تستعد السينما المصرية حاليا لدخول مرحلة جديدة مع عودة فكرة الإنتاج المشترك مع الشركات الأوروبية الكبرى بقوة في الآونة الأخيرة، بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة وأغلب السينمائيين يحاولون التغلب على مشكلات الإنتاج بالشراكة مع جهات مختلفة من دول العالم. بالإضافة إلى أن التعاون مع بعض الشركات الأوروبية التي تمتلك علاقات واسعة في مجال صناعة السينما يمنح الفيلم فرص أكبر للحصول على دعم تمويل والمشاركة في مسابقات المهرجان السينمائية الكبرى مثل «كان وبرلين وفينسيا». وتشهد مصر حاليا 3 تجارب جديدة للإنتاج المشترك الأولى هى فيلم «سواح» الذى بدأ عرضه مؤخرا فى لوكسمبورج ومن المنتظر أن تستقبله دور العرض المصرية قريبا، وفيلم «الأقصر» الذى يجرى تصويره حاليا، وفيلم «ريش أب» الحائز على عدد من جوائز الدعم الأوروبية ومازال فى مرحلة التطوير. فيلم «سواح» من إخراج وتأليف أدولف العسال وهو مخرج مصرى من مواليد الإسكندرية لكنه تربى وتعلم ما بين دبى ولندن ولوكسمبورج ودرس السينما فى جامعة كينجستون بالمملكة المتحدة البريطانية، ويقوم ببطولة الفيلم كريم قاسم ومحمود الليثى وسارة عبد الرحمن، ومحمود الليثي، وإريك كابونجو، وجان لوك كوشارد، ويتعاون فى إنتاجه شركات من مصر ولوكسمبورج. وتدور أغلب أحداث الفيلم فى لوكسمبورج عن منسق أغانى مصرى شاب اسم الشهرة الخاص به «سكار دى جي»، يفوز بدعوة للمشاركة فى حفل موسيقى كبير سيقام فى العاصمة البلجيكية بروكسل، لكنه يجد نفسه فى لوكسمبورج بدلًا من بلجيكا، ويقع فى ورطة كبرى عندما يفقد جواز سفره وتطارده الشرطة باعتباره لاجيئا غير شرعي. أما فيلم «الأقصر» فهو فيلم رومانسى من تأليف وإخراج زينا درة وهى مخرجة بريطانية من أصول عربية، ويعتبر هذا الفيلم ثانى عمل روائى طويل لها بعد أن حققت نجاحا كبيرا بفيلمها الأول «The Imperialists Are Still Alive» الذى حظى بعرضه العالمى الأول فى مهرجان صاندانس السينمائى الدولى 2010. ويشارك فى إنتاج «الأقصر» 3 شركات من مصر ودبى وبريطانيا ويشرف على تنفيذه المنتج البريطانى بول ويبستر الحائز على جائزة البافتا البريطانية وترشيح للأوسكار، وتقوم ببطولته النجمة البريطانية آندريا ريزبرو -التى شاركت فى بطولة الفيلم الحائز على الأوسكار «بيردمان»، ويشاركها البطولة الفرنسى اللبنانى كريم صالح والنجمة المصرية شيرين رضا والأمريكى مايكل لاندس. وتدور أحداث الفيلم فى مدينة الأقصر وبين آثارها ومعابدها من خلال قصة حب تنشأ بين طبيبة أجنبية وعالم آثار، عندما تذهب الطبيبة إلى الأقصر فى إجازة بحثا عن الراحة بعد أن قضت فترة صعبة فى عيادة تقع على الحدود بين سوريا والأردن تقوم فيها بعلاج المصابين من الحرب السورية. أما الفيلم الثالث فهو «Feathers of a father» أو«ريش أب» أول عمل روائى طويل للمخرج الشاب عمر الزهيرى الذى نافس فى مسابقة أفلام مدارس ومعاهد السينما «سينيفونداسيون» فى مهرجان كان السينمائى الدولى عام 2014 بفيلمه «ما بعد وضع حجر الأساس، مشروع الحمام بالكيلو 375» وحصل عنه على أفضل فيلم قصير فى مهرجان دربن السينمائى الدولى فى 2015 ومهرجان الأقصر للسينما المصرية الأوروبية بالإضافة إلى العديد من الجوائز والترشيحات الأخري. ويتعاون فى إنتاج الفيلم شركة مصرية وأخرى فرنسية وهو فكرة الزهيرى وسيناريو أحمد عامر وحصل عنه على عدد من منح الدعم وتطوير السيناريو فى مهرجانات مثل تورينو ومعمل الكتاب لمهرجان صاندانس بإسطنبول وجائزة باومى للتطوير، بالإضافة إلى تمويل إنتاج من برنامج تمويل السينما العالمية WCF التابع لمهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته ال 28 وتقدر قيمته ب40 ألف يورو، كما رشح ضمن 6 مشاريع مختارة لجائزة دعم أخرى فى مهرجان روتردام السينمائى الدولي، ولم يعلن حتى الآن عن موعد بدء تصوير الفيلم أو الأبطال المشاركين فيه. وتدور أحداث الفيلم فى إطار من الفانتازيا عن تحول الأب سامى إلى دجاجة بسبب خدعة سحرية يخطئ فيها الساحر أثناء عيد ميلاد ابنه ماندو السادس، وتنقلب حياة الأسرة رأسا على عقب بسبب ذلك ويفشل الساحر فى إعادة الأب لحالته الطبيعية، فتواجه الأسرة عدد من المواقف المأساوية والمضحكة فى نفس الوقت لكن كل منهم يعيد اكتشاف نفسه بعد غياب الأب وسلطته التى كان الجميع يعيش فى ظلها، حتى إنه يصبحون فى النهاية قادرين على الحياة بشكل أفضل بدون ديكتاتور يوجه حياتهم ويضع قواعدها. يذكر أن عددا من الأفلام التى حظت بفرصة مؤخرا للمشاركة فى المهرجانات العالمية كانت من إنتاج مشترك مثل فيلم «يوم الدين» للمخرج أبو بكر شوقى الذى تعاونت فى إنتاجه شركتان من مصر والولايات المتحدةالأمريكية ويحمل جنسية ثالثة وهى الجنسية النمساوية التى يحملها مخرج الفيلم أبو بكر شوقى مع الجنسية المصرية، واستطاع الفيلم أن يصل للمنافسة على السعفة الذهبية فى مهرجان كان السينمائى الدولي، بينما سبقه منذ أعوام قليلة فيلم «اشتباك» للمخرج محمد دياب بالمشاركة فى مسابقة «نظرة ما» وكان الفيلم من إنتاج مشترك بين فرنسا ومصر وألمانيا والإمارات العربية المتحدة.