أكد رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي أن بلاده تؤمن بقدرة الشعب المصري علي تجاوز هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها, والانطلاق إلي آفاق جديدة من التقدم مؤكدا أن بلاده لا تستطيع أن تبقي صامتة أمام عرقلة السلام والاستقرار في المنطقة, وأنه يمكن عن طريق التعاون مع مصر التي قدمت الكثير للقضية الفلسطينية أن تقيم السلام في المنطقة, وقال إن علي إسرائيل ألا تتحدث باسم السلام وقال أردوغان في مؤتمر صحفي مشترك مع الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء أمس إن زيارته لمصر ليس لها دخل بالتطورات الأخيرة مع إسرائيل لأن إسرائيل ليست هي الدولة التي تحدد أجندة عمل تركيا, مشيرا إلي أن هناك بعض الدول لا تستطيع أن تقرأ ما يحدث من تغيرات في منطقة الشرق الأوسط ومن بينها إسرائيل. وأضاف أن مصر وتركيا اتفقتا علي تقديم كل الدعم لفلسطين لتحصل علي عضوية الأممالمتحدة, مشيرا إلي أن مصر لديها القدرة علي ان تتغلب علي المرحلة العصيبة التي تمر بها حاليا مشددا في الوقت ذاته علي أن تركيا ستدعم مصر في تلك الاوقات الحرجة, وفي أوقات الافراح والأحزان. وردا علي سؤال بشأن وصف بعض الصحف الإسرائيلية زيارة اردوغان إلي مصر بأنها تطور هام وخطير في ضوء العلاقات بين مصر وتركيا, قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان اسرائيل لم تستوعب التغيرات الجارية بالمنطقة, مؤكدا ان تركيا لا تحدد استراتيجيتها وزياراتها من خلال إسرائيل. وأضاف اردوغان أن إسرائيل قامت بقتل تسعة مواطنين اتراك في اعتدائها علي السفينة التركية( مرمرة).. كما قامت بقتل خمسة مواطنين مصريين علي الحدود المشتركة بينهما أخيرا.. مشددا علي أن إسرائيل ليس لديها الحق في أن تتحدث عن السلام. وأوضح أردوغان أن مصر وتركيا بينهما تشابه كبير في الحضارات, حيث ان حضارات الاناضول وحضارات النيل اصبحت مهدا لتاريخ الإنسانية, ولهذا السبب اصبح كل من مصر وتركيا محورا هاما في منطقة الشرق الاوسط, مؤكدا أن مصر وتركيا ستكونان الوجه المشرق للمنطقة في المستقبل القريب. وقال رئيس الوزراء التركي ان الآلية الاقتصادية التي ستتشكل ستكون لها نتائج مثمرة في العلاقات المستقبلة بين مصر وتركيا, وتابع قائلا ان حجم التبادل التجاري سيزيد من3 مليارات دولار إلي5 مليارات دولار, والاستثمارات التركية في مصر تبلغ1.5 مليار دولار ستزيد خلال الفترة القادمة إلي5 مليارات دولار موضحا ان زيارته إلي مصر يرافقه خلالها280 رجل أعمال تركيا. وأضاف أن الاستثمارات ستشمل مجال السياحة والمواصلات والمصارف ومجال الطاقة, مشيرا إلي انه سيشارك اليوم مع الدكتور عصام شرف في اجتماع مجلس الأعمال المشترك, لافتا إلي أن هذا الاجتماع سيفتح الآفاق أمام رجال الاعمال. وأكد انه مؤمن بأن مجلس العمل التركي المصري, بالاضافة إلي العلاقات المتميزة التي يتمتع بها البلدان ستمهد الطريق لمستقبل مشرق بين القاهرة وأنقرة. وحول القضية الفلسطينية, شدد رئيس وزراء تركيا علي أن بلاده ستقدم الدعم اللازم من أجل حصول فلسطين علي الاعتراف الدولي بها كدولة مستقلة, ونيل عضويتها في الأممالمتحدة. وأضاف أن هناك بعض البلدان وعلي رأسها إسرائيل لا تستطيع قراءة ما يحدث حاليا في منطقة الشرق الأوسط, مؤكدا ان تركيا لن تظل صامتة امام محاولات عرقلة عملية السلام و الاستقرار في المنطقة. من جانبه أكد الدكتور عصام شرف أن التقارب بين مصر وتركيا يأتي لمصلحة منطقة الشرق الأوسط والعالم, مضيفا أن هناك تشابها في المواقف السياسية إلي حد كبير بين مصر وتركيا. وقال شرف كما أن هناك تاريخا بين الدولتين فان الجغرافيا ايضا تحتم التعاون فلو نظرنا للجغرافيا فنجد ان تركيا يمكن أن تكون بوابة مصر لأوروبا, وان مصر تلعب دورا مهما كبوابة لتركيا إلي افريقيا, وبالتالي سيوجد محور جديد للتجارة والتبادل بين الدولتين وبين الدول في الشمال والجنوب. وردا علي سؤال حول اتخاذ تدابير اضافية فيما يتعلق بتسيير العبور عبر معبر رفح لقطاع غزة, قال الدكتور عصام شرف إن العبور عبر معبر رفح تنظمه اتفاقيات, معربا عن امله في تحسن الأمور والاوضاع في القريب العاجل.
