الطاقة المتجددة وتنوع مصادرها, كانت واحدة من أهم محاور برنامج الرئيس عبد الفتاح السيسي, حيث شهدت البيئة التشريعية في هذا المجال تطورا كبيرا, وحققت طفرة غير مسبوقة في انتشار الطاقة الجديدة والمتجددة, وإقبالا واسعا من المستثمرين, لا سيما في الطاقة الشمسية. ومن المقرر أن يفتتح الدكتور محمد شاكر, وزير الكهرباء والطاقة, اليوم الثلاثاء, أول محطة لتوليد الكهرباء, في أكبر تجمع عالمي بأسوان للطاقة الشمسية, وتأتي المحطة الجديدة ضمن30 محطة للطاقة الشمسية من المقرر إقامتها بمنطقة بنبان, وتضم أكبر تجمع لتوليد الكهرباء من الشمس بقدرات تصل إلي2000 ميجاوات, تدخل جميعها الخدمة خلال العام الحالي, وهو ما يجعل من أسوان عاصمة للطاقة الشمسية في العالم. وبحسب تصريحات الدكتور محمد شاكر, فإن مجمع الطاقة الشمسية في بنبان يوفر عند التشغيل الكامل له نحو10 آلاف فرصة عمل أمام الشباب لتشغيل المحطات الشمسية, كما أن قدرات المحطات تقترب من القدرات المولدة من السد العالي البالغة2200 ميجاوات, مشيرا إلي أن هذه المشروعات تؤكد الثقة العالمية في الاقتصاد المصري وفي قطاع الكهرباء, حيث إنها تقام باستثمارات أجنبية تصل إلي ملياري دولار. وقال شاكر لالأهرام المسائي: إن الدعم الرئاسي والمتابعة الدقيقة للرئيس عبد الفتاح السيسي لملف الطاقة بوجه عام, وللطاقة المتجددة علي وجه الخصوص, كانت وراء هذا الحدث, لافتا إلي أن وزارة الكهرباء وبدعم الرئيس السيسي, أطلقت خطة, بعد إصدار القانون رقم203 لسنة2014, لتحفيز الاستثمار في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة, يتضمن مجموعة من الآليات التي تساعد المستثمر في الدخول في هذا النشاط لتوليد4300 ميجاوات من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بأسعار جاذبة, منها2000 ميجاوات من الرياح, و2000 ميجاوات من مشروعات الطاقة الشمسية( الخلايا الفوتوفلطية), و300 ميجاوات للمشروعات الشمسية أقل من500 كيلووات, وهو نظام تنافسي للحصول علي أقل الأسعار وأعلي كفاءة, لتحقيق أعلي استفادة ممكنة, وأقر مجلس الوزراء الضوابط والأسعار الخاصة بالبرنامج وتم نشرها علي جميع المستثمرين المؤهلين, وتم توقيع32 اتفاقية لشراء الطاقة بإجمالي قدرة1465 ميجاوات باستخدام الخلايا الفوتوفلطية بمنطقة بنبان بغرب أسوان, لتصبح باستكمالها أكبر تجمع لإنتاج الطاقة الكهربائية من الخلايا الشمسية في العالم حتي الآن. وأكد وزير الكهرباء ثقة الدولة في القطاع الخاص الوطني, الذي أثبت قدرته علي المنافسة القوية في سوق الطاقة الشمسية, إضافة إلي قدرته علي تدبير العملة الأجنبية اللازمة لتنفيذ المشروعات من مؤسسات التمويل الدولية, وهو أحد أهم الشروط التي تضمنتها تعريفة التغذية, التي تقدم علي أساسها القطاع الخاص لمشروعات طاقتي الشمس والرياح, مشيدا بالدور الذي قامت به شركات إنفنتي مالكة أول محطة والتزامها بالبرنامج الزمني, وأيضا المصرية لنقل الكهرباء المملوكة لقطاع الكهرباء, وإيجيماك علي إنشائها لمحطات المحولات اللازمة لتفريغ الطاقة الشمسية للشبكة القومية في زمن قياسي. وأشار شاكر إلي أن المرحلة الثانية من مشروعات تعريفة التغذية التي تم الإعلان عنها وبدأ العمل بها في أكتوبر2016 أسفرت عن توقيع اتفاقيات شراء الطاقة مع30 شركة بقدرة إجمالية1365 ميجاوات بالإضافة إلي توقيع اتفاقية مع شركتين علي قطعتي أرض خاصة بقدرة إجمالية100 ميجاوات ليصل بذلك إجمالي القدرات التي تم التعاقد عليها إلي1565 ميجاوات ضمن مرحلتي برنامج تعريفة التغذية, ومن المتوقع بدء تشغيل المرحلة الثانية من بداية منتصف عام2018 للشركات تباعا. وأضاف المهندس مدحت رمضان رئيس شركة إيجيماك والعضو المنتدب لها أنه تم, وفي زمن قياسي إنشاء4 محطات محولات تتضمن محطة محولات بنبان(1),(2),(3),(4)220/22 ك.ف سعة3175 م.ف.أ, لاستيعاب القدرات التي تم التعاقد عليها1565 ميجاوات ضمن مرحلتي برنامج تعريفة التغذية, مشيرا إلي أن شركته رصدت800 مليون جنيه لنقل الطاقة الشمسية من مشروعات بنبان للطاقة الشمسية والتي تصل إلي2000 ميجاوات إلي الشبكة القومية للكهرباء من خلال4 محطات محولات جهد220/22 كيلو فولت. من جانبه قال المهندس جمال عبد الرحيم رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء: إنه تم فتح خط قائم دخول وخروج لربط تلك المحطات بالشبكة, ومد كابلات لتفريغ القدرات المضافة من محطات الطاقة الشمسية بطول1000 كيلو متر, منها250 كيلو مترا كمرحلة أولي, و750 كم كمرحلة ثانية بتكلفة إجمالية تبلغ حوالي1442 مليون جنيه, لافتا إلي أن الشركة انتهت من خطوط الربط جهد220 ك.ف بطول32 كم علي مرحلتين تتضمن المرحلة الأولي إنشاء خطوط ربط بطول13 كيلو مترا, والمرحلة الثانية إنشاء خطوط ربط بطول19 كيلو مترا بتكلفة إجمالية تبلغ حوالي144 مليون جنيه. وأضاف هشام الجمل مدير شركة إنفنتي مالكة المشروع: إن تكلفة المحطة المقرر افتتاحها بمنطقة بنبان بأسوان اليوم تصل إلي نحو150 مليون دولار بقدرة50 ميجاوات, لافتا إلي أن الشركة تقوم حاليا بإنشاء مشروعين آخرين في المنطقة من المقرر تشغيلها العام الحالي أيضا, وأكد الجمل أن إنشاء المحطة الجديدة تمت بأيد مصرية, لافتا إلي أن العامل المصري دائما ما يؤكد قدرته علي العمل بأعلي إنتاجية بالرغم من أن تنفيذ المحطات الجارية في صعيد مصر تم تحت درجات حرارة تصل إلي48 درجة مئوية.