حلم طويلا باليوم الذي ينهي فيه تعليمه ليكون عونا لأبيه العامل الذي ينفق كل ما يملك لمساعدة أبنائه علي استكمال دراستهم ولكن عبد الرحمن ابن ال17 سنة رفض الاستكانة والتحامل علي والده الذي انتصف عقده الخامس وهو يكافح من أجل أبنائه. فكر الشاب كثيرا في إنهاء دراسته والخروج لسوق العمل لمساعدة أسرته ولكنه كان يصطدم برغبة عائلته التي تتمني اليوم الذي يشاهدونه هو وأشقاءه في وظيفة محترمة. وبعد تفكير طويل وإقناع الوالد عمل عبد الرحمن علي مركبة توك توك ملك سيدة من جيرانهم يقتات رزقه بالحلال يذهب صباحا لدراسته ليختتم يومه بالعمل سائقا علي التوك توك مقابل جنيهات قليلة بالكاد كانت تفي بمتطلباته وتسد رمق أسرته وتعينه علي إتمام مشواره التعليمي. اعتاد الشاب علي الخروج للعمل في المساء يجوب عزب وكفور مركز القناطر الخيرية ينقل الأهالي للأماكن التي يريدونها. ظل الشاب علي هذا المنوال وذات يوم خرج استقبل هاتفه رنة من سائق توك توك طالبه بتوصيله هو وصديق له لإحدي المناطق بمركز القناطر الخيرية ومع غياب دام ثلاثة أيام أيام تم البحث خلالها عنه في كل مكان حتي عثر عليه في نهر النيل بمنطقة أبو الغيط جثة هامدة مغلقة العينين. بدأت تفاصيل الواقعة تتكشف عقب تلقي المقدم مروان الحسيني رئيس مباحث مركز القناطر الخيرية بلاغا من الأهالي بانتشال جثة مجهولة لذكر في العقد الثاني من العمر من مياه نهر النيل بناحية أبو الغيط دائرة المركز. وبانتقال رجال المباحث, تمت مناظرة جثة المجني عليه ولم يتم العثور معه علي ثمة أوراق تفيد بتحديد هويته وتم التحفظ علي الجثة بمشرحة مستشفي القناطر الخيرية وتم تحرير المحضر. وبإخطار اللواء رضا طبلية مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القليوبية أمر بتشكيل فريق بحث للقبض علي الجناة والنشر عن أوصاف المجني عليه للمساعدة في تحديد هويته. ولكشف غموض الواقعة تم تشكيل فريق بحث تحت إشراف العميدين يحيي راضي رئيس مباحث المديرية وأحمد عبد الحفيظ مأمور مركز القناطر الخيرية قاده المقدم مروان الحسيني رئيس المباحث وأثناء السير في التحريات حضر محمود. ح50 سنة عامل ومقيم بالخرقانية وقرر بتعرفه علي الجثة وأنها خاصة بابنه عبد الرحمن17 سنة طالب, وأضاف أن ابنه يعمل سائقا علي مركبة توك توك وأنه خرج للعمل علي المركبة قبل ثلاثة أيام ولم يعد للمنزل حتي اكتشاف جثته ولم يشتبه في وفاته جنائيا. وفي أثناء إعادة فريق البحث معاينة الجثة اشتبه الفريق في وجود شبهة جنائية في الوفاة وبعرض تحرياته علي النيابة العامة أمرت بانتداب أحد الأطباء الشرعيين لتشريح جثة المتوفي لبيان ما بها من إصابات وسببها وكيفية حدوثها والأداة المستخدمة في إحداثها وبيان سبب الوفاة وتاريخها مع بيان عما إذا كانت هناك شبهة جنائية في الوفاة من عدمها والتصريح بدفن الجثة عقب ذلك. جاء تقرير الطب الشرعي ليؤكد شكوك فريق البحث بوجود شبهة جنائية في الواقعة حيث تبين وجود إصابة حيوية بمنطقة الرأس نتيجة التصادم بجسم صلب أدت لحدوث نزيف داخلي تسبب في الوفاة. وبإخطار اللواءين رضا طبلية مدير الأمن وهشام سليم مدير إدارة البحث الجنائي بتقرير الطب الشرعي أمرا بمواصلة فريق البحث لتحديد الجناة حيث تم وضع خطة أمنية اعتمدت علي فحص علاقات المجني عليه وخلافات خاصة آخر المشاهدات له أسفرت عن التوصل إلي أن مرتكبي الواقعة كل من عبد الرحيم. م17 سنة سائق توك توك صديق المجني عليه و فتحي. س18 سنة سائق التوك توك وعادل. ع28 سنة ميكانيكي توك توك سبق اتهامه في قضية سلاح بدون ترخيص وجميعهم مقيمون بالقناطر الخيرية. وبعرض المعلومات علي النيابة العامة تم استصدار إذن ضبط وإحضار للمتهمين وبإعداد عدة مأموريات بقيادة المقدم مروان الحسيني رئيس مباحث مركز القناطر الخيرية تم ضبطهم وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة, حيث قرر الأول أنه تربطه علاقة صداقة بالمجني عليه وأنهم عقدوا العزم وبيتوا النية علي التخلص منه والاستيلاء علي مركبة التوك توك قيادته ومتعلقاته. وأضاف المتهم الأول أنه ليلة الحادث استدرجه بمساعدة الثاني وتقابل معهما بمنطقة الخرقانية وتوجهوا للثالث ومكثوا معا ثم قام الأول والثاني باصطحاب المجني عليه بادعاء التنزه وتوجهوا لمنطقة عزبة مرشد, بأبو الغيط بجوار شاطئ النيل وقاما برطم رأسه بأحد الأحواض الخرسانية حتي فقد وعيه وتأكدا من وفاته وقاما بإلقائه بمياه النيل واستوليا منه علي هاتفه المحمول ومركبة التوك توك التي قاموا ببيعها لعميلهما كريم. م19 سنة سائق توك توك ومقيم بأبو الغيط وتم ضبط الهاتف المحمول الخاص بالمجني عليه دون شريحة بحوزتهم. تم إعداد مأمورية لضبط العميل وبمواجهته باعترافات المتهمين أقر بصحتها وأقر ببيعه مركبة التوك توك بمبلغ15.500 جنيه للمدعو كريم. م17 سنة سائق توك توك ومقيم بالقاهرة أمكن ضبطه وتم بإرشاده ضبط مركبة التوك توك المستولي عليها و تم التحفظ عليها. تم تحرير المحاضر اللازمة وإحالة المتهمين إلي النيابة العامة التي تولت التحقيق مع المتهمين.