وصلت أحوال المستشفيات في مدينة اسيوط إلي حالة يرثي لها.. فلم تعد الإمكانات المادية بمفردها هي العائق امام تقديم خدمة صحية لمرضي اسيوط والصعيد بل ظهر الاهمال من العنصر البشري الذي يعد أسوأ حالا من عدم توافر الإمكانات. حيث غاب الأطباء وتحول مستشفي الحميات بقلب مدينة أسيوط إلي مزرعة للقطط والحيوانات الضالة التي باتت تشارك العاملين بالمستشفي والمرضي حياتهم بشكل مستمر فلا يستغرب أحدا أن تجد القطط في المكاتب الإدارية بالمستشفي أو المطبخ أو دورات المياه ناهيك عن العنابر ومخازن الأطعمة الملحقة بمطبخ المستشفي. ويعاني المستشفي من إهمال وتسيب صارخ حتي أن صرخات المواطنين والمرضي لم تعد شافعة ولا ومقاومة للإداريين والعاملين لمواجهة هذا الوضع ولوقف شبح الاهمال الذي يطارد المرضي. في البداية يقول حسن محمد محمود موظف إنني ذهبت لزيارة أحد أقربائي بمستشفي الحميات وفوجئت بهذا الجيش الكبير من القطط المختلفة الأنواع والأحجام التي تشارك المرضي عنابرهم بشكل دائم والتي تتغذي علي بقايا الطعام بل البعض منها يذهب إلي أبعد من ذلك بالنوم علي الأسرة وكأنهم محجوزون للعلاج. ويضيف حمدي عبدالله السيد مدرس إن غزو الحيوانات للمستشفي لم يكن وليد الساعة أو اليوم بل هو منذ فترة طويلة ولم تتحرك يد لطرد أو مقاومة هذه الحيوانات, حيث أنني ذهبت إلي المستشفي للعلاج وكانت القطط موجودة ولم تكن بهذا الكم الهائل من الأعداد التي اتخذت المستشفي مقرا دائما لها وهو ما يثير حفيظة المرضي الذين يخشون علي أنفسهم وعلي أطفالهم من الأمراض التي تنقلها تلك الحيوانات الضالة من قطط وفئران وكلاب وغيرها من الأنواع غير المتعارف عليها. ويوضح خالد سيد صالح مزارع أن لحظة دخولي إلي أحد العنابر فوجئت بصورة بشعة تمثل قمة الإهمال من قبل العاملين بالمستشفي, حيث يرقد أحد الأطفال علي أحد الأسرة بينما قام العاملون بالمستشفي بتركيب المحلول له ووضع الكيس علي شباك الغرفة حتي انتهت كمية المحلول تماما ولم تجد أمه وسيلة إلا الاستغاثة بالعاملين بالمستشفي لنزع خرطوم المحلول من ذراع طفلها الذي بدأ يتسرب إليه الدم من أوردة الطفل بعد أن انتهت كمية المحلول. وانتقد صلاح مجدي عامر موظف حال المستشفيات بأسيوط قائلا إن دخول أي مستشفي من مستشفيات أسيوط بات محفوفا بالمخاطر بسبب حالة التسيب واللامبالاة التي تسيطر علي الجهاز الإداري, حيث فضل الكثيرون من الأساتذة وكبار الأطباء العمل في عياداتهم الخاصة دون تكليف أنفسهم عناء المرور علي الأقسام أو متابعة أعمال مرءوسيهم من النواب والأطباء المساعدين, بالإضافة إلي عدم وجود رقابة فعالة من رؤسائهم وهو ما أدي إلي ضياع حقوق المرضي في تلقي خدمة علاجية عادية بل وازداد الأمر سوءا بعد أن خرج بعض المرضي بعاهات عقب الجراحة سواء نتيجة الاهمال أو التقصير أو ضعف المتابعة العلاجية بعد العمليات أو التسبب في إصابات مزمنة نتيجة أخطاء الأطباء أثناء الجراحات والأمثلة علي ذلك كثيرة ولا حصر لها وهو ما دعا المواطن الصعيدي لأن يضرب كفا بكف لما آل إليه حال المستشفيات بأسيوط التي باتت في احتياج لإجراء جراحة عاجلة لتعود كما كانت سابقا.