شهدت ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية توافد عشرات الآلاف من المتظاهرين في جمعة الثورة أولا وذلك وسط غياب أمني تام لأفراد الشرطة والجيش.. ومع الساعات الأولي من اليوم قام أهالي الشهداء بوضع عدد من الخيام علي الكورنيش أمام حديقة الخالدين بمنطقة محطة الرمل, وقاموا بوضع صور أبنائهم الشهداء عليها, وهم يرددون مع بقية المتظاهرين تحيا مصر.. تحيا مصر سلمية.. سلمية, النهاردة أول يوم التحدي. وعند اقتراب موعد أذان الظهر ظهر بميدان القائد إبراهيم حمدين صباحي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية وسط مؤيديه, وقد اعتلي سقف سيارة وهو يهتف الثورة أولا.. الفقراء أولا, التطهير التطهير, ثورة ثورة حتي النصر, معلنا عن استيائه من الافراج عن الضباط المتهمين بقتل الشهداء, وطالب بتقسيم المحاكم الي20 دائرة قضائية مع ضرورة إلغاء الإجازات القضائية للقضاة والمستشارين أثناء الثورة لسرعة إنهاء المحاكمات. وقد ألقي الشيخ المحلاوي خطيب مسجد القائد إبراهيم خطبة الجمعة, والذي طالب فيها بضرورة عودة الحياة الطبيعية مع تعافي الاقتصاد المصري, واشادته بالاقتصاد الإسلامي, وقد اتهم النظام السابق بالفساد, وأنه كان عونا لإبليس, وناشد أهالي الشهداء عدم التنازل عن حقوق أبنائهم الشهداء, لأن دم الشهيد لا يضيع, موضحا أن النيابة والقضاء لا يملكان أن يصدرا أحكاما بالبراءة علي قتلي الشهداء حتي في حالة تنازل أهالي الشهداء أنفسهم, منددا بأن معظم الموجودين حاليا في الحكومة من النظام السابق الذي كان يتسم بعصر التوريث ليس في الحكم فقط, بل بين فئات الشعب المختلفة من قضاة وأطباء وغيرهم الكثير. وفي نهاية الخطبة طالب الشيخ المحلاوي المجلس العسكري بأن يتولي محاكمات رموز الفساد في النظام السابق الفاسد علي أن يتم إنشاء وزارة محايدة لمحاكمتهم بشرط الا تضم أي عضو بها من النظام السابق, كما دعا الي ضرورة حكومة أخري ونظام آخر. كما طالب بأن تتم محاكمة الرئيس السابق وأفراد أسرته, وكذا رموز الفساد في الميادين والشوارع التي شهدت سقوط مئات من الشهداء, وبذلك تكون محاكمة علنية وليست بين جدران المحاكم. وعقب انتهاء صلاة الجمعة توجه عشرات المئات من المتظاهرين الي قسم شرطة العطارين بمنطقة محطة الرمل وهم يطالبون بإسقاط النظام, وقد اندس بين المتظاهرين قلة من البلطجية الذين رشقوا مبني القسم بزجاجات المياه الفارغة, ولكن سرعان ماتصدي لهم المواطنون من أهالي المنطقة, وقاموا بإبعادهم عن القسم, ثم أكد المتظاهرون سلمية سلمية ثم قام بعد ذلك المتظاهرون والمواطنون بتحية الضباط وأفراد الشرطة. هنا قام ضباط وأفراد الشرطة بالقسم بالتصفيق للمتظاهرين من خلال شرفات القسم, وتراجع المتظاهرين وهم يرددون راجعين راجعين شباب25, وذلك في حالة عدم القصاص من قتلي المتظاهرين أثناء الثورة, ثم اتجه المتظاهرون الي الشوارع الرئيسية بوسط الاسكندرية مثل شارع صلاح سالم والمنشية ومجموعة أخري توجهت الي منطقة بحري التي يوجد بها قصر رأس التين, وهذا ماتسبب في حدوث شلل تام للحركة المرورية علي كورنيش الاسكندرية بداية من منطقة محطة الرمل وحتي منطقة بحري. كما اتجهت مجموعة من المتظاهرين الي المنطقة الشمالية العسكرية بسيدي جابر. كما شهد ميدان مسجد القائد إبراهيم وجود العديد من الأحزاب مثل الحزب الاشتراكي, وحزب الاخوان, اللذين أكد أن الثورة مستمرة للحفاظ علي دم الشهداء, وكذلك حملة مؤيدي الدكتور محمد البرادعي الذين أعلنوا عن مطالبهم التي تضم11 مطلبا أبرزها العودة للأمن والأمان والعمل. كما حذر حزب الوسط من بطء المحاكمات وانعدام الشفافية, مطالبا بضرورة إجراء حوار حقيقي بين القوي السياسية المختلفة والحفاظ علي سمعة الثورة أمام العالم, أما حزب العدل فقد أكد أن وزير الداخلية ليس شرطا أن يكون من وزارة الداخلية التي يجب أن ينالها التطهير واعادة هيكلتها, والتمسك بنتيجة الاستفتاء واجراء الانتخابات البرلمانية أولا. وعلي صعيد آخر, أعلن أهالي الشهداء عن بدء اعتصام مفتوح حتي يتم القصاص من قتلة الشهداء, كما نادي المتظاهرون بالاسكندرية بعزل الدكتور عصام سالم محافظ الاسكندرية عضو لجنة السياسات وأحد رموز النظام المنحل علي أن يكون منصب المحافظ بالانتخاب. وعلي الجانب الآخر, فقد كان الوضع مستقرا تماما في شرق الاسكندرية حيث شهدت الشواطئ اقبالا كبيرا من المصطافين وكانت الحياة تسير بصورة طبيعية, كما استقبلت الشواطئ عشرات الاتوبيسات من رحلات اليوم الواحد والتي ساعدت علي امتلاء الشواطئ بأعداد كبيرة للغاية.