عاود موقع ويكيليكس نشر وثائقه الفضيحة لتطول هذه المرة قناة الجزيرة القطرية التي طالما دافعت عن تسريبات موقع جوليان أسانج, وأفردت لها من التغطية الإعلامية علي شاشتها مساحات لا بأس بها. قبل أن يفجر الموقع قنبلة جديدة أصابت مدير القناة فلسطيني الجنسية وضاح خنفر لتكشف الوثيقة عن تعاون وثيق بينه وبين وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية. التعاون بين مدير شبكة الجزيرة والوكالة الأمريكية الذي نشره ويكيليكس كشف عن قيام الإعلامي الفلسطيني, الذي كانت مسندة إليه من قبل تغطية أخبار العمليات العسكرية للاحتلال الأمريكي في بغداد, بالتدخل في المواد الإعلامية التي تمت بصلة للولايات المتحدةالأمريكية بالتهذيب والتعديل قبل أن تبثها الجزيرة, وذلك وفقا لتقرير شهري كان يتلقاه خنفر من جهاز الاستخبارات يرصد أخطاءه وسلبياته ويعطي له توجيهات بتخفيف اللهجة التحريضية ضد الولاياتالمتحدة. البرقية التي تحمل رقمDOHA176505 ويعود تاريخها إلي عام2005, أشارت إلي لقاء جمع بين مسئول الشئون العامة في المخابرات العسكرية بالسفارة الأمريكية بالدوحة وبين وضاح خنفر يوم19 أكتوبر لمناقشة أحدث تقرير لوكالة الاستخبارات العسكرية والمواضيع المقلقة في موقع الجزيرة علي الإنترنت, موضحة أن خنفر أحضر ردا مكتوبا علي ملحوظات الوكالة في تقارير أشهر يوليو وأغسطس وسبتمبر من عام.2005 وجاء رد خنفر علي تقارير الاستخبارات الأمريكية ليؤكد أن أحدث المواضيع التي تثير قلق الحكومة الأمريكية في موقع القناة قد تم تهذيبه وتهدئة لهجته وأنه سوف يزيله خلال يومين أو ثلاثة, وبحسب الوثيقة فإن مسئول الشئون العامة أبلغ خنفر بأنه رغم انخفاض التغطية السلبية بشكل عام منذ فبراير من العام نفسه2005 فقد ظهرت في شهر سبتمبر زيادة مزعجة في مثل هذه البرامج, ولخصت الوثيقة آخر تقرير للحكومة الأمريكية عن الجزيرة بالإشارة إلي أنه مازالت هناك مشكلات فيما يتعلق بازدواجية المصادر في العراق وتحديد تلك المصادر واللغة المحرضة والفشل في إحداث توازن مع وجهات النظر المتطرفة واستخدام الأشرطة الإرهابية. مدير شبكة الجزيرة, وفقا لوثيقة ويكيليكس, صنف نقاط التقارير الأمريكية ثلاثة أنواع: بعضها أخطاء بسيطة نقبلها ونعالجها, حسب قوله, والتصنيف الثاني يتعلق بالنقاط المقتبسة في تقارير الحكومة الأمريكية منفصلة عن سياقها, مشيرا إلي أنه قد تتم موازنة تعليق أو موقف ما خلال يوم البث في الجزيرة, وبما أن هذا البث حي علي مدار24 ساعة فليس من الممكن تقديم التوازن المطلوب في اللحظة نفسها, هكذا رد مدير الجزيرة علي مسئول الاستخبارات الأمريكية. وقال خنفر فيما يتعلق ببث الأشرطة الإرهابية: هناك نقاط لا يبدو معها الحل سهلا مثل استخدام هذه الأشرطة, ولقد قلنا دائما إننا سوف نستمر في إذاعتها ولم نستخدم أي شريط كما هو, في إشارة منه إلي التعديلات التي تجري علي هذه الأشرطة. ووفقا لوثيقة الموقع فإن خنفر قال معلقا علي استخدام اللغة التحريضية ضد الحكومة الأمريكية إن اهتمام المحطة هو مع اللغة التي يستخدمها المراسلون والمذيعون ولا يسمح لأي موظف في الجزيرة باستخدام لغة مشحونة, وتركيز التقرير ينصب علي اللغة المحرضة التي يستخدمها الضيوف في المقابلات, مضيفا كيف استطيع السيطرة علي ما يقوله الناس؟ استطيع أن أسيطر فقط علي العاملين في الجزيرة. وأكد مدير الجزيرة في رده علي الجزئية الخاصة بتغطية الجزيرة لاستفتاء العراق بقوله: إن المحطة وفرت12 ساعة من التغطية المستمرة, وقد قدمنا أصواتا من كل المشاركين في العملية: الأكراد والسنة والشيعة والسنة والأمريكان والبريطانيين وغيرهم, وبحسب الوثيقة فإن المسئول الأمريكي عبر عن انزعاج أمريكا من بعض التغطيات في هذا التوقيت خاصة في قسم التغطية الاخبارية قائلا: نري علي الموقع صورة أوراق ملطخة بالدماء ومثقبة بالرصاص, ويضغط المشاهد علي ثقوب الرصاص للوصول إلي شهود عيان مفترضين يصفون العمليات العسكرية الأخيرة بالبشعة, لكن وضاح خنفر بادره بالرد قائلا إنه بناء علي وعد سابق منه لمسئول الشئون العامة, فقد اطلع علي الموضوع وأزال صورتين إحداهما ل: طفلين مصابين علي أسرة بالمستشفي وأخري لامرأة مصابة في وجهها إصابة بالغة. وذكرت الوثيقة أن مدير الجزيرة أبلغ العاملين بالموقع أنه في المستقبل حين يريدون إضافة مادة إلي قسم تغطية خاصة ينبغي أن يرسلوا مسودة الفكرة إلي مكتبه, وقال إنه حتي ما قبل شهرين أو ثلاثة كان العاملون بالموقع يتمتعون باستقلالية أكبر, ولكن مدير الموقع يحضر الآن الاجتماعات التحريرية في مكاتب القناة, وتجري علي العاملين بالموقع نفس المعايير التحريرية في القناة, ثم عاد ليؤكد لمسئول جهاز الاستخبارات لا أقول إن مثل هذه الأشياء لن تتكرر علي الموقع ولكنها عملية تعلم حسب قوله كما ورد بوثيقة ويكيليكس.