وكأنها ولدت لتسرق فهي فتاة لم تزل في سن المراهقة فلم تتجاوز العشرين ربيعا, احترفت السرقة منذ صباها فحينما كانت في الخامسة عشرة من عمرها سجلت أول قضية سرقة في أرشيفها الجنائي بعدما قامت بسرقة مبلغ مالي من مسكن كانت تخدم به, ولم يمر سوي عام علي الواقعة الأولي إلا وكانت سماح خلف القضبان في ثاني قضية سرقة لها من داخل مسكن آخر. لم تكن شهور السجن التي قضتها سماح خلف القضبان رادعة للعدول عن أفعالها الملتوية, حيث إنها فور خروجها من الحبس الاحتياطي عملت في بوفيه إحدي شركات الرخام بمنطقة المعادي وبعد أيام قليلة من عملها الجديد, عادت لمزاولة نشاطها الآثم وخططت لسرقة صاحب الشركة التي تعمل بها بعدما علمت بتركه مبالغ كبيرة بدرج مكتبه. أتقنت سماح في عملها حتي لفتت أنظار صاحب الشركة وبدأت تداوم دخول مكتبه باستمرار, بحجة تقديم الطلبات له من ناحية وتنظيف المكتب من ناحية أخري, حتي تمكنت من مغافلته وسرقة مفاتيح مكتبه وعمل نسخة عليها. وفي اليوم التالي بدأت سماح في تنفيذ مخططها فتوجهت لمقر الشركة قبل موعد حضور الموظفين وقامت بفتح المكتب بنسخة المفتاح ونفذت سرقتها, ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. حيث تلقي اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة إخطارا من اللواء نبيل سليم مدير المباحث الجنائية بورود بلاغ للمقدم إسلام أبو بكر رئيس مباحث قسم شرطة المعادي من المدعو نصر حسن نصر20 سنة شريك بشركة رخام كائنة دائرة القسم ومقيم المحلة الكبري- غربية باكتشافه سرقه30 ألف جنيه من داخل درج مكتبه بالشركة ولم يتهم أو يشتبه في أحد بارتكاب الواقعة وتحرر عن ذلك المحضر رقم8659 لسنة2018 م جنح القسم. بإجراء التحريات ومن خلال فحص العاملين الحاليين والسابقين بالشركة محل الواقعة أمكن التوصل إلي أن وراء ارتكاب الواقعة سماح نبيل عزمي19 سنة عاملة بوفيه بذات الشركة ومقيمة دائرة القسم سبق اتهامها في القضية رقم8522 لسنة2017 م المعادي سرقة مسكن ومطلوب التنفيذ عليها في القضية رقم9343 لسنة2016 المعادي سرقة والمقضي فيها بالحبس3 شهور. وبعرض المعلومات علي اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة, أمر بتشكيل فريق بحث أشرف عليه العميد محمد الشرقاوي رئيس مباحث قطاع جنوبالقاهرة باشره العميد حمدي النهري مفتش مباحث فرقة مصر القديمة ضم المقدم إسلام أبو بكر رئيس مباحث المعادي لسرعة ضبط المتهمة. وبتقنين الإجراءات وإعداد الأكمنة اللازمة بالأماكن التي تتردد عليها المتهمة أسفرت أحدها عن ضبطها بمواجهتها بالمعلومات والتحريات أيدتها واعترفت بارتكاب الواقعة. وأضافت في اعترافاتها أنها نظرا لعملها بالشركة محل الواقعة وعلمها باحتفاظ المجني عليه بمبالغ مالية كبيرة بداخلها, اختمرت في ذهنها فكرة سرقتها وبتاريخ18 الجاري توجهت لمقر الشركة قبل ميعاد وصول الموظفين وقامت بفتح الشركة بالمفاتيح الخاصة بها وتمكنت من الاستيلاء علي المسروقات من داخل الدرج الخاص بالمجني عليه. تم بإرشاد المتهمة بمسكنها ضبط مبلغ27900 ألف جنيه من متحصلات السرقة وأضافت بإنفاقها باقي المبلغ المالي المستولي عليه علي متطلباتها الشخصية. باستدعاء المجني عليه اتهمها بالسرقة, وبإخطار مساعد أول الوزير لأمن القاهرة أمر بتحرير محضر للمتهمة وإحالتها إلي النيابة التي تولت التحقيقات.