خذلته نفسه التواقة للكسل وحب الثراء من غير جهد؛ إذ لم يقم «محمد» بعد أن فشل فى التعليم وخرج للحياة بعد المرحلة الإبتدائية واشتغل فى بعض الحرف، على أن يستمر فى العمل كسائق وهى مهنة يمكنها أن تفتح بيتا ميسورا ويعيش كعشرات الآلاف غيره حياة هادئة مطمئنة. استطاع «محمد»أن يتزوج من شريكة حياته التى كان يحبها من عائد عمله كسائق ومرت السنوات عادية لكنه يبدو أنه سئم من عمله بعد أن ترك نفسه لجلسات المدمنين ورفاق السوء الذين زجوا به فى المتاهات فتراكمت عليه الديون وهجر عمله فدخل فى طريق الضياع. أوعز إليه رفقاء السوء بمشاركتهم فى نشاطهم المشبوه لتسديد ديونه فتعلم السرقة بالمغافلة والإكراه وسرعان ما فضل الاتجار فى المواد المخدرة حتى أصبح معروفا لدى الأجهزة الأمنية التى استهدفته وقضى فترة زمنية خلف القضبان الحديدية ثم خرج من جديد ورفض إعلان توبته وراح من جديد يفتح سوقا لبيع الهيروين الخام. زاد نشاطه الآثم بشكل ملحوظ فى الآونة الأخيرة وتضخمت جيوبه بالمال الحرام وأدخر جزءًا منه فى البنوك بأسماء المقربين إليه واستغل الحصة الباقية المتوافرة لديه فى شراء الأراضى والعقارات ووسط هذا الانتعاش المادى تزوج من جديد وأنجب أطفالًا لم يراع للحظة واحدة الكف عن أفعاله الإجرامية والتفرغ لتربية أبنائه من زوجته القديمة والجديدة ورعايتهم. ونظرًا لخطورته الشديدة وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية على قائمة المطلوب سرعة القبض عليهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية من البحث والتحرى الإمساك به متلبسًا وبحوزته كميات من البودرة المعدة للبيع للمدمنين وسلاح نارى لاستخدامه عند اللزوم إذا تعرض لأى مكروه وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء محمود هندى مدير إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن الإسماعيلية عقد اجتماعًا مع العقيد عصام عطوان رئيس المباحث العامة لوضع للمسات الأخيرة على خطة القبض على تاجر الهيروين لتنفيذ الخطة تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد وليد العطار رئيس مباحث فرع غرب ضم المقدم محمد جميل رئيس مباحث القصاصين ومعاونه النقيب أحمد هنداوى ودلت تحرياتهم أن المدعو محمد 42 سنة سائق- سبق اتهامه فى قضيتى سرقة ومخدرات يقوم بمزاولة بيع الهيروين فى محيط منزله حيث اعتاد استقبال عملائه الذين يتوافدون عليه من مناطق مختلفة للحصول على احتياجاتهم من هذا المخدر بالكميات التى يريدونها. وأضافت التحريات أن المتهم شديد الحيطة والحذر فى تعاملاته مع زبائنه ويستخدم فى أوقات كثيرة سيارة لتوزيع بضاعته عليهم بنظام الديلفرى بعد التواصل معهم على هاتفه المحمول. وأشارت التحريات إلى أن تاجر البودرة يفضل التعامل مع المدمنين ميسورى الحال الذين تتوافر لديهم السيولة المادية ويمنحهم مطلبهم فورًا دون تأخير أو مماطلة الأمر الذى ساعده على مضاعفة أرباحه بشكل ملفت للنظر. وبعرض التحريات على النيابة تم استصدار إذن ضبط المتهم وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة فى الأماكن التى يقصدها المتهم حتى تم استهدافه متلبسًا وبحوزته كميات من الهيروين وسلاح نارى فرد خرطوش وتم اصطحابه وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحريات وبمواجهته بما أسفرت عنه واقعة الضبط اعترف تفصيليًا بالإتجار فى البودرة لسداد الديون المتراكمة عليه وأن يعيش حياة هادئة ويستطيع توفير لقمة العيش لأولاده من زوجتيه القديمة والجديدة وبعرضه على أحمد سامى عبد الحليم وكيل النائب العام تحت إشراف شريف مختار رئيس نيابة التل الكبير أمر بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق وإحالته لمحكمة الجنايات.