التشكيليين في العالم, التقيناه في هذا الحوار وسألناه عن أمور عديدة منها مستقبل الفن التشكيلي بعد الثورة وتأثيرها علي شباب التشكيليين واستلهام روح مصر في اعمالهم: * معرضك الجديد يحمل تغييرا شاملا لأسلوبك الفني هل لنا من ايضاح عملي لهذه المقولة؟ ** لم يحدث تغيير في اسلوبي الفني, لان لكل فنان بصمته التي تدل عليه, لكن وراء هذه الاعمال حدثا تاريخيا استلهم الطاقة الهائلة لروح مصر التي ظهرت في ميدان التحرير يوم25 يناير وما تلاه, فتجد في بعض اعمالي تدفقا شديدا للضوء واحيانا تري الافق مظلما وداكنا يخرج منه العلم المصري وكأنه يخترق الظلمه إلي مستقبل أفضل. * مادلالة التجسيد والتجريد في أعمالك الأخيره؟ ** دائما ما تكون له دلالته علي العمل الفني لكن المعضلة هي التي فرضت علي الشكل التركيبي الذي وصلت اليه في اعمالي الأخيرة, فهذا الشكل الذي يجمع بين التجسيد والتجريد, وبين الرسم والنحت والنقش والتلوين, فمن السهل ان نرد هذه الاشكال إلي اصولها في الفن المصري القديم, حيث نري الجداريات الرائعة التي تجمع بين النقش البارز والنقش الغائر, وبين الخطوط والألوان, لكن الصلة واضحة بين اعمالي وفن التركيب المعاصر الذي نستخدم فيه الرسوم والألوان والعجائن والمعادن وسواها من المواد المستخدمة في حياتنا العصرية. * لماذا التباعد الزمني بين معارضك التي كان اخرها منذ ثلاث سنوات تقريبا؟ ** انا متفرغ تمام اللفن, ومعظم وقتي اقضيه في مرسمي بجوار لوحاتي, اما عن طول الفترة بين معارضي فهي بالنسبة لي فترة تفكير ومجهود مضن لهضم الاحداث التاريخية المتلاحقة التي تمر بها مصر الان فلابد ان تأخذ الفكرة وقتها, والمهم تقديم الجديد من حيث الفكرة والتكنيك في العمل. * هل تري أن أحداث25 يناير أخذت حقها في تعبير الفنانيين التشكيليين خاصة الشباب؟ ** أري أن شباب الفنانين لابد أن يتعرفوا جيدا علي مصر فمثلا شعار ارفع راسك فوق انت مصري يجب ان نوضح لهم عن طريق الفن قيمه مصر التاريخية ولماذا يرفع الانسان رأسه عاليا ففي معرض لي بامريكا قال لي مستر روبرت كينير استاذ الدراسات الخلاقة بالجامعة الامريكية ان هذه الاعمال تدلل علي ان الحضارة المصرية القديمة مستمرة حتي الان ومتوارثة في ابنائها من جيل إلي جيل. * هل هناك تخوف علي الفن من وصول الاسلاميين للسلطة؟ ** اطلاقا لا يوجد اي تخوف علي الفن التشكيلي من صعود التيار الإسلامي.. مصر ستمصر اي شئ كما مصرته من قبل,فكان الدين يسمي باسم الامم مثل مصر القبطية وبعد دخول الاسلام من دخل ومن أبي فثورة25 يناير هي التي استدعت روح مصر الحقيقية وجعلت الجميع علي قلب رجل واحد. * ما رأيك في التصريحات التي جاءت أخيرا حول تغطية التماثيل الفنية بالشمع؟ ** التصاريح الهوجاء التي جاءت عن تغطية التماثيل بالشمع لان بها شبه حرام تعبر عن الجهل الشديد بقيمة حضارة مصر الذي يحترمها العالم بأسره وهذا غير موجود في تقاليدنا ولا ديننا, ولن نقبل إهانة من أي جهة كانت تمس حضارتنا الخالدة ولن نقبل بأي حال من يحاول تقسيم ابنائها إلي طوائف فنحن عنصر واحد وأمة واحدة ولن نقبل من يفرض علي المبدعين اي شروط مسبقة لأنها تنافي شرعية الابداع وان تكون الحرية هي شرط أساسي للمبدعين. * هل يمكن اعداد مشروع متكامل بتجميع اعمال الفنانين الشباب عن الثورة في معرض واحد؟ ** نعم يوجد معرض جماعي للشباب الفنانين في قصر الفنون بالأوبرا معبرا عن الثورة ولكل جيل رؤيته في مسألة التغيير الشامل التي تمر بها مصر حاليا وكل فنان لديه نبوءته يعبر عنها في اعماله. * وماذا عن ابحاثك الفنية؟ ** لقد كرست كل ابحاثي الفنية ونشاطي الابداعي من خلال تلك الرؤي للهوية المصرية وقدرتها علي استشراف المستقبل والتعاطي مع العصر بكل ما فيه من تنوع وتقدم ورقي بأعمال صريحة لجمهور المتلقي, فالفنان بدافع ويذود مصر بإبداعه لعلها تستعيد ادوارها وفنونها فبطمي النيل ورمل الصحراء وتراب المدن الذي شهد دماء الشهداء وعرق الكادحين وارجل كل من خطي عليه وضعتها علي اسطح لوحاتي, ليكون شهادة من ارض مصر وتخبرنا بما حدث في بر مصر للتاريخ وللعالم كله.