بعد خمس سنوات من ظهوره الأول، ونحو شهر من انتهاء «الخلافة» التى أعلنها عام 2014، ظهر زعيم تنظيم داعش الإرهابى أبو بكر البغدادى للمرة الأولى أمس، بحسب فيديو دعائى نشره التنظيم الإرهابى عبر تطبيق »تلجرام، وبالتالي، فإن البغدادى يكون قد سجل ظهورين فى تاريخه، الأول لإعلان «الخلافة»، والثانى بعد انتهائها. وفى الفيديو الصادر عن «مؤسسة الفرقان» الدعائية، يظهر البغدادى بلحية طويلة بيضاء ومحناة الأطراف، واضعا منديلا أسود على رأسه، ويفترش الأرض إلى جانب آخرين أخفيت وجوههم، ومتحدثا بنبرة بطيئة، وإلى جانبه سلاح كلاشنيكوف قديم الطراز، وجعبة، على طريقة زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن. وليس واضحا تاريخ تصوير الفيديو، غير أن البغدادى يقول فى بدايته: إن «معركة الباغوز انتهت»، فى إشارة إلى طرد التنظيم من آخر جيوبه فى شرق سوريا قبل ما يقارب الشهر، ويتطرق أيضا إلى الاعتداءات الأخيرة فى سريلانكا، إضافة إلى سلسة من هزائم التنظيم فى الموصل شمال العراق، وسرت الليبية، فيما حاول أيضا ذكر أحداث السودان والجزائر، سعيا لإثبات أن الفيديو جديد. وخسر أبو بكر البغدادى المدرج فى رأس قائمة كبار المطلوبين فى العالم، دولة «الخلافة» المزعومة التى أقامها لأكثر من ثلاث سنوات، وبات اليوم يختبئ فى كهوف الصحراء السورية، بحسب محللين. وبعدما كان يتحكم فى وقت ما بمصير سبعة ملايين شخص على امتداد أراض شاسعة فى سوريا وما يقارب ثلث مساحة العراق، لا يقود البغدادى اليوم إلا مسلحين مشتتين عاجزين بأنفسهم عن معرفة مكان وجوده. وأكد البغدادى فى الفيديو أن الاعتداءات الأخيرة التى استهدفت سريلانكا فى عيد الفصح وتبناها التنظيم جاءت «ثأرا» للباغوز. وقال الباحث فى معهد «الحزار الإستراتيجي» أمارناث أماراسينغام: «إن ذكر أماكن مثل سريلانكا والسودان هو إلى حد كبير لتحديد الطابع الزمنى لمقطع الفيديو وإظهار أنه لم يتم تصويره منذ فترة طويلة». وهذه هى المرة الأولى التى يظهر فيها البغدادي، بعد ظهوره العلنى فى يوليو 2014 أثناء الصلاة فى جامع النورى الكبير فى غرب الموصل، حين أعلن «الخلافة».