عاد المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة والوفد المرافق له إلي القاهرة مساء أمس بعد زيارة سريعة لليبيا استغرقت عدة ساعات أجري خلالها محادثات مهمة مع الجانب الليبي, تناولت دعم التعاون المشترك في جميع المجالات وتطورات الأوضاع علي الساحتين الداخليتين بالبلدين. وبحث المشير طنطاوي في لقائه مع المستشار مصطفي عبدالجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي, والدكتور عبدالرحيم الكيب رئيس الوزراء الليبي سبل دعم مصر لليبيا في إعادة إعمار ليبيا وتحسين أوضاع العمالة المصرية, وزيادة الاستثمارات الليبية في مصر. وأكد البيان المشترك عقب المباحثات أن المشير طنطاوي والمستشار عبدالجليل أكدا ضرورة وأهمية تطبيق وتفعيل الاتفاقيات الثنائية بما يخدم مصلحة البلدين خاصة في المجالين الأمني والقضائي وضبط الحدود, وبناء القدرات, وإعادة الإعمار, وتنظيم العمالة وغيرها من المجالات التي تمت مناقشتها والاتفاق حولها في الاجتماع الوزاري بين الجانبين. كما جدد الجانبان حرصهما علي استمرار التشاور وتنسيق المواقف بينهما في المحافل الإقليمية والدولية بما يخدم أهداف البلدين. ومن جانبه, أعرب رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة المصرية عن تهانيه الحارة للشعب الليبي علي انتصار ثورته المباركة, ونيل الحرية, مشيدا بالروح القتالية لأبناء هذا الشعب رجالا ونساء وإصرارهم علي التضحية بأرواحهم من أجل انتصار ثورتهم ونيل حريتهم. في سياق متصل, أكد الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة إنه تم الاتفاق خلال الزيارة علي إعادة إعمار الشبكة الليبية للكهرباء من خلال التعاون بين الشركات المصرية والليبية العاملة في قطاع الكهرباء. كما تم الاتفاق علي أربعة مشروعات مشتركة في مجالات الإنشاءات والتركيبات والمحطات الكهربائية, بالإضافة إلي9 مشروعات في مجال التصميمات الهندسية لتلك المحطات, ومد خطوط الكهرباء للضغط العالي. وأشار وزير الكهرباء إلي أنه تم الاتفاق أيضا علي توقيع عقدين آخرين خلال الأيام المقبلة في قطاع الكهرباء. ومن جانبه, أكد الدكتور فتحي فكري وزير القوي العاملة والهجرة أنه تم الاتفاق علي التعاون بين الجانبين المصري والليبي علي تدريب العمالة المهنية والتخصصية الليبية من خلال مراكز التدريب المصرية المعتمدة. كما تم الاتفاق علي تدريب كوادر ليبية لتأهيل فريق وطني من المدربين الليبيين لعمل نهضة في العملية التدريبية. وأوضح أنه تم تفعيل برنامج الربط الإلكتروني بين الدولتين والنظر في إمكان توفير الخدمة عبر شبكة مكاتب العمل الليبية المنتشرة بجميع المناطق الليبية وتنظيم وتقنين أوضاع العمالة المصرية, وتيسير الإجراءات الخاصة بالتعاقد معها. وقال وزير التربية والتعليم جمال العربي إن الجانبين اتفقا علي عدد من المحاور الرئيسية للتعاون أهمها تدريب المعلمين الليبيين بالأكاديمية المهنية لمدد تتراوح ما بين أسبوع إلي ثلاثة أشهر. كما تم الاتفاق علي مساهمة الخبراء المصريين في تطوير المناهج الليبية وتوحيد المناهج بين البلدين, خاصة في العلوم, والرياضيات, واللغة العربية, واللغات, والتعاون في مجال تطوير المواد التعليمية, فضلا عن التعاون في مجال التقويم التربوي ومجال هيئة الأبنية التعليمية.