شهدت العلاقات بين القاهرةوموسكو علي مدار75 عاما منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية ديناميكية وحيوية, بتبادل الزيارات واللقاءات بين المسئولين المصريين والسوفيت ولم تتوقف إلا لفترة وجيزة في السبعينيات, لتعود من جديد في الثمانينيات ولكن الظروف الدولية باتت تقتضي إعطاء دفعة جديدة لهذه العلاقات المتميزة. أقيمت العلاقات المصرية الروسية في26 أغسطس1943 تمت الخطوة الأولي للتعاون المصري الروسي في أغسطس عام1948 حين وقعت أول اتفاقية اقتصادية حول مقايضة القطن المصري بحبوب وأخشاب من الاتحاد السوفيتي, وشهدت العلاقة تطورات متلاحقة كان أبرزها بعد ثورة يوليو عام1952, حين قدم الاتحاد السوفيتي لمصر المساعدة في تحديث قواتها المسلحة وتشييد السد العالي. بلغت العلاقات الثنائية ذروتها في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين, حين ساعد الخبراء السوفيت مصر في إنشاء المؤسسات الإنتاجية, وبينها السد العالي في أسوان ومصنع الحديد والصلب في حلوان ومجمع الألمونيوم بنجع حمادي ومد الخطوط الكهربائية أسوانالإسكندرية. تم في مصر إنجاز97 مشروعا صناعيا بمساهمة الاتحاد السوفيتي, وكانت مصر في طليعة الدول التي أقامت العلاقات الدبلوماسية مع روسيا الاتحادية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام1991, وتواصلت العلاقات السياسية في تطورها بين الدولتين علي المستويين الحكومي والبرلماني. العلاقات المصرية الروسية عقب ثورة30 يونيو أعلنت روسيا تأييدها لثورة30 يونيو وما تلاها من تطورات بما في ذلك جميع محطات خارطة الطريق, ومن هذا المنطلق فإن روسيا تؤيد عودة مصر بقوة إلي الساحة الإقليمية والدولية, وتدعم مشاركتها في كل المبادرات الإقليمية, وتقاوم أي محاولة لتهميش الدور المصري, وهو ما برز جليا في الأزمة السورية وأزمة غزة والذي وصل للمطالبة بضم مصر للرباعية الدولية لتفعيل دور الأخيرة. شهدت العلاقات السياسية بين البلدين طفرة عقب ثورة الثلاثين من يونيو تمثلت في زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين إلي مصر يوم14 نوفمبر2013, وزيارة وزيري الخارجية والدفاع المصريين إلي روسيا يومي12 و13 فبراير2014, حيث تم عقد المباحثات السياسية بصيغة2+2, بما يجعل مصر هي الدولة العربية الوحيدة التي تبنت موسكو معها هذه الصيغة التي تتبناها روسيا مع خمس دول أخري, هي الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة واليابان, وحرص البلدان علي عقد لقاءات هذه الصيغة بشكل منتظم سواء في القاهرة أو موسكو. قام فلاديمير بوتين رئيس روسيا بزيارة مصر يومي9 و10 فبراير2015, بدعوة من الرئيس السيسي, بحث الرئيسان السيسي وبوتين خلال الزيارة سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين, فضلا عن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك, كما تبادلا الآراء حول تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط, وكذلك الموقف في كل من سوريا وليبيا, إضافة إلي سبل دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. حرص الرئيس السيسي علي مشاركة القيادة والشعب الروسي بالذكري السبعين للنصر في الحرب العالمية الثانية وذلك في مايو من عام2015, ثم عاود زيارة روسيا في أغسطس من ذات العام, وتم خلال الزيارة الحديث عن توسيع التعاون بين البلدين في الكثير من المجالات بما في ذلك الطاقة الذرية وإنشاء منطقة صناعية روسية بالقرب من قناة السويس إلي جانب العديد من المشروعات الطموح بين البلدين. حرص رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف علي المشاركة في احتفالات مصر بافتتاح قناة السويس الجديدة حيث نقل التليفزيون الرسمي في روسيا جميع وقائع مراسم الافتتاح والاحتفال علي الهواء طوال اليوم. قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة لمصر يوم11 ديسمبر2017, في ثاني زيارة من نوعها في غضون عامين فقط, وتم خلالها التوقيع علي عدد مهم من الاتفاقيات بما في ذلك اتفاق الضبعة, إلي جانب إعطاء الضوء الأخضر لإمكان استئناف الطيران المباشر بين البلدين بعد انقطاع استمر أكثر من عامين بسبب حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء. كما شهدت الزيارات مستويات مختلفة من المسئولين, ففي سبتمبر2013, قام وزير الخارجية الأسبق نبيل فهمي بزيارة لروسيا, التقي خلالها نظيرة الروسي سيرجي لافروف, كما عقد جلسة مباحثات مع كولاي باترشيف سكرتير عام مجلس الأمن القومي الروسي, تناولت التطورات التي تشهدها مصر, فضلا عن عدد من الموضوعات الإقليمية محل الاهتمام المشترك, ومن بينها القضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط والوضع في سوريا لما له من انعكاسات إقليمية, مشيرا إلي أن اللقاء تناول موضوع إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. وفي أبريل2014, قام المبعوث الخاص لروسيا بزيارة إلي الشرق الأوسط, حيث بحث تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا وعددا من الملفات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين, وتم خلال اللقاء تأكيد عزم البلدين علي تطوير العلاقات بينهما في مختلف المجالات بما يليق بمكانتها الإقليمية والدولية ويحقق تطلعات شعبيهما ومصالحهما المشتركة. وفي مايو2014, قام الوفد الشعبي الروسي بزيارة لمصر برفقة مجموعة ممن شاركوا في بناء السد العالي وذلك في ذكري الاحتفال بمرور50 عاما علي تغيير مجري نهر النيل, وهدفت الزيارة إلي تقديم الدعم للجانب المصري, ويعكس رغبة الجانب الروسي للتعاون وتقديم العون للجانب المصري في قضايا المياه والطاقة, علي غرار ما تم في إطار تنفيذ إطلاق القمر الصناعي إيجي سات, وأنه تم اختيار الهيئة العامة للاستعلامات كمنبر لإطلاق رسالة تدعو الحكومة المصرية للتعاون وإنشاء لجنة مشتركة من خبراء مصر وروسيا في مجالات المياه والطاقة. في نوفمبر2014, قام مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط ميخائيل بوجدانوف بزيارة لمصر حيث استقبله وزير الخارجية سامح شكري, وبحث الجانبان العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا الاتحادية وسبل تطويرها في مختلف المجالات بما يحقق مصالح البلدين خاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والزراعية. في ديسمبر2014 استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي, نائب رئيس وزراء روسيا دفوركوفيتش, والوفد المرافق له, كما استقبل المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء حينذاك, نائب رئيس الوزراء الروسي, وشدد محلب علي أهمية الزيارة في تعزيز التعاون الإستراتيجي, وأوضح أن الحكومة تولي رعاية كبيرة حاليا بتعزيز التعاون مع الجانب الروسي, وأنها في هذا السبيل أنشأت وحدة روسيا بمجلس الوزراء لمتابعة علاقات التعاون الثنائي في مختلف المجالات. تواصلت الزيارات الرسمية بين البلدين ومن بينها زيارة رئيس مجلس النواب المصري د.علي عبد العال, لسان بطرسبورج في17 أكتوبر, وزيارة لوزيري الدفاع والخارجية لموسكو, وزيارة وزير الطيران المصري شريف فتحي لروسيا في15 ديسمبر2017 حيث تم التوقيع علي بروتوكول التعاون في مجال أمن الطيران بين البلدين, كما قام وفد الدبلوماسية الشعبية بزيارة لروسيا في مارس2016, والوفد البرلماني المصري بزيارة لروسيا في11 يوليو2016