أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى تضامن مصر ودعمها لحكومة وشعب الإمارات والدول العربية الشقيقة فى مواجهة مختلف التحديات التى قد تواجهها، والتصدى لكل محاولات زعزعة استقرار منطقة الخليج، الذى تعتبره مصر جزءًا لا يتجزأ من أمنها القومى. جاء ذلك خلال اجتماع الرئيس السيسى، أمس، مع الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولى، والدكتور سلطان الجابر وزير الدولة بدولة الإمارات العربية المتحدة، بحضور سامح شكرى وزير الخارجية وعباس كامل رئيس المخابرات العامة، والسفير جمعة الجنيبى سفير دولة الإماراتبالقاهرة. وشدد الرئيس على أن مصر تتابع باهتمام بالغ التطورات التى تشهدها منطقة الخليج، وبصفة خاصة الأحداث الأخيرة التى تهدد حرية الملاحة وتستهدف أمن وسلامة الممرات المائية والبحرية بالخليج. وأعرب الرئيس عن ترحيبه بلقاء الشيخ عبدالله بن زايد، وطلب نقل تحياته للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان وقيادات وشعب دولة الإمارات، مؤكدًا خصوصية العلاقات المصرية الإماراتية والممتدة عبر عقود من التعاون المثمر والتنسيق الوثيق بين البلدين، منذ عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهو الأمر الذى تواصل حتى الآن من قبل حكام وشيوخ دولة الإمارات، وانعكس على حجم التوافق فى وجهات النظر والرؤى بين مصر والإمارات تجاه قضايا وأزمات المنطقة المختلفة، وكذلك مساندة مصر للشقيقة الإمارات ودعم أمنها واستقرارها فى هذه المرحلة الدقيقة التى تتعاظم فيها التحديات، وكذا دعم مواقفها داخل جميع المحافل الدولية والإقليمية، ودعم الإمارات لعملية التنمية والاستثمار والإصلاح الاقتصادى فى كل ربوع مصر. وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن الشيخ عبد الله بن زايد أعرب عن سعادته بزيارة القاهرة ولقاء الرئيس، ونقل للرئيس تحيات كل من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبو ظبى، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مؤكدًا الحرص على تعزيز وتوطيد العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين بما يحقق المصالح المشتركة، ويعزز الأمن والاستقرار للمنطقة. وعبر الشيخ عبد الله بن زايد عن تثمين الإمارات البالغ للدور الذى تقوم به مصر، وجهودها الرامية إلى تحقيق الاستقرار فى المنطقة، مشيرًا إلى أن المرحلة الراهنة التى تمر بها المنطقة تتطلب تعزيز التعاون والتضامن العربى بما يمكن الأمة العربية من الحفاظ على أمن واستقرار دولها والتصدى للتحديات المشتركة الراهنة التى تواجهها. وأوضح المتحدث الرئاسى أن المباحثات تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، واستعراض آخر تطورات الأوضاع الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، لاسيما الوضع فى ليبيا، حيث تم التوافق على دعم جهود مكافحة التنظيمات المتطرفة والقضاء على الإرهاب الذى يهدد أمن واستقرار ليبيا والمنطقة بأسرها، وكذلك التأكيد على أهمية عودة الاستقرار إلى هذا البلد العربى الشقيق على نحو يمهد إلى إقامة الاستحقاقات الدستورية بما يلبى طموحات الشعب الليبى فى مستقبل أفضل. وأشار السفير راضى إلى أن المباحثات تناولت آخر تطورات الأوضاع فى السودان، حيث أعرب الجانبان عن التضامن الكامل مع السودان وشعبه الشقيق لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة، وبما يتوافق مع إرادة وطموحات الشعب السودانى. كما تطرق اللقاء أيضًا إلى الأوضاع فى كل من اليمن وسوريا، حيث تم تأكيد استمرار الجهود الساعية للتوصل إلى حلول سياسية للأزمات التى تعانى منها هاتان الدولتان، وإنهاء المعاناة الإنسانية بهما، مع أولوية دعم مفهوم سيادة الدولة الوطنية على أراضيها والحفاظ على وحدتها وتماسك مؤسساتها وحماية مقدرات شعوبها.