معرض يسرد تفاصيل ثورة 1919 برؤية جديدة و مقتنيات نادرة وأحداث لم تنشر فى قاعات متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية يستطيع أن يعيش الجمهور الآن من مختلف الأعمار والاهتمامات لحظات غير مسبوقة مع مقتنيات ووثائق نادرة تفتح الأبواب على صفحات من التاريخ المصري، مجسدة الكثير عن كفاح الشعب وتمسكه باستقلاله وهويته، ذلك عبر معرض يحمل عنوان «ثورة 1919 فى مائة عام.. رؤية جديدة..حقائق منسية.. أحداث لم تنشر»، وذلك بمناسبة الاحتفاء بمئوية الثورة. أول ما يطالعنا فى المعرض المستمر حتى 10 مايو المقبل خرائط قديمة للقاهرة والإسكندرية استعان بها القائمون عليه لتوضيح مسار ثورة 1919، كيف سارت فى القاهرةوالإسكندرية، وكيف تطورت أحداثها بالمدينتين، ومن خلال الخرائط يستطيع الزائر اكتشاف حقائق كثيرة ربما لم تصادفه يومًا، فيشعر عبرها كأنه عاد إلى الحقبة الزمنية للثورة 1919 وعاصر أحداثها. بل كأنه عاش مع الزعيم سعد زغلول فى بيت الأمة، وشاهده فى اجتماعاته مع رفاقه، وعند اتخاذ قرارتهم المصيرية، حيث يقوم المعرض برفع ستائر التاريخ عن تلك المرحلة الزمنية المهمة من تاريخ مصر، وذلك عبر مجموعات من عشرات الصور النادرة التى تمت استعارتها من بيت الأمة، وتخص سعد ورفاقه وأحداث الثورة، وأول شهيد، والشخص الذى حاول الاعتداء على سعد زغلول، وذلك لأول مرة، إلى جانب مئات المقالات والأخبار والتحليلات السياسية التى نشرت فى الصحف المواكبة للثورة، مثل «المصور» القديمة و«كل شيء والدنيا» و «الإثنين»، وتتلو بعضها دون تعليق أو مؤثرات من أى نوع ليترك للزائر مشاهدة المقتنيات والتعرف على الآراء المختلفة حول أحداث الثورة وأعضاء الوفد دون فرض آراء جاهزة عليه. ومع تتابع الصور والوثائق تتضح الكثير من الحقائق والمعلومات الموثقة. وفى السياق ذاته، تطالعنا مجموعة تضم نحو 100 عمل كاريكاتيرى أهدتها للمعرض الجمعية المصرية للكاريكاتير عن سعد زغلول، والمدهش أن بعضها مناصر له ولمواقفه وقراراته وبعضها الآخر ساخر معارض له، وفى محاولة لربط الأجيال الجديدة بالثورة وتعريفهم بأحداثها يقدم ثمار ورشة فنية لطلبة حى وسط بالإسكندرية، وتضم أعمالا فنية مختلفة أنجزها الطلبة من أبرزها لوحة كولاج رسموها لسعد زغلول، إلى جانب شخصيات تاريخية مرتبطة بالثورة مثل أم المصريين وعلى شعراوى باشا. ومن متحف محمود مختار استعار المعرض النماذج المصغرة لتماثيل سعد زغلول الثلاثة الشهيرة بالقاهرةوالإسكندرية، إضافة إلى تمثال لفنان أوروبى نحته سنة 1920، وبجوار ذلك كله يقبع العلم الذى لف تابوت سعد زغلول عند رحيله. و«يأتى ذلك بهدف الوصول إلى جميع فئات الشعب» يقول الفنان على سعيد مدير المتحف ل«واحة الأهرام المسائي» ويضيف: «أردنا أن نستخرج كنوزا من التاريخ بمناسبة مرور 100 سنة على الثورة وجعلها متاحة أمام الجمهور لأول مرة، لاسيما الأجيال الجديدة، ولذلك استعنا بمقتنيات جهات عديدة ومنها بيت الأمة ومخازنه، ومؤسسات ثقافية خارجية، كما لجأنا إلى مكتبة «البلدية» لرصد كل ما نشر عن الثورة فى الصحف الصادرة فى ذلك العصر». أما عشاق المقتنيات الخاصة للزعماء والمشاهير فيستطيعون إشباع شغفهم بالتواصل مع التراث عبر مشاهدة مقتنيات خاصة لسعد وصفية زغلول لم تعرض من قبل، مثل طربوش سعد زغلول وعصاه الأبانوس بيدها العاج، وقطع من ملابسه، وملابس صفية زغلول، وعلبة خشبية مطعمة بالصدف صممتها أم المصريين وبداخلها مناديل حريرية كانت قد طبعت عليها صورته، وكتبت بنفسها عليها كلمات رثاء مثل: «ياحزنى عليك ياسعد» إلى جانب صورة له داخل العلبة. و يلفت د. الدكتور إسلام عاصم، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بالمعهد العالى للسياحة وأحد منظمى المعرض «يكشف المعرض الستار عن حقائق كانت مجهولة عن ثورة 1919 وأخرى منسية، تم التوصل إليها عبر الدراسات الموازية التى سبقته، وفى أثناء مرحلة الإعداد له، ومن ذلك الدور الكبير الذى قام به عمر طوسون فى الثورة، والآراء التى تؤيد أنه صاحب فكرة تأسيس وفد مصرى دفاعًا عن القضية المصرية قبل الثورة، إضافة إلى دور مدينة الإسكندرية، والأحداث التى سبقت الثورة وواكبتها و تبعتها فيها». ويضيف: «من أجل إكساب المعرض مزيدًا من الثراء والتنوع تم التواصل مع بعض الجهات الخارجية للحصول على وثائق ومواد تاريخية مهمة، منها أفلام وثائقية حول الثورة والشخصيات والأحداث المرتبطة بها».