تحول متحف بورسعيد القومي إلي لغز بعدما رصدت وزارة الثقافة قبل الثورة مبلغ75 مليون جنيه لترميمه, وفوجئ الجميع بهدمه بالكامل, بدلا من ترميمه وهو قبل وبعد الهدم أو الترميم لا منفعة له..إلا فيما ندر.. ولا استفادة سياحية أو ثقافية منه في الأغلب الأعم حيث ظل مبناه مهجورا منذ انشائه, وفيما عدا بعض الرحلات المدرسية الداخلية بالمدينة وعدد قليل من مواطني المدينة لم تسجل سجلات الزيارة بالمتحف علي مدار السنوات الماضية أي اقبال يذكر خاصة من جانب الآلاف من السائحين الأجانب الذين يفدون إلي مصر عبر ميناء بورسعيد السياحي المجاور للمتحف, وذلك لاقتصار برنامجهم السياحي علي زيارة القاهرة ومعالمها الأثرية فقط, وعدم ادراج متحف بورسعيد ضمن ذلك البرنامج رغم احتوائه علي بعض الآثار المهمة التي تعود للحقب التاريخية الفرعونية والاغريقية والإسلامية والمسيحية والحديثة. ومع هدم المتحف المهجور استنكر مواطنو بورسعيد إعادة بنائه في ظل فشل تجربته الثقافية والسياحية, وجدوي بقائه في موقعه الذي يطل مباشرة علي نقطة التقاء البحر المتوسط بقناة السويس في الركن الشمالي الشرقي لافريقيا. ** وقال سامح فتحي موظف بميناء بورسعيد السياحي إنه كان شاهدا علي هجرة سائحي الميناء للمتحف المهجور علي مدار السنوات الماضية, والتزامهم بالبرنامج السياحي الموضوع لهم, حيث ترسو السفن بهم في الميناء, وعقب نزولهم, يستقلون الأتوبيسات السياحية التي تنتظرهم علي أبواب الميناء.. ويتوجهون للقاهرة صباحا لزيارة الأهرامات والمتحف المصري بالتحرير وخان الخليلي, ثم يعودون لبورسعيد مساء.. حيث تغادر بهم السفن فورا, دون أن يعرفوا أصلا أن المبني الذي ركبوا من أمامه الأتوبيسات متحف. وأضاف: حتي طاقم السفينة, من بحارة وعمال والملتزمين بالبقاء بالسفينة لا يفكر أحد منهم في قطع20 خطوة فقط لدخول المتحف وهكذا الحال مع بعض السائحين الباقين علي السفينة والذين يفضلون التجول والتسوق بشوارع المدينة علي زيارة المتحف. ** وقال عمرو أبوالنور من ابناء بورفؤاد ليس من المعقول أن يتم التعامل مع المتحف, حتي بعد بنائه باعتباره بديلا للمتحف المصري بالتحرير, فالسائح الأجنبي يدرك الفارق الشاسع في المعروضات الأثرية بينهما.. لذلك.. لن تفلح أي محاولة لإقناع السائحين بزيارة المتحف.. ولن تفلح أي محاولة لتسويقه داخليا مع تراجع الاهتمام بالشئون الثقافية لدي المواطنين, حتي بين الطلبة الذين من المفترض ان يكونوا اكثر اقبالا علي تلك المنشآت الثقافية للتعرف علي تاريخ بلدهم. وفي النهاية تبقي إعادة إنشاء المتحف, وإعادته لوضعه المهجور اصلا نوعا من إهدار المال العام. ** وطالب المحاسب أحمد القشطي من ابناء المدينة, اللواء أحمد عبدالله محافظ بورسعيد بالاسراع بمراجعة ملف المتحف المهجور وجدوي إعادة بنائه, في موقعه مؤكدا حاجة بورسعيد للأرض المخصصة للمتحف منذ سنوات, وامكانية استغلالها في اغراض تجارية وسياحية أخري بدلا من إهدارها. وقال إن السياحة الرائجة في بورسعيد هي سياحة التسوق نظرا لنظام المدينة الحرة وسعي الجميع اجانب ومصريين للاستفادة من مزاياه المختلفة. أما السياحة الثقافية,, فقد تراجعت كثيرا حتي داخل مصر, بدليل اعداد السائحين المتواضعة القادمة لزيارة الآثار بالقاهرة والأقصر واسوان بمثيلها الهائل القادم للغردقة وشرم الشيخ.. لذلك لا جدوي من استمرار المتحف المهجور وإعادة بنائه, حسب قوله. من جانبه اكد محمد خضير مدير عام الثقافة ببورسعيد انتقال الولاية علي المتحف من وزارة الثقافة إلي وزارة الآثار المستحدثة مؤخرا, مشيرا لعدم توافر معلوماته لديه بشأن هدم المتحف بدلا من ترميمه فجأة. وداخل المحافظة أكد مسئولو المكتب الفني بالمحافظة. عدم وجود علاقة بين المحافظة والمتحف.. حيث يظل ملف المتحف تابعا لوزارة الثقافة.. وما تفرغ منها من كيان خاص للمتاحف والآثار.