كلاكيت ثالث مرة.. المغرب خارج أمم افريقيا من الدور الأول.. حقيقة تكررت مع اعلان خروج المنتخب المغربي لكرة القدم من منافسات الدور الأول لبطولة كأس الامم الافريقية المقامة حاليا في غينيا الاستوائية والجابون. بعد خسارته مباراتيه امام تونس والجابون ضمن منافسات المجموعة الثالثة, وباتت معها مباراته مع النيجر في الجولة الاخيرة تحصيل حاصل. خروج المغرب كان مفاجأة بكل المقاييس بعدما اشارت كل التوقعات الي دخوله في دائرة المنافسة وبلوغ الدور قبل النهائي علي أدني تقدير بعد قدومه بجيل كامل من المحترفين في اوروبا, الي جانب انهاء الاتحاد المغربي لكرة القدم أزمة المكافآت المالية برصد200 ألف يورو لكل لاعب في حالة التتويج. وهناك أسباب وراء استمرار انهيار دولة الكرة في منتخب المغرب قاريا, ويتصدرها في بادئ الأمر ايريك جيريتس المدير الفني البلجيكي الذي فتح الباب علي مصراعيه للمجاملة في اختيارات القائمة المسافرة الي المنتخب ابرزها ضمه لمروان الشماخ مهاجم ارسنال الانجليزي رغم غيابه عن المباريات منذ بداية الموسم, والطريف ان هذا المبرر الغياب عن المباريات كان السبب الذي اعلنه جيريتس عندما قرر استبعاد منير الحمداوي مهاجم أياكس امستردام الهولندي من القائمة. وعندما بدأت البطولة كانت هناك مجاملات في التشكيلة ابرزها اطاحته بيوسف العربي مهاجم الهلال السعودي من التشكيلة الاساسية رغم انه المهاجم الاجهز فنيا في اسود الاطلسي, وايضا استبعاده ليوسف حاجي من تشكيلته الاساسية ووضعه بديلا منذ خوضه اول مبارياته امام تونس, رغم اجادته في النصف الاول بالدور الفرنسي لهذا الموسم وامتلاكه الخبرة. ويعاب علي المدير الفني اهداره فرصة اداء المنتخب برنامجا تدريبيا وفترة اعداد قوية بعد اختياره مدينة ماربيا الاسبانية محلا لاقامة معسكر مغلق بالرغم من اختلاف الاجواء هناك عما هي في الجابون, بالاضافة الي عدم اداء مباريات ودية قوية مع منتخبات افريقيا يمنح منها لاعبيه خبرات مبكرة, واكتفي بملاقاة فرق مثل جراسهوبر السويسري في المعسكر الاسباني, وهو المعسكر الذي كان محور انتقادات واسعة من وسائل الاعلام المغربية قبل انطلاق البطولة وتوقعت ان يعاني اللاعبون من سوء الإعداد والتراجع في المستوي عندما تنطلق منافسات البطولة القارية خاصة وان المجموعة المختارة في القائمة لم تشارك في اية مباريات برفقة فرقها الاوروبية منذ ديسمبر الماضي بسبب العطلة الشتوية. ومع بدء البطولة لم يكن المنتخب المغربي مؤهلا علي تحمل ضغط المباريات القوية, وظهر لاعبوه في حالة يرثي لها فنيا وبدنيا. ولم يفطن المدرب البلجيكي الي الحالة السيئة التي كان عليها خط هجومه الذي ضم لاعبين هم مروان الشماخ ومبارك بوصوفة ونور الدين المرابط ويوسف حاجي ويوسف العربي ولم ينجح الهجوم في تسجيل أي أهداف في أول مباراتين وجاءت الأهداف الثلاثة التي أحرزها المنتخب عن طريق لاعب واحد هو حسين خرجة كابتن المنتخب ولاعب وسط فيرونتينا الايطالي. ومن ينظر إلي نتائج اسود أطلس منذ الحصول علي وصافة كأس امم افريقيا عام2004 في تونس يجد أن الكرة المغربية عاشت8 أعوام عجاف, لم تحقق فيها أي انجازات وعاني المنتخب من انهيار في المستوي والنتائج, وعلي صعيد كأس الأمم الافريقية ودع المنتخب المغربي الدور الاول3 مرات متتالية أعوام2006 بالقاهرة و2008 في غانا و2012 في الجابون. بخلاف الاخفاق في التأهل الي نهائيات كأس انجولا نسخة عام2010, وفي نفس الوقت فشل المنتخب المغربي في التأهل الي نهائيات كأس العالم مرتين متتاليتين عامي2006,.2010 وعاش المنتخب المغرب في تلك السنوات حقبة من عدم الاستقرار الفني بسبب التعاقدات العديدة مع مديرين فنيين تولوا مهمة تدريب المنتخب, وليست مبالغة اذا ما قيل في المغرب ان رحيل بادو الزاكي عن تدريب المنتخب في عام2005 هو بداية الانهيار خاصة وان الزاكي وقتها نجح في بناء جيل واعد من اللاعبين حقق به انجاز التأهل الي نهائي أمم افريقيا بالاضافة الي الخروج بصعوبة من تصفيات كاس العالم بألمانيا في اللحظات الاخيرة. ومنذ رحيل بادو الزاكي استعانت المغرب بالعديد من الاسماء بدأت بمحمد فاخر الذي لم يستمر سوي6 أشهر ورحل عن منصبه بعد اخفاق الخروج المبكر من نهائيات أمم افريقيا, يضاف اليه فيما بعد هنري ميشيل المدير الفني الفرنسي الذي ترك منصبه في غانا بعد اخفاق الخروج من الدور الاول لأمم افريقيا2008 وفشل الوطني فوزي جمال في البقاء بعد اخفاقه في تصفيات افريقيا المؤهلة لأمم افريقيا, وكذلك نهائيات كأس العالم في عام2010, وبلغ عدد المديرين الفنيين الذين قادوا المغرب خلال حقبة الاعوام الثمانية الأخيرة7 مابين مؤقتين, ومدربين رحلوا مع كل اخفاق.