لي الفخر أنني أدافع بكل ما أملكه عن نظام الحكم في مصر.. وليس نظام الحكم في إيران, أو إسرائيل, أو سوريا, أو قطر, أو حزب الله.. لي الفخر أنني أعلن ولائي للرئيس العظيم محمد حسني مبارك.. لي الفخر أنني كنت معارضا صلبا.. أعارض من دماغي.. من اقتناعي.. من إيماني بما أعتقد أنه الصواب. كل ما أكتبه معلن.. منشور.. لا خفاء فيه. كنت معارضا حين كانت المعارضة خطرا.. مدفوع الثمن.. وحين كانت الكتابة الحرة.. إقداما يكسر حواجز الصمت.. لم أعارض حين تحولت المعارضة إلي سمسرة.. عافت نفسي المعارضة.. زهدت فيها.. نفرت منها.. أعطيتها ظهري حين تحول إبراهيم عيسي إلي بطل من ورق.. يباع يوما لصحافة الإثارة.. ويوما لرجل الأعمال الذي يمنحه برنامجا.. ثم يتركه إلي رجل أعمال جديد.. مع برنامج جديد.. مع توجهات جديدة. أحببت الرئيس مبارك إلي حد العشق.. لما رأيت نماذج إبراهيم عيسي تستأسد وتستنسر.. يبيع ولاءه يوما للإخوان.. ويوما لأيمن نور.. ويوما لسعد الدين إبراهيم.. ويوما للدكتور البرادعي.. قررت الوقوف في خندق النظام.. وأنا أري هذا الشذوذ والانحراف المهني الذي يفقد البوصلة.. ويفقد الاحترام.. ويفقد الحياء.. زهدت في المعارضة لما رأيتها مستباحة يجوس فيها المطاريد من كل لون.. مطاريد الصحافة.. ومطاريد الأحزاب.. ومطاريد الوزارة.. ومطاريد المحاماة.. ومطاريد الدبلوماسية.. ومطاريد الحياة علي وجه الإجمال.. زهدت في المعارضة لما رأيت الخطوط المفتوحة مع السفارات الأجنبية.. والتمويل الأجنبي.. والتوجهات الأجنبية.. كلما يمر علي يوم أكتشف أن مبارك أشرف وأنظف وأطهر وأصدق وأحكم من معارضيه: هيكل منصور حسن صلاح دياب البرادعي أيمن نور إبراهيم عيسي يحيي الجمل سعد الدين إبراهيم الأستاذ فسيخة.