يحتفى مهرجان «كان» السينمائى الدولى فى كل عام بالسينما العالمية وتاريخها وأهم صناعها من خلال البوستر الذى يتم إطلاقه فى كل دورة، وفى هذا العام قررت إدارة المهرجان الاحتفاء بالمخرجة الفرنسية الشهيرة آنيس فاردا التى رحلت عن عالمنا الشهر الماضى عن عمر يناهز 91 عاما وبعد مسيرة فنية طويلة امتدت 65 عاما. اختارت إدارة المهرجان مع مصممة «البوستر» فلورا ماكوين صورة مميزة جدا لآنيس فاردا لتتصدر بوستر الدورة ال72 للمهرجان المقرر إقامتها فى الفترة من 14 وحتى 25 مايو المقبل فى مدينة كان على السواحل الفرنسية، يرجع تاريخ الصورة إلى أغسطس عام 1954، وكان عمر آنيس وقتها 26 عاما وتقوم بتصوير أول أفلامها الروائية الطويلة «La Pointe Courte» أو «النقطة القصيرة» على اسم قرية الصيادين التى تقع فيها أحداث الفيلم بجنوب فرنسا. وتظهر آنيس فى الصورة بجسدها الضئيل وهى تقف بقدميها على ظهر تقنى من فريق عمل الفيلم حتى تتمكن من النظر فى عدسة الكاميرا من أعلى نقطة ممكنة، والتقنى يمسك بقواعد الكاميرا من أسفل جيدًا حتى تظل ثابتة على المنصة العالية المثبتة عليها، وتتلألأ أمامها الأنوار التى تعبر عن ضوء الشمس والأفق الذى تنظر إليه آنيس على شاطئ البحر خلال تصوير أحد المشاهد الرومانسية بين بطلى الفيلم سيلفيا مونفورت وفيليب نويرت. ووقع الاختيار على هذه الصورة بالتحديد لأنها تعبر ببساطة عن كل ما تمثله آنيس فاردا من شغف وثقة بالنفس وجرأة، ومواصفات الفنان الحر والغربة الدائمة فى التطوير والتجريب، وقالت إدارة المهرجان فى بيان إطلاق البوستر عن آنيس «كانت طليعية ولكنها شعبية ومحبوبة، وحميمية وعالمية فى الوقت نفسه، وأفلامها قادت الطريق، ومن على قمة هذا الهرم الذى تستعرض منه الشاطئ فى مدينة كان تمثل آنيس الأبدية والشباب وستظل دائمًا بمثابة الضوء المرشد والملهم لصناع السينما ولهذه الدورة من المهرجان». تعتبر فاردا من أهم المخرجات فى السينما الفرنسية ومن أوائل الذين شاركوا بأفلامهم فى مهرجان كان السينمائى الدولى، حيث عرض أول أفلامها «لا بوينت كورت» فى كان عام 1955وحقق النجاح وكتب ميلادها كمخرجة وصانعة أفلام، وشهدت دورات مهرجان كان السينمائى الدولى العرض الأول ل13 فيلمًا من أعمال آنيس، وكانت عضوة فى لجنة التحكيم الدولية عام 2005 ورئيسة للجنة تحكيم الكاميرا الذهبية فى عام 2013، وحازت على السعفة الذهبية التكريمية فى عام 2015. بينما عرض آخر فيلم من أفلام آنيس فى الدورة الأخيرة من مهرجان برلين السينمائى الدولى التى عقدت فى فبراير الماضى فى القسم الرسمى خارج المسابقة وهو «Varda par Agnès»، وهى ليست المرة الأولى التى تشارك فى مهرجان برلين حيث شهد العرض الأول أيضًا عددًا من أفلامها وحازت فيه على الدب الفضى لجائزة لجنة التحكيم الخاصة عام 1965 عن فيلم « Le Bonheur». ورشح فيلمها الوثائقى «Visages villages» لجائزة الأوسكار أفضل فيلم وثائقى العام الماضى ومنحتها أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة «الأوسكار» التكريمى فى نفس العام.