أصرت الولاياتالمتحدة أمس علي أنها لا تدير ظهرها للعالم في وقت يستعد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الترويج لشعاره أمريكا أولا أمام المجتمع الدولي المتشكك في دافوس, فيما يسعي القادة الأوروبيون بمن فيهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للدفاع عن النظام العالمي الليبرالي الذي هاجمه الرئيس الأمريكي علي مدي عام. وسيختتم ترامب المدافع عن الحمائية والذي أغضب الصين وكوريا الجنوبية أخيرا بفرضه رسوما جمركية جديدة علي الألواح الشمسية والغسالات كبيرة الحجم, القمة السنوية بخطاب بعد غد. وأفاد كبار المسئولين الأمريكيين أن زيارته تهدف إلي الدفاع عن المصالح الأمريكية مع الترويج في الوقت نفسه للشراكات الدولية. وقال وزير الخزانة الأمريكي, ستيفن منوتشين للصحفيين خلال اجتماع رؤساء الحكومات وكبار رجال الأعمال والناشطين والمشاهير( أمريكا أولا تعني العمل مع باقي العالم). وأضاف أن شعار سيد البيت الأبيض يعني فقط أن الرئيس ترامب يدافع عن المصالح الأمريكية كما يفعل أي زعيم آخر. ودافع كذلك وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس بشدة عن الرسوم الجمركية التي أعلنها أخيرا, مؤكدا أنه لا يمكن لواشنطن أن تتواني عن اتخاذ إجراءات بحق الدول التي تخالف القواعد. وقال روس:( الحروب التجارية تخاض كل يوم, وللأسف, في كل يوم هناك جهات متعددة تنتهك القواعد وتحاول الاستغلال بشكل غير عادل). وفي حين تعد الرسوم لعنة بالنسبة لنخبة عالم الأعمال في دافوس, رحبت وفود عدة بإصلاحات ترامب الضريبية المثيرة للجدل والتي خفضت معدل الضرائب علي الشركات في الولاياتالمتحدة إلي21%, وهي نسبة أقل بكثير من المعتمد في كثير من الدول الأوروبية. وفيما يصل ترامب دافوس بعقلية الرئيس المروج لمصالح الولاياتالمتحدة الاقتصادية, فإن ماكرون عازم بنفس الدرجة علي الدفاع عن نظام عالمي تشكله قواعد متفق عليها بشكل متبادل والتأكيد علي المساواة بين الجنسين, خلافا لسجل نظيره الأمريكي المثير للجدل بشأن النساء. من جهتها, تحتاج المستشارة الألمانية, انجيلا ميركل, إلي تسوية مشاكلها المتعلقة بقيادتها في الداخل قبل رفع لواء وقيادة مقاومة ترامب الذي سيحضر المنتدي الاقتصادي العالمي بعد غد. وكتبت صحيفة هاندلسبلات الاقتصادية الألمانية, أن ميركل تذهب إلي دافوس بيدين مكبلتين. وسيهيمن الأوروبيون علي الساحة في دافوس بعدما أعلنت الهند وكندا عن مواقف رافضة لسياسة ترامب الحمائية. وأكد وزير التجارة الدولية البريطاني ليام فوكس أن اجتماعات دافوس هي الفرصة المثالية من أجل عرض وجهة نظر لندن. وقال لوكالة فرانس برس( هناك رغبة قوية للقيام بأعمال تجارية في بريطانيا, فمن لا يريد الوصول إلي خامس أكبر اقتصاد في العالم). ولم يقف تحدي ترامب عند النخب المجتمعة في دافوس حيث احتشد أكثر من ألف متظاهر في وسط زوريخ احتجاجا علي زيارة الرئيس الأمريكي. وهتف المتظاهرون ترامب غير مرحب به وسويسرا تستضيف نازيين, وفقا لما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وانضم إلي المظاهرة ناشطون ضد العولمة ومدافعون عن البيئة إضافة إلي أعضاء منظمات كردية وفلسطينية. ومن جانبها تعتزم الصين التعهد بإجراء إصلاحات إضافية لتحقيق المزيد من الانفتاح. وقال ليو هي المستشار الاقتصادي للرئيس الصيني: نرفض جميع أشكال الحمائية, الانفتاح أساسي ليس فقط للصين بل للعالم أجمع. وأضاف أن بكينستتبني تدابير إضافية للتوصل إلي مزيد من الانفتاح وجعل اقتصادها أقرب من المستثمرين الدوليين واعدا بتدابير ستفوق توقعات العالم.