من المتصور أن يستغرق توصيل خدمة الصرف الصحي لمحافظة بأكملها عدة سنوات, لكن من غير المعقول أن يستغرق توصيل الصرف لقرية صغيرة7 سنوات, وهذا لا يحدث في بلاد ما وراء النهر, لكنه يحدث بالفعل في محافظة الفيوم, وبالتحديد في قرية الكعابي مركز سنورس. حيث توقف مشروع الصرف الصحي بالقرية المظلومة منذ7 سنوات علي الرغم من مد الخطوط منذ ما يقرب من5 سنوات, لكن لم يتم حتي الآن إنشاء محطة الصرف الصحي التي ستقوم الخطوط الفرعية بإلقاء مخلفات الصرف بها, خاصة أن المشروع يخدم نحو80 ألف نسمة من أهالي قريتي الكعابي وبيهمو. ومما يدعو للأسي حقا أن القرية لا تبعد عن مدينة الفيوم سوي بنحو10 كيلومترات, ومازال الأهالي يعتمدون علي بيارات الصرف الصحي داخل منازلهم, وبجوارها, مما يجعلهم عرضة للأمراض أو الموت في أثناء كسح وتنظيف تلك البيارات, وكان آخر تلك الحوادث هو مصرع5 من أسرة واحدة سقطوا جميعا داخل بيارة الصرف الصحب بمنزل أحدهم بقرية الكعابي, الأمر الذي جعل أهالي القرية في قمة غضبهم. ولم يقف الأمر عند هذا الحد, بل تعاني الوحدة المحلية بالقرية من ضعف الإمكانات لتوفير الجرارات ومعدات كسح بيارات الصرف الموجودة في منازل الأهالي, كما أن تكلفة الكسح والنقل15 جنيها لكل مرة, منها5 جنيهات تدفع كإكرامية للعامل, وفي حال عدم دفعها يرفض العامل نقل أو كسح البيارة, وكل بيارة تحتاج إلي3 نقلات علي الأقل, وهذا ما يعتبره الأهالي مكلفا ويزيد من غضبهم. ويقول حسين عبدالستار( محاسب): إنه توجد سيارة واحدة بالوحدة المحلية للقرية لكسح وتنظيف البيارات بالمنازل, وبحسب الطلب, وتكون تكلفة النقل والنظافة عن طريق بون رسمي من الوحدة بمبلغ10 جنيهات للنقلة الواحدة, بالإضافة إلي5 جنيهات إكرامية, لافتا إلي أن تكلفة كسح بيارة منزل واحد في الأسبوع تصل إلي200 جنيه, وهو ما يمثل عبئا شديدا علي الأهالي المتواضعين ماديا, بالإضافة إلي ما يقع من حوادث بسبب قيام الأهالي بكسح بيارات الصرف الصحي بأنفسهم, وآخرها مصرع5 من بينهم4 من أسرة واحدة. ويضيف ناصر علي( إمام مسجد بالقرية) أنه يتم دفع120 جنيها أسبوعيا لكسح وتنظيف البيارة الخاصة بالمسجد, ويتساءل: كيف يعيش الأهالي في ظل هذا الوضع المهين الذي لا يليق بحياة آدمية؟ مشيرا إلي أن الخطوط تم مدها في القرية حتي صدأت ولم يتم حتي الآن تشغيل خدمة الصرف الصحي بالقرية التي تبعد عن مدينة الفيوم بعشرة كيلومترات, فما هو الوضع في القري التي تقع علي أطراف المحافظة؟! وطالب بسرعة تدخل المسئولين بإعادة العمل في المشروع المتوقف, وسرعة الانتهاء منه لأن أهالي القرية في حالة غضب حقيقي, ويرددون أن الثورة لم تصل الكعابي. ويؤكد حسين فتحي عضو مجلس محلي وموظف بالوحدة المحلية للقرية أنه عند البدء في العمل في مشروع الصرف الصحي تم توجيه مخصصات قريتي الكعابي وبيهمو من الخطة العاجلة من أجل هذا المشروع فقط وبلغت قيمة المخصصات3 ملايين جنيه, وبالفعل بدأ العمل في المشروع منذ ما يقرب من7 سنوات, وبالفعل تم مد الخطوط والمواسير, وبعدها توقف العمل تماما, ولم يتم تشغيل خدمة الصرف الصحي, ولم يتم إنشاء محطة رفع حتي الآن, ويتساءل: أين ذهبت تلك المخصصات, خاصة أن المشروع لم يتم تشغيله بعد. ويضيف أنه تم أيضا الانتهاء من بعض آبار الصرف الصحي الخاص, لكنها فارغة بدون خدمة, مشيرا إلي أن تلك الآبار غير مطابقة للمواصفات, مع أنها تكلفت ملايين الجنيهات ويجب إعادة النظر في تلك المشروعات المخالفة ومحاسبة كل من تسبب في إهدار المال العام. وأكد اللواء محمود عاصم جاد محافظ الفيوم سرعة الانتهاء من المشروع, ووعد الأهالي بأنه سيراجع شروط ومواصفات المشروع لسرعة استكماله وتشغيل خدمة الصرف الصحي, وأصدر توجيهاته لرئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالفيوم بمتابعة تنفيذ المشروع واستكماله خطوة بخطوة.