عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي جلسة مباحثات ثنائية مع نظيره الألباني إلير ميتا أمس, بقصر الاتحادية, تلتها جلسة موسعة ضمت وفدي البلدين, عقب مراسم الاستقبال الرسمي واستعراض حرس الشرف للرئيس الضيف. وتناولت المباحثات عددا من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك, حيث أكد الرئيسان أهمية التواصل والتنسيق المستمر بشأن مختلف تلك القضايا, في ظل الدور المهم لكل من مصر وألبانيا في منطقتي الشرق الأوسط والبلقان, واستعرض الرئيس السيسي في هذا الصدد النجاحات التي حققتها مصر في وقف تدفقات الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط, والجهود المبذولة في مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود البحرية والبرية. وأعرب الرئيس السيسي خلال المباحثات عن استعداد مصر لتعزيز ودفع التعاون القائم بين الأزهر الشريف وألبانيا لتدريب الأئمة والدعاة وتعليم اللغة العربية, ونشر قواعد الدين السليم. وقال السفير بسام راضي, المتحدث الرسمي باسم الرئاسة: إن الرئيس السيسي أعرب خلال المباحثات عن ترحيب مصر بالرئيس الألباني في أول زيارة رئاسية له لمصر, مشيرا إلي ما يجمع الشعبين المصري والألباني من علاقات صداقة تاريخية ممتدة, مؤكدا الحرص علي دفع التعاون بين الجانبين في شتي المجالات ليعكس مستوي تلك العلاقات التاريخية. من جانبه, أكد الرئيس الألباني سعادته بزيارة مصر, موجها الشكر للشعب المصري علي كرم الضيافة وحسن الاستقبال, ومعربا عن حرص بلاده علي تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر, في ظل ما تمثله من ركيزة أساسية لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط. وأضاف المتحدث أن المباحثات بين الجانبين شهدت استعراضا لسبل تعزيز التعاون الثنائي, حيث أعرب الرئيسان عن حرصهما علي تفعيل اللجنة المشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين; لبحث سبل تدعيم العلاقات الثنائية ومواصلة التنسيق لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة, مع دفع مسار التعاون الاقتصادي, وفقا للاتفاق المبرم بين البلدين عام1993, مؤكدين في هذا الإطار أهمية العمل علي زيادة التبادل التجاري والاستثماري. كما رحب الرئيسان بقرب الإعلان عن إطلاق جمعية الصداقة البرلمانية المصرية الألبانية, مشيرين في هذا الصدد إلي أهمية تلك الخطوة في تعزيز التواصل بين الشعبين وتحقيق التقارب بينهما. وحرص الرئيس خلال المباحثات علي استعراض التطورات الإيجابية التي يشهدها الاقتصاد المصري, موجها الدعوة للجانب الألباني للاستفادة من الفرص الاستثمارية التي توفرها المشروعات القومية الجاري تنفيذها, والمزايا الممنوحة للاستثمار في المناطق الصناعية الجديدة في مصر, لاسيما المنطقة الاقتصادية لقناة السويس, وما تتيحه من إمكانية تصدير المنتجات إلي أسواق خارجية تتمتع فيها مصر بإعفاءات للتجارة الحرة في العالم العربي والقارة الإفريقية. وتطرقت المباحثات إلي سبل تعزيز التعاون في مجال الطاقة علي ضوء التطورات التي يشهدها هذا المجال حاليا في مصر في مختلف الجوانب, لتصبح مصر مركزا إقليميا للطاقة في منطقة شرق المتوسط, والدور المهم الذي تقوم به ألبانيا علي صعيد إمدادات الغاز إلي أوروبا. وأعرب الرئيس الألباني عن تثمينه للجهود المصرية في مجالي الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف, مؤكدا الحرص علي تكثيف التعاون مع مصر في هذا الإطار ومع مؤسسة الأزهر التي تعد منارة للإسلام الوسطي وحائط صد في مواجهة تيارات الفكر المتطرف, كما وجه الرئيس الألباني التهنئة لمصر علي توليها رئاسة الاتحاد الإفريقي خلال العام الجاري, ولنجاح القمة العربية الأوروبية الأولي التي عقدت مؤخرا في شرم الشيخ, مشيرا إلي حضور مصر القوي حاليا علي الساحة السياسية الدولية بقيادة الرئيس السيسي, لتؤكد مكانتها الرائدة في منطقة الشرق الأوسط.