انتهت اعمال القمة الخليجية في دورتها ال38 للمجلس الأعلي لدول التعاون الخليجي التي استضافتها الكويت مساء أمس وسط تمثيل منخفض المستوي عن المتوقع في ظل الظروف الحالية التي تعاني منها المنطقة, خاصة بعد تطورات مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح علي ايدي ميليشيات الحوثي الايرانية زراع طهران في المنطقة والذي يعد التهديد الأول بالنسبة للخليج, وأيضا التطورات في إبلاغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للزعماء العرب نيته نقل السفارة الأمريكية إلي القدسالمحتلة. كما جاء انتهاء أعمال القمة في يومها الأول بدلا من يومين كما كان مقرر لها, حسبما ذكرت وكالة سبوتنيك الروسية عن مصدر دبلوماسي كويتي أن القمة اختتمت أمس بسبب الخلافات في وجهات النظر داخل البيت الخليجي, خاصة الأزمة مع قطر في الفترة الماضية والتي طغت علي هذه القمة. فجاء التمثيل علي مستوي القادة في رئيس القمة أمير دولة الكويت بينما حضر أمير قطر رغم الخلافات الموجودة مع العرب ونتيجة لذلك انخفض تمثيل باقي الدول. فمثل مملكة البحرين في القمة الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء, فيما مثل سلطان عمان, نائب رئيس الوزراء لشئون مجلس الوزراء فهد بن محمود آل سعيد, ومثل المملكة العربية السعودية وزير الخارجية عادل الجبير, كما مثل دولة الإمارات العربية المتحدة وزير الدولة للشئون الخارجية أنور قرقاش. وكانت النتيجة الطبيعية في خروج بيان هزيل لا يناسب تطورات المنطقة. من جانبه, قال خالد المجرشي, الكاتب والإعلامي السعودي, إن القمة الخليجية ما هي إلا قمة تحصيل حاصل وعقدها جاء من منطلق الحفاظ علي كيان مجلس التعاون الخليجي. وأوضح المجرشي, في تصريحات لفضائية صدي البلد أمس, أن مستوي التمثيل الدبلوماسي بالقمة يدل علي أن هناك عدم رضا من قبل قادة مجلس التعاون عن حضور قطر لهذه القمة, لاسيما أنها مازالت تمارس تدخلاتها في الشئون الداخلية لدول الجوار بعدما ثبت تورطها في عقد مصالحة مع الحوثيين والرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح. وقال الإعلامي السعودي, ان القمة لم تسفر عن نتائج جديدة بعدما كشفت ال48 ساعة الماضية عن أحداث كثيرة خفية ثبتت أن قطر مازالت ماضية في زعزعة أمن واستقرار المنطقة ودعمها لميليشيات الحوثيين. وخرج البيان الختامي للقمة ليؤكد أهمية التمسك بمسيرة مجلس التعاون وتعزيز العمل الجماعي وحشد الطاقات المشتركة لمواجهة كافة التحديات وتحصين دول المجلس من تداعياتها وتلبية تطلعات مواطني دول المجلس في الحفاظ علي مكتسبات التكامل الخليجي. وأضاف البيان- الذي تلاه الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني- انه يؤكد النظرة الصائبة لقادة دول المجلس لتأسيس هذا المجلس الخليجي في مايو عام1981 والذي نص نظامه الأساسي علي أن هدفه الأسمي هو تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولا إلي وحدتaها وتوثيق الروابط والصلات وأوجه التعاون القائمة بين شعوبها في مختلف المجالات. وأشار إلي أن مجلس التعاون قطع خطوات هامة منذ تأسيسه قبل36 عاما نحو تحقيق هذا الهدف, وهو ماض في جهوده لتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك واستكمال خطوات وبرامج ومشاريع التكامل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والأمني والعسكري بين دول المجلس من خلال التنفيذ الكامل للخطط التي أقرها المجلس الأعلي ورؤي الدول الأعضاء لتحقيق المواطنة الخليجية الكاملة. وقال انه قد وضعت رؤية خادم الحرمين الشريفين التي أقرها المجلس الأعلي في ديسمبر عام2015 الأسس اللازمة لاستكمال منظومة التكامل بين دول المجلس في جميع المجالات, وفصلت هيئة الشئون الاقتصادية والتنموية أهداف الرؤية وبرامجها في مايو عام2016 مما يتطلب العمل علي تحقيق تلك الرؤية وفق برامجها التنفيذية التي سبق إقرارها. ويؤكد علي أهمية مواصلة العمل لتحقيق التكامل الاقتصادي بين دول مجلس التعاون, والتطبيق الشامل لبنود الاتفاقية الاقتصادية وتذليل العقبات في طريق السوق الخليجية المشتركة واستكمال متطلبات الاتحاد الجمركي وصولا إلي الوحدة الاقتصادية بحلول عام2025 وفق برامج عملية محددة. وقال البيان إن القادة يؤكدون أهمية الدور المحوري لمجلس التعاون في صيانة الأمن والاستقرار في المنطقة ومكافحة التنظيمات الإرهابية والفكر المتطرف دفاعا عن القيم العربية ومبادئ الدين الإسلامي القائم علي الاعتدال والتسامح. ويدعو القادة الكتاب والمفكرين ووسائل الإعلام في دول المجلس إلي تحمل مسئوليتهم أمام المواطن والقيام بدور بناء وفاعل لدعم وتعزيز مسيرة مجلس التعاون بما يحقق المصالح المشتركة لدوله وشعوبه وتقديم المقترحات البناءة لإنجاز الخطط والمشاريع التي تم تبنيها خلال مسيرة العمل الخليجي.