رغم عودة أجواء المليونيات إلي ميدان التحرير.. ومشاركة مئات الآلاف في مظاهرات الأمس إلا أن هناك العديد من القوي السياسية والثورية قاطعت جمعة المطلب الوحيد وعلي رأسها الاحزاب الليبرالية واليسارية مثل احزاب الوفد والتجمع والمصريين الاحرار والمصري الديمقراطي الاجتماعي والوعي والكرامة والتنمية والمساواة فضلا عن الجبهة الحرة للتغيير السلمي والمجلس الوطني المصري. وأكد الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد أن مظاهرات جمعة المطلب الوحيد بالقاهرة والمحافظات تمثل الاحزاب والقوي السياسية التي شاركت فيها فقط ولا تمثل85 مليون مصري, موضحا أن المؤسسة الوحيدة التي يمكن أن تمثل كل المصريين هي البرلمان المقبل الذي سيتم انتخابه بإرادة الشعب ويكون معبرا عن جموع المصريين وليس مظاهرة الأمس ولا غيرها من المظاهرات علي حد قوله. وأوضح البدوي أن حق التظاهر مكفول لكل المصريين وهو أحد أهم وسائل التعبير عن الرأي قائلا إن تظاهرة الأمس هي وسيلة للتعبير عن رأي بعض القوي والاحزاب السياسية فيما يتعلق برفضها لوثيقة المبادئ الدستورية. وأرجع فؤاد بدراوي أمين عام حزب الوفد رفض بعض القوي المشاركة في المظاهرات إلي أن الحالة العامة في مصر الآن تستدعي تحقيق الاستقرار وعدم افتعال أزمات لاسيما قبيل الانتخابات البرلمانية المهمة. وأكد محمد سامي رئيس حزب الكرامة أن الحزب قرر عدم المشاركة في مليونية جمعة المطلب الواحد لأنها تمثل اضافة إلي حالة الاحتقان الموجود في الشارع وحسب قوله تؤدي إلي إحداث حالة فوضي تعطل مسيرة الانتخابات. وأرجع الدكتور هاني سري الدين عضو المجلس الرئاسي لحزب المصريين الأحرار أن الحزب قرر عدم المشاركة سعيا للوصول إلي حل أمثل مع القوي السياسية من خلال الجلوس علي موائد الحوار من أجل مصلحة الوطن لكي تستكمل القوي السياسية مشاوراتها من أجل مستقبل مصر في المرحلة المقبلة موضحا أن موقفهم كان واضحا منذ البداية برفض المشاركة في المليونية لأن الوثيقة في مجملها تدعم مدنية الدولة باستثناء ما اعترضت عليه القوي السياسية وتم تعديله كما أنها تتضمن نصوصا كاشفة تؤكد حقوق المواطن الاساسية كما أنها ارشادية فقط وغير ملزمة. وقال من حق أي قوة سياسية أن تعبر عن رأيها بالطرق السلمية لأن ذلك من صميم الديمقراطية. في سياق متصل وصف المهندس ممدوح حمزة رئيس المجلس الوطني المصري جمعة المطلب الوحيد ب'مليونية هدم الثورة' كما وصفها الدكتور عبدالجليل مصطفي المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير بأنها مليونية' اختطاف ميدان التحرير'. بينما وصفها البعض الآخر بأنها بمثابة' استعراض العضلات' ومحاولة من جانب التيارات الإسلامية للسيطرة علي البرلمان المقبل. فيما اختفت المسيرات الليبرالية التي كانت قد وصلت ميدان التحرير منذ الليلة قبل الماضية, مطالبة بمدنية الدولة, ورددت هتافات' ثورتنا شعبية لا إخوانية ولا سلفية'.