أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى عمق علاقات الصداقة التاريخية بين مصر ورومانيا التى ظلت دائمًا راسخة ومستندة إلى أسس متينة من الاحترام والتقدير المتبادل. وأعرب السيسى، خلال مؤتمر صحفى مشترك مع الرئيس الرومانى كلاوس يوهانيس فى العاصمة بوخارست، أمس، عن سعادته للزخم الكبير الذى اكتسبته هذه العلاقات فى أعقاب اللقاءات المتعددة بالرئيس الرومانى خلال الفترة الأخيرة، التى كان آخرها على هامش أعمال القمة العربية الأوروبية بشرم الشيخ فى فبراير الماضى. وأشار الرئيس إلى أن اللقاءات مع يوهانيس أكدت فرص التعاون الواعدة بين مصر ورومانيا، ووجود آفاق ممتدة لدفع العلاقات الثنائية، معربًا عن تطلعه بأن تسفر زيارته إلى رومانيا عن تحقيق نقلة إضافية لمسيرة التعاون بين البلدين. وأوضح أن مباحثاته مع نظيره الرومانى كانت مثمرة وبناءة كالمعتاد، حيث تمت خلالها الإشادة بالطفرة الحالية التى تشهدها العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة الاقتصادية والسياحية بعد أن قارب حجم التبادل التجارى على أن يصل إلى حاجز المليار دولار خلال عام 2018. وأشار إلى أن رحلات الطيران العارض لمدينتى شرم الشيخ والغردقة قد تضاعفت، وتم تأكيد أهمية العمل على تعزيز الشراكة بيننا جنبًا إلى جنب مع دفع العلاقات فى شقها السياسى والاستمرار فى التنسيق والتشاور إزاء مجمل التطورات الإقليمية والدولية. وذكر الرئيس «أن لقاءه مع الرئيس الرومانى مثَّل فرصة مهمة لتبادل الرؤى إزاء هذه التطورات فى ظل ما تفرضه من تحديات متصاعدة يتعين علينا أن نتعامل معها فى إطار من التعاون والتنسيق والحرص على أمن واستقرار منطقتى الشرق الأوسط وأوروبا». وأوضح أنه تم استعراض الرؤية المصرية إزاء سبل التسوية السلمية للأزمات الجارية فى المنطقة العربية، مؤكدًا أنه لا سبيل لاستدامة الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط دون تسوية الصراع الفلسطينىالإسرائيلى، تسوية عادلة وشاملة تضمن للشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو عام 1967. وأعرب الرئيس السيسى عن خالص شكره وتقديره لموقف نظيره الرومانى كلاوس يوهانيس الواضح والحازم من قضية القدس الذى يأتى متسقًا مع موقف رومانيا التاريخى من القضية الفلسطينية وعملية السلام والقائم على حل الدولتين وعلى أساس الشرعية والمرجعية الدولية. وقدم الرئيس تحيته لنظيره الرومانى على الدور المهم الذى اضطلعت به بلاده أثناء رئاستها الحالية للاتحاد الأوروبى على مدار الأشهر الستة الأخيرة، معربًا عن أمله فى أن يستمر هذا الدور الفاعل والمتوازن داخل الاتحاد فى تحقيق مصالح دول الجوار من بينها مصر. وأوضح الرئيس أن مصر تتطلع، باعتبارها الرئيس الحالى للاتحاد الإفريقى، للاستمرار فى التواصل مع رومانيا كدولة عضو فى الترويكا «الاتحاد الأوروبي» فى الفترة المقبلة، تعزيزا لمختلف أوجه الشراكة القائمة بين القارتين الإفريقية والأوروبية. ولفت الرئيس الانتباه إلى أن قضية مكافحة الإرهاب استأثرت بجزء مهم من النقاش تبادلنا خلاله الرؤى حول سبل تعزيز التعاون المشترك والتنسيق الأمنى فى مواجهة خطر الإرهاب، وأكدنا أهمية تضافر الجهود الدولية فى التصدى له والقضاء عليه من جذوره. كما عرضت الرؤية المصرية حول ضرورة وضع إستراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب للتعامل مع جميع جوانب الظاهرة بما فى ذلك التصدى لكل أشكال الدعم والمساندة للجماعات والمنظمات الإرهابية والمتطرفة». وجدد الرئيس السيسى شكره لنظيره الرومانى على دعوته الكريمة له لزيارة بوخارست، مؤكدًا اعتزازه بأواصر العلاقات والروابط الوطيدة بين مصر ورومانيا حكومة وشعبًا، وتطلعه لمواصلة تطويرها والارتقاء بها خلال الفترة المقبلة لما فى صالح البلدين.