كم تمنيت أن أكون بصحبة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فى الجنة ولم أكن أعلم أن الطريق سهل وميسور بل ومفروش بالريحان والزهور، ووجدت أن الوصول لهذا الطريق يحتاج إلى قلوب حانية وابتسامات رقيقة ويد تربط على رأس إنسان فقد الحنان فى هذا الزمان، نعم إنه اليتيم الذى فقد أباه فقست عليه الحياة لذا كان كافل اليتيم مع النبى العدنان فى جنة الرحمن، وقد كان النبى - صلى الله عليه وسلم - يضم إصبعيه السبابة والوسطى ويقول (أنا وكافل اليتيم فى الجنة كهاتين) فمن أراد أن يكون مع النبى فى الجنة فليرعى اليتيم ويحنو عليه، وهناك أناس اختصهم الله تعالى بخدمة الأيتام ورعايتهم لينالوا الثواب الكبير، وأنت تستطيع أن تكون مثلهم، اقترب من اليتيم، امسح على رأسه، ابتسم له، طيب خاطره، أدخل البهجة والسرور على قلبه بلمسة حنونة وعطاء عند الله مشكور، إن الإحسان إلى اليتيم من البر، وإصلاح أحوالهم والاهتمام بهم هو طريق الخير لمن يفعل ذلك فقد قال تعالي (ويسئلونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير). وقد حذر الله تعالى الأوصياء على اليتامى تحذيرا شديدا بألا يأكلوا أموالهم لأنهم إذا فعلوا ذلك فكأنهم يأكلون فى بطونهم النار وسيكون جزاؤهم نار السعير فقد قال تعالي (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون فى بطونهم نارا وسيصلون سعيرا)، ولذلك فإن أكل مال اليتيم وعدم الحفاظ عليه هو طريق الويل والهلاك، وقد كان النبى - صلى الله عليه وسلم - يحذرنا من ذلك ويقول(اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا يا رسول الله وما هن؟ قال: ( الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التى حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولى يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات). أيها العقلاء أترون شرفا وفخرا أكبر من صحبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فى الجنة، إن رعاية اليتيم وكفالته صدقة تضاعف أجر الإنسان، بل هى دليل على سلامة الطبع والفطرة النقية، وحقا إن كفالة اليتيم تسهم فى بناء مجتمع سليم خال من الحقد والكراهية وتسود فيه روح المحبة والود، إن من ينفق على اليتيم يطهر ماله ويزكيه، وفى كفالة اليتيم بركة تحل على الكافل وتزيد من رزقه، فانهلوا من هذا الباب قدر ما تستطيعون، فهو باب الحياة الأخري، باب الأمل فيما عند الله من الخير. إن إكرام اليتيم والقيام بأمره إكرام لمن شارك رسول الله فى صفة اليتم، وهذا دليل على محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحية إعزاز وتقدير لكل امرأة كافحت وكدت فى الحياة كى تربى أبناءها الذين فقدوا عائلهم، وهذا ليس إلا دليل على صلاح هذه المرأة.. عباد الله اتقوا الله فى كل طفل يتيم وأعينوهم على الحياة الكريمة، وكل عام والأمة الإسلامية فى رضا الرحمن.