جاءت مبادرة الإذاعى جلال معوض بفكرة (حفلات أضواء المدينة) فى مثل هذه الأيام وتحديدا عام 1954 وكان صوته قويا متميزا وهو من أشهر الأصوات الإذاعية فى فترة الخمسينيات والستينيات؛ حيث سجل بصوته كل البيانات التاريخية. وبعد أيام نجحت مبادرة الإذاعى الكبير لتقدم الإذاعة أول حفلات أضواء المدينة فى 11 مايو من العام نفسه وكانت ليلى مراد هى أول من قدمها جلال معوض من خلال الحفل بأغنية (الحب جميل). واستمرت حفلات أضواء المدينة مرتبطة بالمناسبات الوطنية والأعياد القومية؛ حيث قدمت الراحل محمد فوزى عام 1959من السويس، كما تزامنت عام 1961 مع خطبة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ومع الاحتفال بعيد النصر ببورسعيد فى 23 ديسمبر 62، وحفل ليالى أضواء المدينة فى أسوان عام 64 مع تدشين السد العالى ومع نجاح حفلات أضواء المدينة ومشاركة نجوم الطرب المصرى والعربى جاء مرحلة إقامتها فى البلدان العربية الشقيقة كأصدق دليل على دور القوى الناعمة بين الدول العربية ودعم الترابط الثقافى والفنى وكانت دمشق من أهم المدن بسوريا التى استضافت الحفلات. ومع بداية بث الإرسال التليفزيونى عام 1960 ظهرت حفلات أضواء المدينة بشكل مختلف حيث تنوعت الفقرات بين الرقص والطرب والغناء وظهر كبار النجوم وفى مقدمتهم عبد الحليم حافظ وقدم على الشاشة أغنية (جانا الهوى) كما ظهرت المطربة الجزائرية وردة وكان أول ظهور لها فى حفل أضواء المدينة كما كان لأضواء المدينة الفضل فى انطلاق ثلاثى أضواء المسرح فقدموا من خلالها الاسكتش الشهير بعنوان (أبناؤنا فى الخارج) ومن ذلك الحين ظلت ليالى أضواء المدينة الاسم الشائع للحفلات التى يبثها التليفزيون من مسارحه فى القاهرة والمحافظات حتى اختفت فى منتصف السبعينيات وأوائل الثمانينيات لتعود مرة أخرى مع نهاية الثمانينيات مع صاحب الصوت العميق المميز الإعلامى الراحل أحمد سمير وتم إحياء ثمان حفلات حتى عام 1994 أما الحفلة التاسعة فقد تم تأجيلها حدادا على وفاته وقد عاصر الحفلات كبار نجوم الطرب كما كان لها الفضل فى انطلاق الكثير منهم خاصة فى فترة التسعينيات منهم كاظم السهر ولطيفة وسميرة سعيد ونادية مصطفى وأركان فؤاد. ثم عادت الحفلات فى الألفية الجديدة وشارك فيها نجوم الغناء الى جانب دورها فى تقديم المواهب الغنائية الصاعدة ثم توقفت لفترة وستظل حفلات أضواء المدينة وإن غابت أو توقفت لها بريقها الخاص ودورها الفنى والثقافى وستظل تؤكد ريادة وعبقرية الراحل جلال معوض صاحل لقب (المذيع الفصيح) الذى منحه له الكاتب أنيس منصور نظرا لوصفه بالعبقرى لقدرته على عل الغوص فى بحر اللغة بصوت مميز وواثق من قدراته المتميزة.