سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصر تدعو إلي إدماج التنوع البيولوجي في النشاط الإنساني الرئيس السيسي في افتتاح مؤتمر الأطراف بشرم الشيخ:
ندرك قيمة التنوع كعنصر أساسي لتحقيق التنمية المستدامة وللحفاظ علي حق الأجيال المقبلة في التمتع بالثروات الطبيعية
النصوص الدينية للمصريين القدماء جسدت التزامهم بالحفاظ علي البيئة واحترام الحياة البرية وحقوقها الدستور المصري وضع أسسا قوية للحفاظ علي موارد البلاد وحماية بحارها وشواطئها ومحمياتها ونهر النيل إطلاق مبادرة تتكامل مع هدف دمج التنوع البيولوجي في القطاعات المختلفة.. وعازمون علي إنجاح المؤتمر وتحقيق أهدافه أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي عزم مصر علي العمل مع جميع الأطراف من أجل إنجاح مؤتمر التنوع البيولوجي وضمان تحقيق أهدافه, وعلي رأسها زيادة الوعي بقضية التنوع البيولوجي والأخطار المحدقة التي تهدد هذا التنوع, والآثار شديدة السلبية المترتبة علي استمرار التدهور الحالي, وهو ما نقدر معه ضرورة التزام جميع الأطراف المعنية بنقل عملية إدماج التنوع البيولوجي في قطاعات النشاط الإنساني المختلفة من مرحلة الرؤي إلي مرحلة السياسات والتنفيذ. وفي كلمة الرئيس خلال افتتاحه أمس فعاليات مؤتمر الأطراف الرابع عشر لاتفاقية الأممالمتحدة للتنوع البيولوجي, قال: أرحب بضيوف المؤتمر الذي تحتضنه مدينه شرم الشيخ حاليا والتي استضافت منذ أيام منتدي شباب العالم بمشاركة أكثر من خمسة آلاف شاب من160 دولة لمناقشة أهم القضايا الحيوية التي تشغل الشباب ومن بينها موضوعات البيئة. وقال الرئيس: يسعدنا أن نستضيف في مدينة السلام مؤتمرنا هذا, الذي يواكب الاحتفال بمرور25 عاما علي دخول اتفاقية التنوع البيولوجي حيز التنفيذ, لمناقشة قضية من أهم قضايا الإنسانية في العصر الحالي, وهي قضية التنوع البيولوجي, التي توليها مصر أهمية خاصة, إدراكا منا لقيمة التنوع البيولوجي كعنصر أساسي لتحقيق التنمية المستدامة وللحفاظ علي حق الأجيال المقبلة في التمتع بالثروات الطبيعية. وأضاف: لقد أدرك الإنسان منذ فجر التاريخ أهمية الموارد الحيوية الموجودة في البيئة المحيطة به, ومثلت الحضارة المصرية نموذجا بارزا في هذا الإطار, إذ قامت تلك الحضارة وازدهرت علي مدي آلاف السنين اعتمادا علي ثرواتها الطبيعية ومثلت أساس التقدم في العديد من المجالات, كما جسدت النصوص الدينية للمصريين القدماء التزامهم بالحفاظ علي البيئة واحترام الطبيعة والحياة البرية وحقوقها, وهو ما يعكس وعي المصري القديم بالثراء الذي تميزت به النظم البيئية المحيطة به ودورها في حياته اليومية. وتابع الرئيس: وامتدادا لهذا الإيمان, ولأهمية الحفاظ علي البيئة الطبيعية, فقد حددت مصر مسارا تنمويا يستهدف تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية, ويراعي البيئة بجميع أبعادها, من هنا وضع الدستور المصري أسسا قوية للحفاظ علي الموارد الطبيعية للبلاد وحسن استغلالها, وحماية بحارها وشواطئها وبحيراتها وممراتها المائية ومحمياتها الطبيعية وحماية نهر النيل, مع تأكيد الاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية والحفاظ علي الثروة النباتية والحيوانية والسمكية وحماية ما قد يتعرض منها للانقراض أو الخطر. واستطرد الرئيس: رغم ما تم بذله من جهود منذ اعتماد اتفاقية التنوع البيولوجي عام1992, إلا أنها لم تتمكن من حشد المجتمع الدولي للتصدي بفاعلية للتدهور المستمر في التنوع البيولوجي, كما لم تنجح بالقدر الكافي في تحقيق الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية, ويرجع ذلك لعدم قدرتنا علي إدماج موضوعات التنوع البيولوجي بالقدر المطلوب في مختلف مجالات النشاط الإنساني, وهو ما أدي إلي سعينا, كمجتمع دولي, للتعامل معه في مؤتمر ناجويا عام2010 بإعلان إستراتيجية عالمية للتناغم مع البيئة, ووضع أهداف محددة للتنفيذ خلال العقد العالمي للتنوع البيولوجي20202010, مع الاتفاق علي المحددات الأساسية للعمل الدولي والمتمثلة في الحفاظ علي التنوع البيولوجي, والاستخدام المستدام لمكوناته, والتقاسم العادل لفوائد استخدام الموارد الجينية. ولفت الرئيس الانتباه إلي أن مؤتمرنا هذا في وقت يواجه فيه التنوع البيولوجي تحديات جمة وتدهورا متسارعا وما يرتبط بذلك من تحديات تواجه النظم البيئية المختلفة, منوها بأنه إذا ما أضفنا لذلك الآثار السلبية لتغير المناخ, نجد أننا نواجه أخطر التحديات التي تهدد البشرية في عصرنا الحديث, حيث تشير الدراسات العلمية إلي أن استهلاك البشرية سنويا من الموارد الطبيعية يزيد بنسبة أكثر من30 بالمائة عما تنتجه النظم الإيكولوجية للأرض من موارد, كما تضمن تقرير سكرتير عام الأممالمتحدة عن تنفيذ أهداف التنمية المستدامة لعام2018 بيانات مقلقة, تعكس تراجعا واضحا في النظم البيئية, وعلي رأسها الغابات, فضلا عن اندثار عدد كبير من الكائنات الحية, مع تراجع قيمة معونات التنمية الرسمية المرتبطة بالتنوع البيولوجي بنسبة21 بالمائة مقارنة بعام.2015 وأضاف الرئيس أن شعار مؤتمرنا هذا الاستثمار في التنوع البيولوجي من أجل الناس والكوكب يأتي مواتيا للغاية, إذ يعكس رؤيتنا الجماعية بضرورة إدماج الحفاظ علي التنوع البيولوجي في جميع مناحي النشاط الإنساني, بما يسهم في صون الموارد الطبيعية وإدارتها بصورة مستدامة, وهو ذات التوجه الذي تبنيناه جماعيا عام2015, من خلال الأجندة الدولية للتنمية2030, بما تضمنته من أهداف بيئية وتعهدات لتعزيز التعاون الدولي في الإطار متعدد الأطراف. وأكد الرئيس السيسي أن المؤتمر يمثل فرصة فريدة لتسليط الضوء علي الممارسات الجيدة والفرص المتاحة فيما يتعلق بحفظ واستدامة التنوع البيولوجي من خلال دمج التنوع البيولوجي في قطاعات الطاقة والتعدين, والبنية التحتية, والصناعة, والصحة. وأوضح الرئيس أنه استكمالا لهذا التوجه, فقد رأت مصر إطلاق مبادرة تتكامل مع هدف دمج التنوع البيولوجي في القطاعات المختلفة, بتنسيق الجهود وتعزيز التناغم بين اتفاقيات ريو الثلاث المعنية بتغير المناخ, والتصحر, والتنوع البيولوجي, وإيجاد مقترح متكامل يتعامل مع فقدان التنوع البيولوجي والآثار السلبية لتغير المناخ وتدهور الأراضي, سعيا لتكامل الجهود المبذولة في كل من الاتفاقيات الثلاث, من خلال عدد من الإجراءات من بينها تطوير التعاون بين مختلف الشركاء وأصحاب المصلحة بمن فيهم المجتمع المدني والقطاع الخاص, وحشد عدد كبير من التعهدات الفنية والمالية والنوعية, وإنشاء شراكات مع آليات تمويل اتفاقيات ريو الثلاث, وغير ذلك مما ستطلعون عليه, ونأمل أن يحظي بدعمكم وتأييدكم خلال الفترة المقبلة. واختتم الرئيس كلمته بالقول: اسمحوا لي أن أعرب لكم عن صادق الأمنيات بكل التوفيق لمؤتمركم هذا وأن ينجح في بلوغ مقاصده متمنيا لكم كل الخير وطيب الإقامة في بلدكم الثاني مصر.