في مثل هذا اليوم منذ87 عاما, ولد فؤاد زكي المهندس, نجل زكي المهندس عضو مجمع اللغة العربية الذي كان صارما فيما يتعلق باللغة العربية في مقابل حنوه وتسامحه مع أولاده الأربعة الذين نعرف منهم فؤاد وصفية المهندس الإذاعية المخضرمة الراحلة. وقد جسد فؤاد المهندس الجانب المتعلق بصرامة والده في التعامل مع اللغة من خلال دوره في مسرحية إنها حقا عائلة محترمة. دخل فؤاد المهندس الفن من باب الاسكتشات, بعد مرور سريع علي فرقة الريحاني لم يحظ خلاله بأي دور, فكان واحدا من فرقة ساعة لقلبك, حيث كان يؤدي ثنائيا مع الفنانة خيرية أحمد, فكان هو محمووووود الذي تناديه زوجته وتناكفه دائما, فكان هذا البرنامج الذي شارك فيه فؤاد علامة من علامات الكوميديا, مازال حتي الآن يحظي بالاهتمام. اتجه المهندس إلي السينما والمسرح, فكان في كل منهما مشروعا خاصا, ففي السينما بدأ البداية المعتادة للكوميديان صديق البطل, ربما كان أبرزها في الشموع السوداء(1960, إخراج عز الدين ذو الفقار) ثم أصبح لونا خاصا من الكوميديا, ويعتبر المهندس هو الرائد لما يسمي بأفلام حرف( ب) أو أفلام الترفيه, فكان هو بطل ما بعد النكسة بلا منازع, وكانت شريكته في هذا المشوار وفي مشوار الحياة الفنانة الكبيرة شويكار, ويعتبر قمة انتاج المهندس في هذه المرحلة هو فيلم اعترافات زوج إخراج فطين عبد الوهاب. أما المسرح فإن الحديث عن اسهام المهندس في أقل من كتاب ظلم فادح, فالرجل, الذي كان تلميذا للريحاني لم يكن ظلا باهتا له, ولا مقلدا, بل كان مدرسة مستقلة خاصة مع بزوغ فجر مسرح التليفزيون الذي أسسه السيد بدير. واللافت أنه قدم من خلال مسرحياته ليس فقط فنا متميزا بل نجوما بارزين أهمهم, إلي جانب شويكار. عادل إمام عندما قدمه في إيفيه بلد شهادات صحيح. طرق المهندس باب الإذاعة, واخترع لونا جديدا من ألوان التقديم الإعلامي( هو بذرة التوك شو) فكانت حلقات كلمتين وبس التي استمرت عقودا طويلة جزءا مهما من برنامج المصريين اليومي. وفوق كل هذا كان المهندس مؤديا للأغنية يكاد يكون مطربا, وتقريبا لم يغن أغنية ثم نسيها التاريخ, بداية من مصر هي أمي( لحن كمال الطويل) مرورا بقلبي يا غاوي خمس قارات التي لحنها منير مراد, وجناب السفير لعبد الوهاب. في سبتمبر ولد المهندس, وفي سبتمبر لعام2006 رحل.