مع تفاقم الأزمة بين أمريكاوتركيا بسبب إصرار تركيا علي مواصلة اعتقال القس الأمريكي أندرو برونسون قبل عامين, واستمرار تهاوي الاقتصاد التركي بسبب انخفاض سعر الليرة أمام الدولار نتيجة العقوبات الأمريكية علي تركيا, لجأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلي قطر, حليفته في دعم الإرهاب, للتخفيف من حدة الكارثة الاقتصادية التي تمر بها تركيا حاليا والتي من مقدورها زلزلة عرش السلطان العثماني. فجاء إعلان الرئاسة التركية في بيان أن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني وعد أمس باستثمارات مباشرة في تركيا بقيمة15 مليار دولار خلال اجتماع عقده مع أردوغان أمس في أنقرة, دعما للاقتصاد. وتعهد تميم بن حمد آل ثاني بأن تستثمر بلاده15 مليار دولار في تركيا, حسبما ذكرت وكالة الأناضول التركية الرسمية, واستغرق اللقاء في المجمع الرئاسي بعيدا عن الإعلام حوالي3 ساعات ونصف. وشارك في لقاء أردوغان وآل ثاني وزير المالية والخزانة التركي براءت ألبيراق ووزير المالية القطري علي شريف العمادي. وفي تحرك سلط الأضواء علي النهج المشترك, كان تميم أول من أجري محادثة هاتفية مع أردوغان خلال محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في يوليو2016, كما لم تخف أنقرة دعمها للدوحة في الأزمة بين الدوحة والدول العربية لدعم قطر الإرهاب, كما أن هناك قاعدة تركية عسكرية صغيرة في قطر. وشهدت الليرة التركية تراجعا حادا في قيمتها خلال الأيام الأخيرة عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة الماضية أن واشنطن مضاعفة الرسوم الجمركية علي الصلب والألومنيوم التركيين, فيما رد أردوغان بالدعوة إلي مقاطعة المنتجات الإلكترونية الأمريكية. ويؤدي النزاع إلي تزايد المخاوف من إمكان حدوث أزمة اقتصادية في تركيا وأثار قلق المستثمرين الأجانب في البلاد, بمن فيهم القطريون. وشهدت العلاقات التركية القطرية تقاربا اقتصاديا وسياسيا لافتا خلال السنوات الأخيرة. ولدي الدوحة استثمارات في تركيا تبلغ قيمتها20 مليار دولار, بحسب أرقام صدرت الشهر الماضي في وقت تعد أنقرة في مقدمة الجهات المصدرة إلي الدولة الخليجية.