مأساة حقيقية يعيشها أهالي حي الأربعين بمدينة مبارك بأسيوط, من جراء الطفح المستمر للصرف الصحي الذي أغرق شوارع المدينة وسط عجز من شركة الصرف طوال الأربعة أشهر الماضية عن التوصل لسبب المشكلة الحقيقي أو الحل النهائي له مكتفية بالمسكنات الموضعية من خلال كسح المياه بالسيارات التي ما إن تنتهي من عملها حتي تعود المياه مرة أخري وتغرق الشوارع من جديد وهو مايترتب عليه إعاقة حركة السير والعديد من المشكلات التي يواجهها الأهالي. يقول خالد رفعت سيد من أهالي المدينة إننا أصبحنا في حالة يرثي لها بسبب الطفح المستمر لمياه الصرف الصحي التي أغرقت الشوارع وباتت من سمات المدينة المميزة, حيث اجتاحت المياه عددا كبيرا من شوارع المدينة وهو ما يكشف عن قصور كبير في شبكة الصرف الرئيسية دون أن يتحرك أحد من المسئولين. ويضيف علاء جلال أحمد من أهالي المدينة أن مايحدث هو أمر غريب للغاية حيث إن تلك المشكلة ظهرت منذ مايقرب من أربعة أشهر من خلال طفح محدود في خط الصرف الصحي الموجود بجوار جمعية الأسماك في مدخل المدينة, واستمر هذا الطفح لعدة أيام وبعد مرور أسبوع بدأ الأمر يتفاقم بعدما حدث طفح آخر في عدة مناطق مجاورة والحال كما هو المياه تغرق الشوارع والأزمة تتفاقم وفي ازدياد مستمر دون البحث عن سبب تلك الأزمة. وشاركه في الرأي محمد أحمد عبدالتواب من أهالي المدينة في أن وراء تفاقم الأزمة مسئولي شركة المياه والصرف الصحي, حيث تركوا الأمور كما هي مكتفين بارسال سيارات لكسح المياه علي فترات متباعدة دون البحث عن سبب اندفاع المياه من خطوط الصرف الصحي المسدودة ومتجاهلين الشكاوي والصرخات والاستغاثات التي قدمها أبناء المدينة للمسئولين خاصة بعدما تحولت الشوارع الي برك تطفو عليها الطحالب البحرية. ويوضح مجدي عبدالعال محمد من أهالي المدينة أن شوارع مدينة مبارك تحولت الي بحيرات مفتوحة للمواطنين بشكل مجاني وهو مادفع الأهالي للبحث عن قوارب مطاطية ليتمكنوا من خلالها من العبور إلي الضفة المقابلة لمساكنهم خاصة أن الشوارع معظمها تم رصفها حديثا هو ما أدي الي عدم تصريف المياه فتظل كما هي أسفل العقارات لعدة أيام متتالية وكأن أهالي المدينة يقيمون علي النيل مباشرة. وقال فتحي محمود عطا من أهالي المدينة إن شركة المياه دمرت البنية الأساسية للمدينة, حيث لم تكتف بتدمير شبكة الصرف الصحي بل قامت بترك المياه تغمر الطرق والشوارع الرئيسية بالمدينة والتي تم رصفها مؤخرا وهو ما أدي الي تآكل طبقات الاسفلت وتشققها وهو مايعني تدمير شبكة الطرق بالمدينة, والتي كبدت الدولة مبالغ طائلة لرصفها وبمنتهي الرعونة وعدم الوعي قضت علي تلك الطرق المستحدثة. ويشير حامد عبدالله همام من أهالي المدينة الي ان الأمر أصبح لا يطاق بسبب الروائح الكريهة وظهور جيل جديد من الحشرات التي تتسبب في نقل الأمراض المعدية والخطيرة بين الأهالي, هذا بالاضافة الي الخسائر المادية التي نتعرض لها من جراء غرق الشوارع من حيث عدم القدرة علي السير وارغامنا علي استدعاء سيارات خاصة أو تاكسي للتنقل.