اجتاح المغول العالم الإسلامي في القرن السابع الهجري بقيادة جنكيز خان, وعاثوا في الأرض فسادا, وانطلقوا يدمرون كل شيء في طريقهم, وقضوا علي الأخضر واليابس, فكان الخراب والدمار يسيران في ركابهم أينما حلوا, فلم يرحموا صغيرا ولا كبيرا, وألحقوا الدمار والخراب بالتراث الثقافي والفكري والحضاري للأمة. وقد استطاعت تلك القبائل الهمجية إنهاء حكم الدولة الخوارزمية والقضاء علي الخلافة العباسية, وعلي معالم الحضارة الإسلامية, ثم قتلوا الخليفة المستعصم بالله وأفراد أسرته وأكابر دولته, وبعد سقوط بغداد والخلافة العباسية تقدم التتار إلي بلاد الجزيرة, واستولوا علي حران والرها وديار بكر ثم جازوا الفرات, ونزلوا علي حلب واستولوا عليها, ثم إلي دمشق ونابلس والكرك وبيت المقدس وغزة دون أن يلقوا أي مقاومة تذكر, ولم يعد أمامهم سوي مصر لكي يبسطوا سلطانهم علي العالم الإسلامي, وساعدهم علي ذلك ما كان يعانيه العالم الإسلامي من ضعف ووهن بسبب التمزق والفرقة. أرسل هولاكو خان قائد الجيش التتري رسالة تهديد مع أربعين رسولا إلي الملك المظفر قطز يدعوه للاستسلام فأمر بقتلهم وعلقت رءوسهم علي باب زويلة وكان ذلك إعلانا للحرب, ودعا الناس إلي الجهاد في سبيل نصرة دين الله وأخذ يجمع المال وينفقه علي تجهيز الجيش, وقد أفتي العز بن عبد السلام ببيع الحلي والجواهر في سبيل الجهاد ومحاربة المغول. خرج قطز ومساعده بيبرس إلي غزة ثم إلي عين جالوت, وفي25 رمضان658 ه/3 سبتمبر1260 م التحم الجيشان وأبلي قطز بلاء حسنا وهو يصرخ واإسلاماه! واستطاع أن يهزم المغول لأول مرة منذ خروجهم من منغوليا, وأوقف المد المغولي المكتسح الذي أسقط الخلافة العباسية سنة656 ه1258 م. من علماء الأزهر الشريف