جاءت زيارة الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء لمحافظة السويس أمس, والتي تعد الأولي منذ توليه مسئولية الحكومة في مارس الماضي, بنتائج لم يتوقعها, وربما عاد من المحافظة مكسور الخاطر بعد الهجوم الحاد الذي تعرض له من جانب ائتلاف ثوار السويس, وبعض أهالي شهداء ومصابي الثورة, خاصة بعد قيامه بزيارة احد المصانع الخاصة الذي قام بزيارته الدكتور أحمد نظيف والدكتورعاطف عبيد إبان عهد مبارك. تمثلت المطالب في إنشاء جامعة مستقلة للسويس, تنفصل عن جامعة قناة السويس, مع بناء أكثر من مستشفي بحجة انه لايوجد سوي مستشفي واحد بالمدينة, وتعيين نسبة5% من مصابي الثورة والمعاقين بالمحافظة, ووضع حل جذري لتفاقم ازمة القمامة بالمحافظة, بالإضافة إلي تخصيص7 آلاف فدان لشباب الخريجين من أبناء السويس غرب وشرق قناة السويس واستكمال مشروعات الصرف الصحي بالمحافظة. هنا رد اللواء محمد عبد المنعم هاشم محافظ السويس بأن المحافظة بصدد إنشاء جهاز ذاتي لحل مشكلة القمامة بالمحافظة ب27 مليون جنيه. وقال: سيتم تدشينه قبل نهاية العام الحالي, وأنه تم صرف20 ألف جنيه من صندوق المحافظة لأسرة الشهيد, وألفي جنيه للمصاب في الثورة. من ناحية أخري, تعرض شرف لموقف حرج أثناء حضوره الإفطار, الذي تم التحضير له أمس مع اسر شهداء ومصابي الثورة بمحافظة السويس, حيث حدثت مشادات ومشاحنات امام القاعة التي جمعت شرف والوفد المرافق له, وتعالت اصوات اسر الشهداء ومصابي الثورة, مطالبين بسرعة القصاص وصرف التعويضات, التي وعدتهم بها الحكومة, والتي لم يتم صرفها حتي الآن. استمرارا لحالة الغضب التي قوبل بها شرف في السويس, فقد تحول المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد الإفطار إلي خناقة وجه خلالها رئيس ائتلاف ثوار السويس لوما شديدا لشرف قائلا: كان المفروض عليك أن تزور مدينة السويس الباسلة اللي ضحت بأرواح الشهداء, لكنك فضلت الاستقرار في مصنع السويس للصلب. كما تم توجيه انتقادات حادة لشرف بسبب قيام الحكومة بتكريم سيف الدين جلال محافظ السويس السابق, الذي اشترك في قتل وقمع المتظاهرين في ميدان الأربعين بالسويس, ويعد أحد فلول النظام السابق. وحاول شرف تهدئة الحاضرين بقوله إنه اصر علي زيارة محافظة السويس الباسلة, التي هي رمز للتضحية والصمود. لكن الهجوم استمر عليه, فلم يستطع الإجابة عن الاسئلة التي تم توجيهها إليه, وتم فض المؤتمر بسبب الفوضي التي عمت المؤتمر الصحفي.