أكد د. محمد بدر محافظ الأقصر أن هناك العديد من المشروعات التي تجري علي أرض المدينة أهمها إحياء طريق الكباش الذي يربط بين معبدي الأقصر والكرنك بمسافة2700 متر ويحظي باهتمام عالمي كبير, مشيرا إلي أنه تم الانتهاء من تنفيذ50% من المشروع حتي الآن. وقال بدر في حواره ل الأهرام المسائي إن المحافظة تسعي إلي نقل جميع المصالح الحكومية إلي مدينة طبية الجديدة لاستيعاب التدفقات السياحية المتوقعة خلال الفترة المقبلة بعد النشاط الملحوظ في الموسم السياحي الشتوي الماضي. وكشف بدر أنه سيتم طرح مشروعات إنشاء فنادق ومطاعم وأماكن ترفيهية علي المستثمرين قريبا في إطار خطة المحافظة لتطوير قطاع السياحة, مشيرا إلي أنه تمت إقامة46 مصنعا جديدا بالمدن الصناعية والأولوية بها لتشغيل الشباب. وأوضح المحافظ أنه لا توجد أزمة إسكان بالأقصر, مشيرا إلي أنه جار الانتهاء من16 ألف وحدة سكنية لتسليمها لمن تنطبق عليهم الشروط وإلي نص الحوار: إحياء طرق الكباش يعد أحد أكبر المشروعات التي يتم تنفيذها بالأقصر.. فما الذي تم الانتهاء منه حتي الآن؟ وما هو العائد منه علي السياحة بالمدينة؟ مشروع الكشف عن طريق الكباش هو أحد المشروعات العملاقة التي تشهدها المنطقة الأثرية بجنوب الصعيد وسيحول الأقصر إلي أكبر متحف عالمي مفتوح حيث يربط ما بين معبدي الكرنك والأقصر بطول2700 متر مربع, وهو أحد الأحلام التي راودت علماء الآثار في مصر والعالم, وتم الانتهاء من50 % منه حتي الآن وبمجرد الانتهاء منه سيتم افتتاحه, حيث سيصبح أكبر حدث عالمي في القرن الحادي والعشرين.. فمن خلاله سيستطيع السائحون السير من معبد الأقصر إلي الكرنك عبر طريق الكباش, موضحا أنه منذ أكثر من خمسة آلاف عام قام ملوك مصر الفرعونية في طيبة الأقصر ببناء طريق الكباش لتسير فيه المواكب المقدسة للملوك والآلهة في احتفالات أعياد الأوبت من كل عام ويبلغ طوله2700 متر وعرضه70 مترا وبه1200 تمثال. ما هي معوقات اعترضت تنفيذ المشروع؟ وكيف تم التغلب عليها؟ بالطبع كانت هناك معوقات اعترضتنا أثناء تنفيذ المشروع بعد أن مرت السنوات والقرون واختفت معالم هذا الطريق, فضلا عن أنه أقيمت عليه مساكن وبيوت ودفنت تحتها التماثيل, بالإضافة إلي أن الأراضي الزراعية التي كانت تروي بالغمر أدت إلي تآكل التماثيل التي كانت أسفلها عبر القرون, ورغم كل هذا تم البدء في المشروع عام2004 ثم توقف العمل به أعقاب ثورة يناير وما جري من أحداث في مصر حتي تم استئناف العمل به مرة أخري بالتعاون بين محافظة الأقصر ووزارة الآثار, حيث يحظي المشروع باهتمام كبير من الدولة. هل سيضار أحد من المشروع كما يزعم البعض؟ عندما بحثنا ملف التعويضات في لقاء عقدناه مع الأهالي بمنطقة أبو عصبة والتي تمثل المرحلة الأخير للمشروع وجدنا رضا وترحيبا من الأهالي لأنه سيخدم أبناء الأقصر في الأساس, حيث تم التأكيد علي أنه لن يضار أحدا وتم إقناع الأهالي بأن هذا المشروع سوف يحقق المنفعة للدولة.. والتعويض موجود وسوف يصرف فور التنفيذ. وماذا عن الوضع الحالي لقطاع السياحة بالمحافظة؟ وما هو المتوقع والمأمول خلال الفترة المقبلة؟ الحمد لله حققنا موسما سياحيا شتويا ناجحا وكانت التدفقات السياحية جيدة بالنسبة للمواسم السياحية الماضية وكانت هناك العديد من الفعاليات التي حققت نسبة إشغال جيدة من سياحة المؤتمرات والمهرجانات, بالإضافة إلي السياحة الداخلية, ونحن حاليا نعد للموسم السياحي الصيفي وأعتقد أن نسب الإشغال خلاله ستكون معقولة من محبي السياحة الثقافية, ونسعي بالتعاون مع وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة إلي إعداد تسويق جديد للأقصر بعد اختيار لوجو جديد للمحافظة سوف يسوق عالميا بالتعاون مع الجامعة الألمانية, بالإضافة إلي إعداد موقع إلكتروني جديد يخدم السائح تتوافر فيه جميع المعلومات والخدمات بالأقصر. هل توجد مشكلات تعوق النهوض بقطاع السياحة بالأقصر؟ بالفعل هناك معوقات تتمثل في عدم وجود وعي سياحي لدي قطاعات كبيرة من الأهالي والمتعاملين مع السياح وهي من أكبر المعوقات التي نعاني منها وتتمثل في سائق التاكسي والحنطور والبازار الذي يبتز السائح وهو ما ينعكس سلبا علي الجهود المبذولة في التسويق ووسائل الجذب السياحي, لذلك عملنا علي التوعية وتعديل سلوكيات التعامل مع السائح حتي يعود للأقصر مرة أخري, حيث وجدنا أن هناك عدم التزام من سائقي الحنطور في الالتزام بأماكنهم ولكن تم وضع نظام رقابي مشدد واتخاذ إجراءات صارمة لمنع وقوف أي سائق علي كورنيش النيل أمام الفنادق ونسعي حاليا إلي تطوير الفنادق العائمة والثابتة. شهدت الأقصر خلال الشهور الأخيرة تدفقات سياحية إلا أن ضيق الشوارع لا يستوعب الحافلات.. فهل هناك خطة لاستيعابها؟ بالفعل هناك خطة لنقل جميع الإدارات الحكومية من وسط الأقصر إلي مدينة طيبة الجديدة لتفريغ المدينة من الزحام وتوسعة الشوارع لتستوعب التدفقات السياحية المتوقعة أن تزيد خلال الفترة المقبلة, حتي إن مبني المحافظة سوف ينقل بالكامل من وسط المدينة إلي طيبة الجديدة. وماذا عن الاستثمار السياحي بالأقصر؟ لدينا العديد من المشروعات السياحية المطروحة ومنها إنشاء فنادق ومولات تجارية وأماكن ترفيهية وملاهي للأطفال وإقامة ممشي سياحي, ونحتاج إلي مستثمرين لاستغلال المحلات الموجودة بالممشي لتشغيله, حيث إنه يعد البقعة الوحيدة الباقية التي يجب أن تستغل في إقامة خدمات علي مستوي راق من كافتيريات ومطاعم وبازارات وخدمات لأبناء المدينة والسياح الأجانب, كما نسعي إلي طرح أراض جديدة لإقامة فنادق وخدمات ترفيهية لأبناء الأقصر, بالإضافة إلي أن هناك قطعة أرض علي النيل سوف تستغل في إقامة منطقة خدمية, ونسعي حاليا إلي إقامة العديد من الفعاليات الفنية باستضافة كبار الفنانين لإقامة حفلاتهم بالأقصر في ساحة معبدي الكرنك والأقصر بعد نجاح المحافظة في تنظيم حفل ختام مهرجان الأقصر عاصمة الثقافة العربية بما لديها من إمكانات فندقية وساحات معدة ومجهزة علي أعلي مستوي. هل من انفراجة في أزمة الإسكان الاجتماعي بالمحافظة؟ ليس هناك أزمة إسكان بالمحافظة فلدينا عدة مشروعات جار العمل بها ومنها مشروع الإسكان الاجتماعي بمدينة طيبة الجديدة بإجمالي598 عمارة تضم14352 وحدة سكنية وبمجرد الانتهاء منها سيتم طرحها للراغبين من الذين تنطبق عليهم الشروط وهناك أولوية للشباب, فضلا عن مشروع مدينة الشمس بمدينة المامود والذي يجري العمل به حاليا لإنجاز87 عمارة بواقع1848 وحدة سكنية, بالإضافة إلي إسكان البغدادي والطود وكانت هناك مشكلة في توصيل المرافق إليها من مياه وصرف صحي وجار العمل علي الانتهاء منها لتسليمها للأهالي. ما هي خطة المحافظة لتوفير فرص عمل جديدة؟ بالطبع هناك خطة لتوفير فرص عمل للشباب بالمناطق الصناعية الجاري العمل بها, ففي المنطقة الأولي بالبغدادي تم تسليم46 مصنعا للشباب بعد الانتهاء من التراخيص, ويقوم23 شابا حاليا بإنشاء مصانعهم في مختلف الصناعات الغذائية والصناعية, وفي المنطقة الصناعية الثانية بمدينة أرمنت يجري العمل بمشروع صناعي زراعي للنباتات الطبية والعطرية علي مساحة11.500فدان, بالإضافة الي تسهيل منح القروض للشباب لإقامة مشروعات صغيرة, كما تم تخصيص أسواق خاصة لتوزيع منتجات الشباب من الصناعات الصغيرة, فضلا عن مشروع تدريب الشباب علي الحرف والصناعات الصغيرة من الألباستر والحرف اليدوية من السجاد والكليم والفخار التي تباع هدايا السياح وعائد التصنيع يوزع علي الشباب, كما أن لدينا البت النوبي لتدريب الفتيات علي الصناعات اليدوية, والمركز الحضري للمرأة للتدريب وتوفير فرص عمل وإقامة مشروعات صغيرة بعد إتقان صنعة سواء للشباب أو الفتيات, كما نشجع الشباب علي استغلال الحدائق والمتنزهات في إقامة كافتيريات ومحلات بشكل مناسب. وما هو الوضع بالنسبة للأسواق العشوائية؟ تم شن حملات مستمرة لإزالة جميع الأسواق العشوائية بعد أن تم منح الباعة أكثر من مهلة للانتقال إلي الأسواق الحضارية التي أقامتها للمحافظة, حيث توجد سوقان شرق السكة الحديد وغربها مجهزة بمحلات تناسبهم وبشكل لائق, وبعد المهلة تمت إزالة جميع الأسواق سواء الموجودة بشارع مدرسة الصنايع أو بمنطقة أبو الجود, تم إبلاغهم بأنه لن يضار أحد من تلك الإزالات, وكل بائع يرغب في مكان عليه التقدم للحصول علي محل بحيث لن نسمح بانتشار الفوضي أو أي أسواق عشوائية تشوه المظهر الحضاري للمدينة, ولا مجال لعودة أي بائع جائل للشارع واستغلال وغلق الشوارع والطرق مرة أخري من أجل المصلحة العامة, والجميل في الأمر أنه بعد الانتهاء من تلك الإزالات وجدنا استحسانا كبيرا من الأهالي المضارين من الفوضي التي كان يحدثها الباعة للمواطنين, وجار العمل حاليا في إعادة تأهيل وتجميل الشوارع.