يهل علينا عيد الفطر المبارك بعد الانتهاء من أداء فريضة الصوم التي جعل الله الغاية منها هي التقوي ليس في رمضان, وإنما في كل الأيام بعد أن تدرب المسلم علي الطاعة وارتقت نفسه وروحه فأصبح ملائكيا يمشي علي الأرض وجعل الله له عيدا يفرح فيه وعندما قدم الرسول صلي الله عليه وسلم إلي المدينة وجد أهلها يلعبون في يومين ولما سأل عنهما أخبروه بأنهما يومان يلعبون فيهما فقال لهم قد أبدلكم الله خيرا منهما عيد الفطر وعيد الأضحي. وحول الحكمة من مشروعية الأعياد في الإسلام يقول الدكتور أشرف فهمي مدير عام المتابعة بوزارة الأوقاف إن الاسلام جعل عقب كل عبادة مهمة عيدا يفرح فيه المسلمون بأداء هذه الشعائر, فبعد صيام رمضان ونجاح المسلم فيه من تخليص نفسه وارادته من اسر الشهوات والانطلاق الروحي الذي وصل اليه في رمضان يحتفل المسلمون بعيد الفطر اعترافا ببلوغهم نهاية المسيرة في هذا الشهر, وتحقيق الهدف منه وكذلك الحال بالنسبة لشعيرة الحج فبعد انتهاء المسلمين من أداء شعيرة الحج يحتفلون بعيد الاضحي احتفالا بتمام شعيرة الحج ومن ثم الاحتفال بالاعياد في الاسلام ببلوغ المسلمين درجة الملائكية من تأثير العبادة, وبذلك يفرح المسلمون بتخليص انفسهم وغفران الله لهم سواء في شهر رمضان أو حج بيت الله الحرام. ويؤكد فهمي أن في هذا اليوم علي المسلمين أن يظهروا البسمة ويرسموها علي وجوههم مع بعضهم البعض, وأن يتزاوروا, وأن ينشروا الحب والسلام بين جميع البشر من يعرفونهم ومن لا يعرفونهم حتي يعلم الناس جميعا أن المسلمين يحبون الآخرين ويفتحون قلوبهم وصدورهم للبشر أجمعين ليؤكدوا أن الاسلام الحقيقي ضد الكارهين للانسانية الذين اشاعوا العنف وعاشوا علي الكراهية والحقد وتأثرت قلوبهم بذلك فصاروا يكرهون كل شيء حتي انفسهم. ويقول الدكتور نوح العيسوي من علماء وزارة الأوقاف بعد الاستجابة لأوامر الله والابتعاد عن نواهيه, وتوفيق الله لعبادة لأداء فريضة الصوم التي تستوجب شكره علي هذه النعمة لقوله تعالي ولتكبروا الله علي ماهداكم ولعلكم تشكرون لابد أن يستشعر المسلم الذي وفقه الله للصيام في رمضان نعمة الله الكبري عليه, وعلي الجميع أن يظهر البهجة التي لا تلهي عن الوقار الذي ينبغي أن يكون عليه المؤمن والاسرة المسلمة, وهو ما يشير اليه قوله تعالي, ولتكبروا الله علي ما هداكم وهو الشعار الذي ينبغي أن ينطلق المسلم منه لصلة الارحام, وزيارة الأقارب والاصدقاء والخروج للمتنزهات, وهذا معني قوله ولتكبروا الله علي ما هداكم ولعلكم تشكرون حيث يشعر المسلم بعد أداء الفرائض من صوم وزكاة فطر في العيد بالشكر علي نعم الله التي لا تحصي ولا تعد, وأن يستشعر أيضا المحرومين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا بأن يمد لهم يد العون, وأن يكون ترجمة حقيقة لكل خلق دعا اليه الاسلام. وأن يتحلي المسلم أيضا في هذا اليوم بأخلاقيات الصوم, وأن يجعل من شهر الصوم عنوانا لكل ايام السنة, فما تجمله الغاية الكبري في آية الصوم من التقوي, والتي تعني أن يكون المسلم في طريق الاستقامة والسماحة والعفو والاحسان للمسيء, وأن يعلم الجميع أن المرء في كل أحواله ينبغي أن يقابل السيئة بالحسنة, فإذا حافظ الجميع علي أن يكون هذا هو شعار هم في حياتهم التحمت الصلة بين أبناء المجتمع إلي جانب التحلي بالصبر وتقديم المساعدة للغير, فإذا تحقق ذلك في العيد, وفي كل الأيام كان الفلاح والفوز برضا الله سبحانه وتعالي.