تختتم اليوم فاعليات المؤتمر العلمي الدولي الثالث بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة والذي عقد تحت عنوان البناء المعرفي والأمن الفكري, ورعاية فضيلة الإمام الأكبر د احمد الطيب, شيخ الأزهر والدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر. وقال الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق خلال فعاليات المؤتمر أمس إن الأزهر يربي أبناءه علي التنوع والتعدد والتعايش وقبول الآخر, لافتا إلي أن المتشددين يؤولون النصوص الشرعية علي غير ما أنزلت له, وأن الأمة ذاقت ويلات التطرف بداية من مقتل الفاروق عمر وظهور جماعات متشددة حملت السيف علي الإمام علي رضي الله عنه, مضيفا أن الأمن الفكري مطلوب لفهم الوحي والتنزيل وكلام رب العالمين. من جانبها, لفتت الدكتورة اعتماد عبدالصادق, عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات, إلي أن الانحراف في السلوك يسبقه انحراف في البناء المعرفي, واكدت أن مناهج الأزهر تقوم علي مصدرين هما القرآن وصحيح السنة, لذا تحمل رسالة منفتحة للعالم كله, دون تفريط في الثوابت. وأكد الدكتور يوسف عامر نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والطلاب, أن الله أمرنا بالبناء المعرفي في أول آية نزلت من القرآن الكريم في قوله تعالي( اقرأ) كما أمرنا بذلك النبي الكريم في أفعاله وأقواله وسلوكه, مؤكدا أن الأزهر اعتمد علي هذا المبدأ في نشر الفكر المعتدل, من خلال الاهتمام بالبناء المعرفي الذاتي ومصادر التلقي, بما يساهم في تحصين طلاب الأزهر من الفكر المغلوط والتشدد والغلو. من جانبه أشار الدكتور أشرف البدويهي نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع البنات إلي أن النبي صلي الله عليه وسلم رفع شأن العلماء وقال في حديثه الشريف العلماء ورثة الأنبياء منوها إلي أن الإسلام لم يهمل العقل أبدا وإنما أمر بإعماله دائما, وكان نبي الرحمة يحرص علي تعليم الصحابة اللغات المختلفة حتي يتمكنوا من التواصل مع أصحابها, لافتا إلي أن نبذ الغلو والفكر المتطرف يحمي الأمن الفكري للمجتمع, ويساهم في قيام بناء معرفي قوي الأركان ثابت الدعائم والأسس, وهذا هو الشغل الشاغل للأزهر وخريجيه.